بصيرتي مثل طوائف الوقت الخفيّ، ومثل الضوءالذي لم يكن يوماً ساكناً أبداً، تحمل أنفاسي بداخلي عشق طير لهذه الحياة ولأغصان أشجارها التي أبحث عنها كلما همس النعاس في جفوني لأقف عليها شامخاً لا تؤثر الرياح العاتيةفي في صمودي.
أنا كالطير الذي يحمل على إحدى جناحيه آلام مبعثرة من بقايا آهات البشر، ويحمل على الآخر أفراح ينثر ورودها على ذاك المكان وعلى تلكالأرواح الأرواح العابرة.
سعادتي تكمن في سعادة من حولي، فليس هنا كمتسع من الوقت لأبحث لنفسي عن شيء آخر يسعدني أكثر من ذلك … ألاحق نهاري بشيء أقدّمه ليسعد الذين يهتمون لأمري أو حتى للذين لا يعرفون من أنا، الأهم من ذلك عندي أنهم جزء من هذا الكون الذي نتقاسم العيش والأنفاس فيه، وأشعر بتلك الأدعية الخفيّة التي تصلني منهم التي من خلال صداها تفتح أبواب السماء … الليل عندي للسكون، فيه تتجلى الكتابة أحياناً والقراءة أحياناً أخرى، وتمتد الحكاية لتصل إلى من يستطيع قراءتها.
تتهادى لي تلك الأماكن الماطرة على سفوح هضاب قلبي عندما يتثاءب المساء في عيوني، لتأخذ أحبتي في رحلة هادئة لذلك المكان في تلك الزاوية من السماء، وعندما أضع رأسي على مخدتي تنتهي روايتي التي خطها نهار يومي، فلا أدري إن كان سيكون لها بدايات أخرى أم ستكتم مخدتي أنفاسي.
وحيد كنجم في السماء يضيء تعاسات البسطاءمن من البشر لا يحتضنه أحد أبد، ذلك هو الشعور الذي يجعل مني إنسان آخر مختلف فأشعر كأني طائر يرفرف بجناحيه، وأنسى ذلك العكاز الذي يعرف الناس بقدومي منه عندما يسمعون وقعصوته قد هزّ الأرض بالرغم من ضعف قبضتي الواهية، فسبحان من وضع سرّه في أضعف خلقه.
سَحَّ الماء وارتوت الأرض وغسل المطر قلوب بعض البشر وسجدت شكراً، واستقبلت البلاء بلطف وعانقته ووضعت كل آلامي التي تحتويني في ذلك العناق فطمئن قلبي … الصوت الخافت يهمس في وجداني لكي انظر بعقلي وأسمع بقلبي فالعين كاذبة والسمع خوّان.
حمدان بن هاشل بن علي العدوي