لا زلنا أيها القراء الإعزاء نعيش معطيات دورة الخليج الخامسة والعشرين التي تقام في مدينة البصرة العراقية والتي أتت بعد المونديال القطري العالمي والذي عشناها بكل تفاصيله .. لقد تعايشت معه أرواحنا التي هي في دواخل أجسادنا !.
لقد كان العالم في تلك الأيام الدوحوية جامعة لكل أقطار الكرة الأرضية إن صح التعبير ! فالمشرق والمغرب والشمال والجنوب .. الإتجاهات الحياتية المعروفة كلها كانتفي دوحة تميم لتتفيأ ظلال أجواء الحياة العربية الصرفة ولنتعرف على روح الشخصية العربية عن قرب بعد أن كانت هذه الشخصية قد تموشمها بوشم التشويه الغير لآئق في حقها نعم فالعرب هم أهل السلام ودعاته وهم الذين ينشدونه لهم ولسائر الإنسانية في كل محفل عالميوفي كل مناسبة عالمية ولا يكلون ولا يملون من مناشدة العالم أجمع السلام والأمان والحرية وبالتالي كان مونديال الدوحة 2022 فرصةلإجتماع البشر على أرض قطر من كل أصقاع الدنيا ليعايشوا السلم الحقيقي السلم الذي يكتنفه الصدق والإخلاص والأمانة ناهيك عن كرم الضيافة وأخلاص الشعب القطري العزيز والأبي في التأكيد :- بأن العرب هم حملة رسالة السلام إلى العالم ، وأنه لامجال لفرض حملات الإبتزاز ضد العالمين العربي والإسلامي ولامجال لتشوية صورة العرب المشرقة في دنيا السلام ! .
فها هي المنتخبات العالمية التي كان لها شرف الصعود الى المونديال قد تواجدت في قلب الوطن العربي وصميمه من أجل التنافس على لقب بطل العالم في كرة القدم .. فمنيستطيع أن يرفع الكأس العالمية عاليا ستكون بلاده هي بطلة المونديال بلا منازع ومن حقها أن تكون!.
لقد ظفرت الأرجنتين باللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخها وتسلم قائد منتخبها ليونيل ميسي كأس البطولة العالمية وقبل أن يستلم الكأسالغالية :- عمد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الى أن يرتدي ليونيل ميسي العبائة العربية الأصيلة(البشت) الموشاة بخيوط الذهب ليجعل منظر التتويج أكثر هيبة وعزة ووقار وفي ذلك رسالة إلى العالم بأن العرب هم ذو ثقافة وحضارة مستمدتان من التاريخ العربي الضارب في القدم ومن الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله لهم وللعالم أجمع ، وأنهم لا يقلون عن بقية بقية قوميات البشر في شيئ أبدان بل بالعكس فإن العرب هم قدر الله الذي قدره للعالم كله بحكم أنهم دعاة لدين الله الأعظم في كل أصقاع الأرض !.
وبالتالي كان هنا كمن إعتنق الإسلام من دول المنتخبات التي شاركت في المونديال والحمد لله على نعمة الإسلام والحمدلله على دين الإسلام.
وأنتهى مونديال كأس العالم وذهبت الكأس إلى الأرجنتين! وبعدها :- صارت الشعوب العربية والخليجية تترقب وتنظر بفارغ الصبر موعد إفتتاح خليجي 25 البصراوي .. إلى أن أتى موعده وأقيم حفل الإفتتاح الباهر الذي أبهرنا جميعا كعرب وكخليجيين فكان يوماً مشهوداً بكل برامجه ومشاهده ثم أتى لقاء منتخب العراق بشقيقه منتخب سلطنة عمان الذي أسفر عن تعادل الفريقين بدون أهداف.
فمنذ تلك اللحظات وإلى هذه الساعة والعراق وأشقائه الخليجيين والعرب عموما يعيشون فرحة الدورة مفتخرين بها وكذلك هم يعايشون الحفاوة العراقية المعهودة والكرم العربي الأصيل في بصرة العراق .. نعم تلك الأجواء الفضيعة في حلاوتها وجمالها والتي يتخللها ذلك التنافس المشروع بين المنتخبات العربية الخليجية على التتويج بتلك الكأس الغالية فمن سيكون؟!
فالشكر كل الشكر للعراق حكومة وشعباً على هذه الأيام البصرية العراقية الطيبة الجميلة والتي بالطبع لن نتساها بل ستتذكرها وسيتذكرها كل من عاشها عن قرب وإستمتع بالأجواء البصرية بكل مااحتوته من جمال وشيم عربية عراقية أصيلة – فهنيئا للعراق على هذه الإستضافة الرائعة وشكراً من الأعماق للقلوب العراقية النجيبة الطيبة التي زينت مشاعر أهلها الخليجية بعبائة الأصالة والشهامة العربية الأبيتين.
الكاتب/ فاضل بن سالمين الهدابي