مسؤول روسي يؤكد استعداد بلاده لتزويد البلدان الأكثر احتياجا بالحبوب
عواصم “وكالات”: أعلنت أوكرانيا أن قواتها المسلحة قتلت 90 ألفا و600جندي روسي ، من بينهم 510 الجمعة ، منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير الماضي، وحتى اليوم.
جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأوردته أمس وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (أوكرينفورم).
وقال البيان: “إنه إضافة إلى ذلك دمرت القوات الأوكرانية 2917 دبابة للعدو و 5886 عربة مدرعة و1906منظومة مدفعية و 395منظومة صواريخ متعددة، و 210منظومات مضادة للطائرات”.
وأضاف البيان أنه تم تدمير 280طائرة حربية و263 مروحية و 1572مسيرة تكتيكية و531 صاروخ كروز و16سفينة حربية أو زورق حربي و4472 شاحنة وصهاريج وقود و 163 وحدة من المعدات الخاصة ويتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
“القتال حتى النهاية”
على الرغم من نقص المعدات والذخيرة، يقول فولوديمير ريغيشا الذي يقود ميليشيا من المقاتلين المتطوعين في شرق أوكرانيا، إنه مستعد “للقتال حتى النهاية” ضد الجيش الروسي ولا يخطط أبدًا “للاستسلام”.
منذ 2014، كان زعيم “وحدة سانتا” يقاتل في حوض دونباس الأوكراني. في البداية ضد الانفصاليين الذين سلحتهم موسكو ثم منذ نهاية فبراير ضد الجيش الروسي.
يقول ريغيشا ذو اللحية الرمادية لوكالة فرانس برس إن “الدافع بسيط. جاء عدو إلى أراضينا ولم يعد هناك ضرورة لدوافع أخرى” للقتال.
واضاف وهو يدخن سيكارته بينما يسمع دوي الانفجارات من بعيد “بالنسبة لنا، النجاح يترجم في الواقع بأننا لم نضطر للتراجع. نحن ندافع عن مواقفنا بأسناننا”.
ويؤكد ريغيشا الذي كان هاتفه يرن باستمرار ليتلقى رسائل من الجبهة للاستعلام عن الموقف، “ستهدأ الأمور”، قبل أن يلتزم صمتا طويلا.
وطنيون
كان هذا الجندي المتطوع البالغ من العمر 48 عامًا يقاتل في دونباس منذ ثماني سنوات، عندما تم تشكيل ميليشيات من المدنيين لمقاومة التمرد المسلح الموالي لموسكو في شرق البلاد.
ويوضح سيرغي زغوريتس المحلل المقيم في العاصمة الأوكرانية، أن “ظهور كتائب المتطوعين هذه كان له دور إيجابي” بالنسبة لكييف، معتبر أن ذلك “كان رد فعل طبيعي من المجتمع على التهديد الذي نشأ”.
ويرى عدد كبير من المقاتلين مثل ريغيشا ان هذه الميليشيات هي أسرع طريقة للقتال على الخطوط الأمامية، بالسلاح، من دون انتظار تجنيدهم رسميًا في الجيش النظامي.
ومنذ ذلك الحين، تم دمج العديد من هذه الكتائب تدريجياً في الحرس الوطني، تحت قيادة القوات المسلحة، في محاولة لإضفاء طابع احترافي على القوات. وتم استبعاد العناصر الذي يعتبرون الأكثر تطرفا من هذه الوحدات.
وفي البداية انضم ريغيشا الى صفوف كتيبة “برافي سيكتور” القومية المتطرفة، قبل أن ينسحب منها ويؤسس “وحدة سانتا” التي لا يزال يقودها حتى اليوم.
ومع ذلك، فقد طغت الخلافات على تاريخ المجموعة إذ اتهم البعض وحدة ريغيشا بأنها تضم عددا كبيرا من أعضاء اليمين المتطرف.
وهذه التأكيدات كررها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي برر مرارا غزو أوكرانيا بضرورة “تخليصها من النازيين”.
وينفي ريغيشا رسميا هذه الاتهامات، واصفًا نفسه – ومقاتليه – بالوطنيين.
وانتقد الخطاب الذي تستعمله موسكو ضدهم. وقال “إذا أحب الروس بلدهم، فهم +يحبون الوطن الأم+ لكن عندما يحب الأوكراني بلده، فإنه يُعتبر قوميًا أو حتى نازيًا”.
وفي غياب لائحة رسمية لإحصاء المقاتلين، يصعب معرفة العدد الدقيق لأفراد هذه الميليشيا. وقال ببساطة إن لديه “عددا كافيا” من المقاتلين، بما في ذلك أجانب ومن أصحاب الاحتياجات الخاصة وحتى كبار السن.
ويقول أحدهم ويلقب ب”الجد” داخل المجموعة ويبلغ من العمر 71 عاما، انه لم يتم قبوله في الجيش. ويضيف “لهذا التحقت بكتيبة المتطوعين هذه”.
إخلاء الأراضي
أعلن مسؤولون في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا أمس أنهم سيساعدون المواطنين على إخلاء أجزاء من الأراضي التي تحتلها روسيا على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وسط مخاوف من اشتداد القتال.
وقال ياروسلاف يانوشيفيتش حاكم المنطقة إن المسؤولين رفعوا مؤقتا الحظر المفروض على العبور للسماح للأوكرانيين الذين يعيشون في القرى على الجانب الآخر من نهر دنيبرو باجتيازه خلال ساعات النهار وإلى نقطة محددة.
وكتب على تطبيق المراسلة تيليجرام “الإخلاء ضروري نظرا لاحتمال تكثيف الأعمال العدائية في هذه المنطقة”.
وحررت القوات الأوكرانية مدينة خيرسون، الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، من الاحتلال الروسي في 11 نوفمبر لكن القوات الروسية لا تزال تسيطر على باقي المنطقة على الضفة الشرقية.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية واصلت قصف خيرسون والمناطق المحيطة بها من هناك، مما أدى لمقتل مدنيين.
وقال يانوشفيتش إنه سيتم رفع الحظر المفروض على المعابر النهرية حتى يوم الاثنين.
تعويض الحبوب
قال أوليج أوزيروف، سفير المهمات الخاصة بالخارجية الروسية، أمس إن بلاده “مستعدة لتزويد البلدان الأكثر احتياجا بالحبوب، ويمكنها تعويض الحبوب الأوكرانية بالكامل في السوق العالمية”.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن أوزيروف، الذي يشغل كذلك منصب رئيس أمانة منتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا، قوله في مقال بمجلة نيوزويك الأمريكية: “على الرغم من التدابير التقييدية من الجانب الأوروبي، فإن روسيا مستعدة للوفاء بمسؤولية وضمير بالتزاماتها بموجب العقود الدولية فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية والأسمدة وموارد الطاقة وغيرها من المنتجات الهامة”.
وتابع الدبلوماسي الروسي: “في عام 2022 حققت روسيا رقما قياسيا في إنتاج الحبوب، بواقع 2ر152مليون طن، ونحن على استعداد لتوريد الحبوب الروسية إلى الدول المحتاجة جدا بشكل مجاني (500 ألف طن)، وكذلك توفير البديل للحبوب الأوكرانية بالكامل، والتي تشكل 2?? فقط من الإنتاج العالمي، بأسعار معقولة لجميع البلدان المعنية”.