احتفلت جامعة السلطان قابوس مساء اليوم بتخريج 1221 من طلبة الكليات العلمية للفوج الثاني من الدفعة الـ33، وذلك برعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وقد اعتلى المسرح المفتوح خريجو كليات الهندسة، والطب والعلوم الصحية، والعلوم، والتمريض، والعلوم الزراعية والبحرية؛ لاستلام شهادات التخرج.
وهنأ صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس في كلمته الخريجين قائلا: لقد شهدنا الأسبوع المنصرم تخريج طلبة كليات العلوم الإنسانية بجامعة السلطان قابوس، وها نحن نشهد تخريج طلبة الكليات العلمية؛ فما أسْعدنا بهذه المناسبة، التي تفخرُ فيها الجامعة تزامنا مع عيدنا الوطني المجيد بتقديم دفعة جديدة من مخرجاتِها تنطلق إلى مرحلة أخرى من مراحل بناء الوطن، وخدمة المجتمع، وتحقيق الذات، وتعكس مكتسباتها المعرفية في الواقع العملي.
بعدها قامت معالي الدكتورة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتسليم الشهادات لخريجي درجة الدكتوراه بكليات الهندسة، والطب والعلوم الصحية، والعلوم، والعلوم الزراعية والبحرية، تلا ذلك تسليم الشهادات لخريجي درجة الماجستير من كليات الهندسة، والطب والعلوم الصحية، والعلوم، والعلوم الزراعية والبحرية، والتمريض.
وألقى الخريج زايد بن سعيد بن سالم البوسعيدي، من كلية الهندسة كلمة الخريجين جاء فيها: جاءت لحظة مشرقة نودع فيها التعب وأيام الدراسة، لنحصد ما زرعناه خلال تلك الأيام، ولنودع أصدقاء وزملاء، أمضينا معهم أوقاتا ممتعة لا تنسى، قضيناها في جنبات جامعة السلطان قابوس أعزِّ الرجالِ وأنقاهم، فتفيض قلوبنا شكرا وعرفانا له -طيبَ الله ثراه- فجزاهُ الله عنا خير الجزاء، مجددين ولاءنا وعهدنا لمجدد النهضة المباركة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لنبذل كل طاقاتنا لكي نسهم بعزم في مسيرة البناء لعمان المستقبل تحت قيادته الحكيمة.
ثم قامت معالي الدكتورة رحمة المحروقية بتسليم الشهادات لخريجي درجة البكالوريوس من كليات الهندسة، والطب والعلوم الصحية.
تلا ذلك إلقاء الخريجة أنوار بنت حميد العيسائية من كلية الطب والعلوم الصحية قصيدة شعرية بعنوان «فرحة الخريجين»، ثم سلمت معاليها الشهادات لخريجي درجة البكالوريوس من كليات العلوم، والعلوم الزراعية والبحرية، والتمريض.
وعبر عدد من الخريجين عن فرحتهم بهذا اليوم الاستثنائي، معبرين عن امتنانهم لجامعة السلطان قابوس؛ لتوفيرها سبل المعرفة والدعم خلال فترة الدراسة، مؤكدين دورهم المنوط بهم في النهضة المتجددة لتحقيق ما تصبو إليه سلطنة عمان من الرقي في مختلف القطاعات، ودفع عجلة التنمية نحو آفاق جديدة.
وقال سعيد بن سالم الجعدي، خريج كلية الطب والعلوم الصحية: إن وقوفنا هنا اليوم بهذا الزي البهيج ما هو إلا نتيجة تحالف متكامل بين أركان ثلاث هي الطالب والجامعة والأسرة، ولم نكن لنصل إلى هذه المرحلة لولا دعم مكثف ومستمر من كادر أكاديمي وأكاديمي مساند وإداري، إضافة إلى الأسرة التي كانت الدافع الأكبر لنا للاستمرار وتخطي المتاعب، والركن الثالث والأهم هو الطالب فلا لا يستطيع أن يخذل نفسه وعائلته وجامعته وبالتالي فعبء تحقيق الحلم يقع على الطالب.
