شولتس يدعو الصين إلى الانضمام إلى ناديه للمناخ
دراسة: أكثر من 800 مليون وظيفة على مستوى العالم تضررت –
شرم الشيخ “وكالات”: أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس الثلاثاء، أن الاستثمار في مستقبل الطاقة، وبصفة خاصة في الهيدروجين الأخضر، يمثل إحدى أهم القضايا في إطار مواجهة تغير المناخ.
وقال الرئيس المصري إن مصطلح “الهيدروجين الأخضر”، ربما بات الأكثر شيوعًا واستخدامًا، خلال السنوات القليلة الماضية في سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المُتجددة، وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
وأكد أن “أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن، فرضت تحديًا حقيقيًا، في تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها الدول دون الإخلال بالواجبات تجاه مواجهة أزمة المناخ العالمية أو التراجع عن الأهداف التي المتوافق عليها والسياسات الوطنية التي نساهم من خلالها في هذا الجهد”.
ولفت إلى أن الهيدروجين الأخضر يأتي كأحد أبرز الحلول، على صعيد التوجه نحو الاقتصاد الأخضر، خلال السنوات القادمة بما يمثله من فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية، المتوافقة مع جهود مواجهة تغير المناخ، ومع أهداف “اتفاق باريس”.
وأوضح السيسي أن الكثير من الدول، بدأت بالفعل، في اتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه سواء من خلال صياغة سياسات وطنية للهيدروجين أو من خلال وضع أهداف زمنية طموحة، للانتقال التدريجي للهيدروجين الأخضر، كمصدر رئيسي للطاقة إما من خلال الإنتاج المحلي، أو الاستيراد من الخارج أو كليهما.
فكرة منطقية
من جهته، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الصين صراحة إلى الانضمام إلى ناديه للمناخ من أجل القيام بمكافحة طموحة لارتفاع درجة حرارة الأرض.
وعلى هامش مؤتمر المناخ العالمي في منتجع شرم الشيخ المصري، قال شولتس امس الثلاثاء إن “الدول الكبيرة مثل الهند والصين مهمة للغاية في هذا الشأن”.
وأضاف شولتس أن هذه الدول “ستستمر في تشكيل نسبة كبيرة من الاقتصاد العالمي في المستقبل أيضا بل وحتى نسبة متنامية”، وقال إنه من المهم بشكل خاص لهذا السبب السعي إلى تحقيق أهداف طموحة لحماية المناخ.
يذكر أن شولتس يعتزم تأسيس نادي المناخ رسميا قبل نهاية العام الحالي. ودعا شولتس خلال ندوة حضرها مع دول صناعية ودول نامية على هامش مؤتمر المناخ في شرم الشيخ إلى الانضمام إلى النادي الذي سيعمل من أجل تحقيق إعادة هيكلة صديقة للبيئة في مجال الصناعة والتصدي لنقل مقار الإنتاج إلى دول ذات قواعد مناخية أكثر تساهلا.
يذكر أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تعتزم إبرام شراكات طاقة لمساعدة الدول الفقيرة على التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة.
وأعرب شولتس خلال المؤتمر عن رضاه على ردود الأفعال على خطته، وقال :”الجميع قالوا إنها فكرة منطقية. يجب علينا أن نسعى إلى تحقيق أهداف طموحة إذا تعلق الأمر بوقف تغير المناخ الذي صنعه الإنسان”.
فقدان 800 مليون وظيفة
كشفت دراسة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية “ديلويت” أن أكثر من 800 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم تتضرر من تغير المناخ والتحول إلى الطاقة المتجددة؛ أي ما يعادي ربع إجمالي القوى العاملة على مستوى العالم اليوم.
وجاء في الدراسة المقرر عرضها في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” في منتج شرم الشيخ المصري امس الثلاثاء: “مخاطر – فقدان – الوظائف يبلغ أكبر مدى له في منطقة آسيا-الباسفيك وأفريقيا، تماما كما هو الحال بالنسبة لإمكانية توفير وظائف إضافية”.
وبحسب الدراسة، فإن الوظائف الأكثر تضررا من تغير المناخ هي الوظائف في مجالات الزراعة والطاقة والتعدين والصناعة والنقل والبناء.
وقال برنارد لورنتس، خبير شؤون المناخ في “ديلويت” إن بعض هذه القطاعات على حافة التحول بسبب إنتاجها المرتفع لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والبعض الآخر – مثل الزراعة – مهدد بالفيضانات أو الحرارة المرتفعة أو العواصف. وفي منطقة آسيا-الباسفيك وأفريقيا يعمل أكثر من 40% من القوى العاملة في هذه القطاعات المعرضة للخطر.
وقال لورنتس: “من خلال التشكيل الفعال لعملية التحول، يمكن أن تتسبب إزالة الكربون في توفير أكثر من 300 مليون وظيفة إضافية بحلول عام 2050، منها 21 مليونا في أوروبا، و180 مليونا في منطقة آسيا-الباسفيك، و75 مليونا في أفريقيا و26 مليونا في الأمريكتين”، مضيفا أنه سيتعين على “المناطق الضعيفة” الاستثمار في تطوير قوة عاملة “خضراء”، موضحا أن الانتقال الأسرع والمخطط نحو اقتصاد خالٍ من الكربون قد يضمن أجورا أكثر عدلا وظروف عمل أفضل في جميع أنحاء العالم.
وقالت مارين هاوبتمان، الشريكة لديلويت: “المفتاح هو الاستثمار في تعزيز المهارات – من التعليم المدرسي والجامعي إلى التدريب المهني والتعليم الإضافي. يجب أن يكون هذا أحد أهم أولويات السياسة والشركات”.
وكانت أعمال مؤتمر “كوب 27 ” انطلقت بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، الأحد، بمشاركة وفود أكثر من 190 دولة وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ.