إنّ حاجة الناس للإشارات الدولية، تعد حاجة ماسة على الدوام، وكذلك اللوحات الإرشادية على حدٍ سواء، ولكن أصبح من الملاحظ أن المادةالفسفورية التي تساعد السائقين على قراءة هذه الشواخص ليلاً أمراً متعذراً، فقد ملت مكانها وطارت بفعل عوامل الزمن، وكان من واجبالجهات المعنية في البلديات أو وزارة النقل والاتصالات، أن تقوم بالصيانة الدورية لهذه الشواخص، وذلك نظراً إلى الحاجة الملحة لها،ولدواعي السلامة العامة المرتبطة بالنقل على الطرق، ولكن في غالب الأمر ذلك لم يحدث.
فإذا كان طريق مسقط السريع الذي تم افتتاحه أمام الحركة المرورية في مطلع شهر يناير من عام 2011م، قد أصبحت شواخصه المروريةبكافة أنواعها من تحذيرية، ومانعة، وملزمة، وحتى الإرشادية منها، لا ترى ليلاً إلا كجهمة اللوحة الحديدية، أما ما رسم عليها من أشكال، أوما كتب عليها من كتابات، فإنه لا يرى إلا في وقت النهار، وبعضها حتى في وقت النهار، لا ترى نتيجة لزوال الكتابة كليتاً، فهذا عن طريقمسقط الحديث نسبياً.
أما الشوارع القديمة، أو تلك التي تبعد عن الشوارع الرئيسية في المناطق البعيدة، فأن تلك الإشارات الدولية قد ذابت وانتهت بعوامل الزمن،فبعضها جرفته السيول والأودية، وبعضها تحركت الأرض من تحتها فأنضجت على جانب الطريق، وبعضها الآخر أصبح مجرد عموداً منالحديد أصم أبكم، فلا يعطي أية قراءة أو معنى، فقد تقول الجهات المعنية؛ أن ذلك كان له ضرورة في البداية، وذلك مع حداثة الطريق، ولكنبعدما تعرّف الناس على مساراتهم في الطريق إلى بلدانهم ومنازلهم، فلا يحتاجون إلى إشارات تعلمهم بالسرعات والإنحناءات، فيفترض منالكل أصبح حافظاً ذلك عن ظهر قلب، ولكن هناك غرباء يمرون بهذه الطرق، فيحتاجون إلى من يرشدهم، وينبههم بمتغيرات الطريقوسرعاته، فضعوا لهم إعتباراً من فضلكم.
وإذا كنتم قد تكاسلتم أو تعاجزتم عن عمل الصيانة الدورية لهذه الطرق، وإشاراتها الدولية، فأوكلوا الأمر إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة،فتنمية هذه الشركات، تقوم على ما تقدمه لها الحكومة من أعمال، وسيظل دوركم في الإشراف والمتابعة، وحتى إذا عجزتم عن هذا الدور،فأعطوه لشركات أخرى من نفس الفئات، وستحل المشكلة وترفعها عن كاهلكم، وسيتقاسم المجتمع معكم خيرات هذا الوطن، وبذلك تكونوا قدفتحتم باباً للتشغيل.. ودمنا جميعاً في حفظ الله.
– إعلم أخي السائق :
{أن السياقة : “فن، وذوق، وأخلاق” وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاءالآخرين، فخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.
حمد بن سالم العلوي / خبير في تخطيط حوادث المرور – مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.