في المشهد الفلسطيني الماثل، تتواصل الأسئلة الملحّة على الأجندة السياسية والاستراتيجية الفلسطينية اليوم ونحن على أعتاب العام2023 أكثر من أيّ وقت مضى، خاصة بعد التطوّرات الميدانية الدرامية على امتداد مساحة فلسطين وآفاقها الحقيقية، وفي ضوء الملفاتالكبيرة المتفجّرة على الصعيد الفلسطيني الداخلي، ومنها على نحو خاص بآفاق الانقسام والوحدة الفلسطينية، حيث هناك حقائق كبيرة فيالمشهد الفلسطيني اليوم، تشكّل تحديات حقيقية في وجه الفلسطينيين، ومن المرجّح أن تستمر في الأفق المنظور، وربما على مدى سنواتقادمة يتوقّع أن تتحوّل خلالها الخريطة السياسية الإسرائيلية نحو المزيد والمزيد من التطرّف اليميني المتشدّد، والانزياح أكثر فأكثرلصالح”أصحاب أرض إسرائيل الكاملة، أو الكبرى أيضاً”، بل ربما تكون مساحة الحقائق-التحديات- الماثلة لاحصر لها، وهي متكاثرة يوماًعن يوم، غير أن أبرزها وأخطرها التالية:
الحقيقة الأولى- ان الاجماع السياسي والايديولجي الصهيوني يعتبر “ان فلسطين بكاملها لهم ارض الميعاد بنا على وعد إلهي ولا تتسع الاللشعب اليهودي…!
الحقيقة الثانية- ليس وارداً في استراتيجيات الدولة الصهيونية لا تكتيكياً ولا استراتيجياً أيّ اعتبار أو احترام أوالتزام بأيّ تفاهم أو اتفاقيتعلّق بالقضية الفلسطينية المستقلة، وكلهم يجمعون على “عدم السماح باقامة دولة فلسطينية مستقلة”….!
الحقيقة الثالثة- أن الاحتلال يواصل إقصاء الفلسطينيين رئاسة وحكومة وشريكاً وشعباً له قضية ووجود وحقوق راسخة..ّ!.
الحقيقة الرابعة- أن تلك المخطّطات والخرائط الاحتلالية لا تشتمل عملياً – كما يريد الاحتلال – إلا على هياكل سلطة تبقى بمستوى الإدارةالذاتية من دون صلاحيات حقيقية على الأرض أوعلى أيّ من الملفات السيادية.
الحقيقة الخامسة- أن الدولة الفلسطينية الموعودة دولة”خريطةالطريق” أو”حل الدولتين” ما تزال على الورق فقط، مع وقف التنفيذ، وهذا يُبقي التحدّي الوطني الفلسطيني الأكبر بدلالاته التحرريةوالاستقلالية-السيادية.
الحقيقة السادسة الأخطر- أن مشروع الاحتلال الاقتلاعي الإحلالي التهويدي يجري تطبيقه على الأرض الفلسطينية على مدار الساعة مندون الالتفات إلى الفلسطينيين والعرب، أو إلى المجتمع الدولي، والاحتلال يسابق الزمن في بناء وتكريس حقائق الأمر الواقع الاستيطانيالتهويدي في القدس وأنحاء الضفة، وغدت خرائط الاستيطان والجيش هي التي ترسم مستقبل الضفة وفلسطين من بحرها الى نهرها…؟!،وبعبارة تلخّص المشهد : الاحتلال يختطف ويُهوّد الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه، فما الرّد والعمل الفلسطيني…؟!
الحقيقة السابعة- أن ما يُسمّى بخيار المفاوضات والسلام قد سقط تماماً، ولا يعوّل عليه في تحقيق التطلّعات الوطنية الفلسطينية، ما يعنيعملياً أن حكومة الوفاق أو الوحدة الوطنية الفلسطينية القادمة –نظريا-ستكون أمام استحقاق كبير: الخلاص من الاحتلال بوسائلأخرى….؟!.
الحقيقة الثامنة: أن الجبهة الأممية الإعلامية -القانونية –القضائية- الأخلاقية ضد”إسرائيل” غدت تشكّل وفق مؤشّرات عديدة الجبهةالرئيسية للفلسطينيين في الأفق، فكل الساحة الفلسطينية ترى أن هذه الجبهة هي الأهم مستقبلاً، فهل تتبنّى الحكومة -القيادة الفلسطينيةقراراً حقيقياً يعكس إرادة فلسطينية جادّة بفتح ملفات الاحتلال وجرائمه أمام المؤسسات والهيئات والمحاكم الدولية…؟!
الحقيقة التاسعة – المشهد الفلسطيني مقبل وفق مختلف التقارير على مرحلة صعبة، تتعلق بما أطلق عليه”تداعيات صفقة القرن” التيطرحها الرئيس الأميركي ترامب بالوكالة عن”إسرائيل”حسب بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية، ولا تعطي هذه الصفقة للفلسطينيينأرضاً أو سيادة ، أو دولة مستقلة: فكيف إذن ستواجه حكومة المصالحة والوفاق هذا التحدّي الكبير الذي تقف وراءه أميركا وإسرائيل ومصرودول أخرى….!؟
الحقيقة العاشرة: تعتبر المؤسسة الإسرائيلية بإجماعها أن الصراع مع الفلسطينيين صراع وجود، والاحتلال يتربّص وأصابعه تلعب في كلمكان، وبلدوزر الإرهاب والتهويد يهدر بلا توقّف، ومبضع الاحتلال يعمل في الجسم الفلسطيني على مدار الساعة…
فهل تشكّل هذه الحقائق-التحديات المُرعبة قاسماً وجامعاً بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية، لتقف وراء خطة استراتيجية وأجندةسياسية واحدة في مواجهة الاحتلال ومشاريعه التي تستهدف إخراج الفلسطينيين من كافة الحسابات والأجندات الدولية كما أعلن وزيرحربهم ليبرمان منذ وقت قريب….؟!
نواف الزرو