الشارقة في 6 سبتمبر / العمانية / استُهلّ العدد 25 من مجلة “القوافي” الشهرية، بالحديث
عن ذاكرة القصيدة العربية وفضاءات التغريب والتجريب، ومما جاء فيها: “تبقى القصيدة
العربية، شاغلة الناس بلغتها وإيقاعاتها وحضورها في كل مفاصل الحياة، ولذلك يسعى
كتّابها إلى التّعايش مع كل زمن بمستجداته وقضاياه، واختيار المفردات التي تتناسب مع
كل حدث”.
وأكدت الافتتاحية إلى أن التجريب في القصيدة العربية ليس حكرًا على حقبةٍ زمنيةٍ، فهو
هاجس وجوديّ وفطريّ للإنسان، كما أن الشاعر بطبيعته يميل إلى التأمّل والسباحة في
عوالم التخييل، لاصطياد صور وأفكار جديدة؛ لذلك فإن فضاءات التأويل والابتكار
واسعة، وسماوات التجريب مفتوحة، لكنها “لا تنفصل عن ثوابتها التي هي حجر الأساس
وواسطة العقد”.
وتضمنت المجلة التي تصدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة، لقاء أجرته
الشاعرة الإعلامية منى حسن مع الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب.
وكتب الشاعر العماني حسن المطروشي عن أحلام الشعراء والقصيدة الحلمية، وكتب
د.محمد زيدان عن السرد الشعري وبلاغة النص، واستطلعت الشاعرة د.حنين عمر الآراء
حول “الشعراء القدوة” وأثرهم في أقرانهم عبر الزمن.
وتتبّع الإعلامي حمدي الهادي ظاهرة “المطبوعات الشّعرية” بوصفها “صدى الذاكرة
في الحاضر والماضي”، وسلط الشاعر إيهاب البشبيشي الضوء على مدينة الجيزة بمصر
واصفًا إياها بـ “أمّ المدائن والأهرام”، بينما حاور الإعلاميُّ أحمد اللاوندي الشاعرة
المصرية هاجر عمر.
وبحث الإعلامي محمد زين العابدين في تأويلات الأشجار في الشعر وأبعادها الدلالية،
بينما قدم الشاعر حسن الراعي قراءة نقدية لقصيدة “لآنسةٍ من خطاي” للشاعر السوداني
أحمد اليمني، وقرأ د.محمد صلاح زيد قصيدة “لحظة البدء” للشاعر الموريتاني المختار
صلاحي، وتناول الشاعر محمد العثمان ديوان “آدم الأخير” للشاعر عارف الساعدي.
وتناول الشاعر خالد بودريف موضوع “الشعراء والفروسية”، بينما كتب الإعلامي محمد
الجبوري عن “ألقاب الشعراء”.
واختُتم العدد بمقالة لمدير التحرير الشاعر محمد البريكي جاء فيها: “دخلتُ من باب
الشّعر، حيث كانت الأخيلة تتأرجح على الطرقات، وكانت النّصوص الشّعرية مثل سرب
حمام في الأفق، والأشجار في ساعة المغيب، وعلى الجوانب أصوات قبّرات وبلابل، فكلُّ
شيءٍ في هذا التوقيت يدعو إلى الموسيقى والغناء؛ فالشّعر ما هو إلّا موسيقى وغناء
وطيور سائرة في الجبال والغابات، وأنا أستمتع بهذه القمة العالية التي جعلت من الشعر
غذاء لأوراق الشّجر التي كانت تتمايل على وقع الهواء المتسرّب من الأعلى، فلا أعرف
فنًّا أجمل من الشّعر، ولا جامعًا مثل الشّعر”.
/العمانية /174
( انتهت النشرة )