وقال الخطاب بن عبدالله الإسماعيلي، خريج كلية الطب والعلوم الصحية: ها نحن ذا على عتبة التتويج والحصاد مدركين تماما أن هذه اللحظة الفاصلة، هي نهاية وبداية في آن واحد، نهاية حقبة مليئة بالتجارب، تشكلت فيها شخصياتنا وأفكارنا ورؤيتنا للحياة إلى جانب تكوين كفاءة علمية نستطيع أن نرفد بها وطننا الغالي، وبداية حياة عملية ملؤها الأمل، والكثير من التجارب الجديدة، ولن نكون هنا لولا فضل الله، ثم وجود أسرة داعمة، وبيئة حاضنة وخصبة للنمو والتعلم، تقف خلفنا خطوة تلو الخطوة في شتى مناحي الحياة في سبيل دفعنا دوما إلى الأمام. وقالت هاجر بنت سالم الغافرية، خريجة كلية التمريض: إن التخرج فرحة عظيمة جدا ولا يضاهيها أي فرحة، وهو الحلم الذي يحلم به أي طالب الآن وهو في مقعد الدراسة، وهو الهدف الذي يسعى إليه أي طالب مستجد، وجميع الطلبة الآن يغبطوننا على هذه المرحلة وما يصاحبها من سعادة، وأعبر الآن والفرحة تغمرني من الأعماق، أخيرًا قد بلغت مرادي وجنيت ثمرة جهدي وحققت حلم أمي وأبي، وسعيدة جدا وأنا أرى السعادة والرضا والفخر في ملامح وكلمات أمي وأبي وأهلي وأصدقائي وزملائي، والتخرج يكون له قيمة وأثر عظيم فقط لمن جد واجتهد وتعبب وسهر وضحى وجاهد من أجل الدراسة والتفوق.
المحروقية: مخرجات بكفاءات بحثية عالية وقدرات ابتكارية –
قالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: «إننا فخورون بتخريج 2912 طالبًا وطالبة من خريجي جامعة السلطان قابوس، حاملين مشاعل العلم والمعرفة المشرقة، معتزين بهويتهم العمانية، ومعززين الوطن بكوادر وطنية فاعلة وواعدة، ستسهم في رفد سوق العمل وقطاعاته المختلفة بمبادرات ريادية مدروسة، في ظل النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-. وأضافت معاليها: إن منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أحد أهم القطاعات التي ركزت عليها الرؤية الوطنية عُمان 2040، والمعول عليها في دعم التنافسية، من خلال إثراء الوطن بمخرجات متميزة ذات كفاءات بحثية عالية وقدرات ابتكارية، تواكب التطور التقني الذي يشهده العالم من حولنا، والذي يحتم علينا ضرورة تمكين أبنائنا وإكسابهم مستويات عالية من المهارات المستقبلية الرقمية أو العلمية الضرورية، والتي تؤهلهم للعمل بمهنية واحترافية في رفع مستوى الإنتاجية، خاصة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والعوالم الافتراضية، وليكونوا أكثر قدرة على التشارك في استثمار الفرص المتاحة، ومواجهة التحديات وإدارة الأعمال والاقتصاد في بيئة حديثة، متسلحين بالمهارات التي اكتسبوها في مجال تخصصهم وغيرها من المهارات، حاملين معهم قيم جامعة السلطان قابوس من تميز وولاء ونزاهة ومصداقية، للمشاركة الجادة والبناءة والارتقاء بمكانة هذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة.
خريجو الطب والتمريض بالجامعة يؤدون القسم –
أدى خريجو كليتي الطب والعلوم الصحية والتمريض في جامعة السلطان قابوس القسم الطبي والتمريضي بقاعة المؤتمرات بالجامعة. وبلغ عدد الخريجين من كلية الطب والعلوم الصحية الذين قاموا بتأدية القسم الطبي 131 خريجًا؛ منهم 46 طبيبًا و85 طبيبة من الدفعة الثلاثين، فيما بلغ عدد الخريجين من كلية التمريض الذين قاموا بتأدية القسم التمريضي 109 خريجين؛ منهم 20 ممرضا، و89 ممرضة من الدفعة السادسة عشرة. رعى حفل أداء القسم معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، بحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة، وبعض أعضاء هيئة التدريس من الكليتين. وفي حفل أداء القسم، قدمت المكرمة الدكتورة منى بنت أحمد السعدون، عميدة كلية الطب والعلوم الصحية كلمة توجيهية للطلاب الخريجين من كلية الطب والعلوم الصحية وكلية التمريض؛ قالت فيها: إن المستقبل وما سيحمل معه من تطور، يوجب عليكم استباقه ويحتم عليكم دوام العمل والتعلم لاستيعابه كي لا تكونوا بمنأى عن متابعته والمشاركة فيه، حيث نرى أن محور الرعاية الصحية بدأ يبتعد تدريجيا من كون الطبيب في مركزه لتصبح الرعاية الصحية حصيلة عمل لفريق متكامل يكون فيه الطبيب والممرض أعضاء مع آخرين، كل له دوره، من المهنيين الصحيين، ومهندسي الروبوتات إضافة إلى محللي البيانات وعلماء المعلومات، حيث أصبحت التكنولوجيا واستخدام البيانات الضخمة أساسا في هذا الصدد.