١- أفادت مصادر لبنانية مطلعة ان هناك مباحثات قد جرت خلال هذه الفترة في لبنان .ولا زالت بين قيادات عليا من التيار الصدري من جهة.وقيادات عليا من حزب الله اللبناني حول الملف العراقي من جهة أخرى.
٢- وقد تطرقت المحادثات لجميع المراحل التي مرت قبل تشكيل الحكومة الجديدة ” حكومة محمد شياع ” ومابعدها والمراحل المقبلة . وناقشواجميع السيناريوهات المحتملة مابعد حكومة شياع في العراق.
٣- ولقد قدّمت الشخصيات الصدرية الرفيعة “تسجيلات، وصور، وشهادات محايدة من عسكريين ومدنيين” الى القيادات في حزب اللهواحتوت على ادانة واضحة لتصرفات ونهج ومخططات وتعاطي (أطراف) من جماعة الاطار التنسيقي بالضد من الصدريينوالمتظاهرين”.وشرح أبعاد وظروف قرار سماحة السيد مقتدى الصدر الشجاع بالانسحاب من الشارع ورغم الألم والاعتداء والذي انقذ منخلاله العراق وبغداد والنظام السياسي، وأنقذ الشيعة والتشيع والمذهب من انقسام بحدود الدم .
٤- ولقد عرفت القيادات الصدرية أسرارا خطيرة وتنازلات خطيرة عن طريق قيادات حزب الله اللبناني قامت بها (اطراف) شيعية وعراقية “لا داعي لشرحها الآن ” ..وان هذه التنازلات غير راضية عنها ايران، ولا حتى حزب الله اللبناني. لأنها تؤسس الى تفعيل عملية ” التطبيع “مع اسرائيل ، وفيها تنازلات خطيرة للولايات المتحدة وحلف الناتو ومنها ( الموافقة على بناء قواعد عسكرية دائمة في العراق). ولقد أيد ذلك نشاط السفيرة الاميركية في بغداد السيدة ” رومانسكي” التي أصبحت توجه وزراء حكومة محمد شياع .وحتى توجه محمد شياع نفسه ممااثار غضب طهران وحزب الله اللبناني وزيادة استعداد التيار الصدري !.
٥- ولقد سمعت القيادات الصدرية الرفيعة التي تواجدت في لبنان نفياً كاملاً من قيادات حزب الله اللبناني للتقارير التي تكلمت ان هناكعملية تطبيع بين لبنان واسرائيل، وبين حزب الله واسرائيل من وراء اتفاقية النفط والغاز. بل هناك استعداد من لبنان وحزب الله لإحتماليةسقوط الاتفاق المذكور بسبب مجيء نتنياهو الذي تحالف مع احزاب اليمين المتطرف جدا في اسرائيل !.
٦- ناهيك ان هناك استياء وسط القيادات الصدرية العليا وحتى داخل حزب الله اللبناني :
أ:- من سياسات محمد شياع الانتقامية والثأرية ضد الكثير من المدراء العامين والمستشارين والمناصب الشيعية حصرا.
ب:- وكذلك الاستياء من قيادة انقلاب داخل وزارات ومؤسسات الدولة العسكرية والامنية لصالح فئات شيعية محددة تنوي اعطاء ظهرهاللصدريين والشيعة العراقيين، وحتى لطهران وحزب الله وتذهب بالتحالف مع واشنطن وجهات غربية !.
ج:- فحتى موضوع ( الموازنة ) تحاول الحكومة تسويفها وعدم حسمها في التوقيت المفترض وهو في بداية او منتصف شهر ديسمبر( شهر١٢) لكي تستمر انسيابية الرواتب لما بعد نهاية عام ٢٠٢٢ .فيبدو يريدون اتباع سياسة ( جَوّع كلبك يتبعك ) اي العودة لسياسات الازماتالقديمة.
د:- وتحاول هذه الحكومة التملص من وعودها التي وضعتها في البرنامج السياسي واولها محاربة الفساد وفتح ملفات الفاسدين وموضوععودة ( صرف الدولار ) ووعود اخرى باتت تتملص منها الحكومة.
هـ:- ناهيك ان حكومة محمد شياع كرست وضع جديد وهو ( المحسوبية للأقارب ،وتكريس المناطقية ) في وضع الاقارب وابناء مدينة العمارةحصرا وللاسف الشديد في المكاتب الحساسة ل الحكومة وفي قنوات القرار الحكومي !.
الخلاصة :
١- ان موضوع عودة الصدريين الى المشهد باتت قريبة وليس أخذ حصة هامشية في حكومة شياع .بل لقطع الطريق على التطبيع. وقطعالطريق على تأسيس حكومة عميقة جديدة في العراق.
٢- وليس على طريقة ما اعلنته السفيرة الاميركية أخيراً وعندما قالت ( الصدر يريد ان تنظر حكومة السوداني الى مصالح أتباعه )والحقيقة ان كلام السفيرة رومانسكي ملغوم تماما لانها :
أ:- تريد الايحاء بأن هناك تفاهمات واتصالات بين الصدر والسفارة الاميركية . وهي حركة من السفيرة لزرع الشكوك بالسيد الصدر فيالشارع العراقي وبين الصدريين !.
ب:- ومحاولة منها للتشويش على المحادثات والحوارات الجارية بين قيادات صدرية رفيعة مع قيادات رفيعة من حزب الله في لبنان. والتياتفقت على منع جميع خطوات التطبيع مع إسرائيل !.
ج:- فالمؤشرات باتت تؤكد ان هذه الحكومة الجديدة لا تُعمّر كثيراً . لأنها بدأت بالانتقام والغموض والتملص من الوعود ..الخ .وبدأت تمارسالخداع ومحاولات مجاملة امريكا والغرب بشكل مضطرد !.
د. سمير عبيد
١٧ نوفمبر ٢٠٢٢م