* بداية نحمد الله عز وجل بأن أكرم هذه الأرض الطيبة بكم هائل من الثروات الطبيعية التي لا تعد ولا تحصى، وهي لو أُحسن إدارتهاواستثمارها بالشكل الصحيح لما وجد محتاج في هذا البلد الذي أغناه الله من واسع فضله، لكن معظم شعبه وللأسف الشديد في فاقةومشقة ..
* كما يجب علينا أن نشكر الحكومة على تخصيص دعم للمواطنين في قيمة الوقود رغم التعسير المصاحب لهذا الدعم منذ إقراره إلى حد لايستوعبه العقل والمنطق..
* بدءً بتحديد علامة تجارية واحدة لكل مستفيد، كأن يختار شل أو نفط عمان أو المها ولا يجوز له شراء الوقود المدعوم إلا من الموزع الذياختاره، وهنا لا يستفاد من الدعم إذا ما دعت الحاجة إلى التزود بالوقود في منطقة لا توجد فيها محطة للموزع المفوض ..
* الأمر الثاني تخصيص نوع واحد من الوقود وهو رقم ٩١ وهذا لا يتوافق مع جميع السيارات وفق مواصفات السيارة التي حددتها الشركةالمصنعة ..
* الأمر الثالث تقنين كمية البنزين المدعوم للشهر الواحد بحيث لا يكاد يتوسط الشهر إلا وتنتهي الكمية المخصصة للدعم، خاصة بالنسبةلأولئك الذين تضطرهم الظروف إلى قطع مسافات طويلة والذين طبيعة تنقلاتهم تستوجب استهلاك كمية أكثر من الوقود ..
* الأمر الرابع حرمان أصحاب مركبات الأجرة من دعم الوقود ، وهم الأكثر احتياجاً لهذا الدعم لصعوبة المهنة وقلة عائدها، وسط منافسةشرسة من شركات النقل العام، وأن يكونوا خارج منظومة الدعم فهذا شيء عجاب..
* وجاء الأمر الخامس خشناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحيث لا يسمح بالتزود من الوقود المدعوم إلا لسيارة واحدة وهي المسجلة فيبطاقة الدعم، وبالأمس ركنت سيارتي الأولى بجانب ماكينة تعبئة الوقود فهز المستر رفيق رأسه قائلاً (ما فيه بترول.. رقم مال هذه سيارة مافيه سيم سيم) وكذلك تكرر الحال بالنسبة للسيارة الثانية، وقد تكون السيارة المسجلة في برنامج الدعم تم بيعها أو هي معطلة عن الخدمة ..
ترى لم كل هذا التعسير في تقديم هذا الدعم، ولماذا لا يكون الدعم مرناً وسلساً بحيث تكون البطاقة موحدة وصالحة للاستخدام من كافةمحطات الوقود دون الإلزام بشركة واحدة مع زيادة كمية الوقود المدعوم، وأن يكون الدعم شاملاً لكل الفئات المستحقة، وعلى رأسهم أصحابمركبات الأجرة، والسماح بشمولية الدعم لأكثر من سيارة واحدة شريطة أن تكون مسجلة باسم المستفيد، وهذا لا يتطلب أكثر من تحديثالبيانات، وإدخال أرقام المركبات..
إن تقديم مميزات وطنية هي حق أصيل من حقوق المواطن، وهي واحدة من وسائل تأصيل المواطنة، ولا بد أن تقدم بسخاء ودون منة كما هوحال بعض المسؤولين الذين يصدرون بين الحينة والأخرى بيانات وتصريحات يستفزون من خلالها المواطن ويمنون عليه هذه الميزة وكأنها منجيوبهم الخاصة، مع الإشارة إلى أنهم يتمتعون بأضعاف مضاعفة من الميزات الأخرى في شتى مطالب الحياة المادية، والتي يحلم المواطنالبائس بعشرها، ولذلك تجدهم دائماً يغردون بعيداً عن سرب المعاناة ، وهذا هو البلاء المبين..
مسهريات يكتبها : ناصر بن مسهر العلوي
الأثنين : ١١ جمادى الأولى ١٤٤٤هـ
الموافق : ٥ ديسمبر ٢٠٢٢ م