نقول للذين لهم وجهة نظر معترضة حول التفاوض مع تحالف العدوان أن الحروب عبر التاريخ القديم والحديث التي تشتعل بين الشعوب مهما طال أمدها ومهما كان وضع الطرف المنتصر فيها بحكم ما يمتلكه من أسباب القوة
فإنها لا تنتهي إلا بالحوار والتفاوض بين الأطراف المتحاربة وهذه معادلة ثابتة وستظل قائمة إلى مالا نهاية حتى لو كان الطرف المنتصر هو من يفرض شروطه على الطرف المهزوم، الفارق في الحالة اليمنية مع تحالف العدوان الذي تشارك فيه دول كبرى بشكل مباشر- بدليل أن الرئيس الأمريكي الحالي بايدن هو من يقف في طريق السلام وما تصريحه مؤخراً الذي يؤكد فيه أنه سيدافع عن الامارات العربية المتحدة ويحميها من ضربات رجال الرجال الصاروخية وكذا ضربات الطيران المسير الآتية من اليمن كرد فعل طبيعي على ما تقوم به الإمارات من عدوان على اليمن واحتلالها بعض من أراضيه وجزره دون وجه حق- هو أن اليمنيين استطاعوا خلال الثمانية الأعوام الماضية أن يقفوا على أرض صلبة مكنتهم من الدفاع عن بلدهم بإمكانياتهم المتواضعة مقارنة بما يمتلكه تحالف العدوان من قوة قادرة على تدمير عدة شعوب وليس شعبا واحدا، لكن بفضل التوكل على الله وبفضل الإرادة الحرة وعزيمة الرجال استطاع أبناء الجيش واللجان الشعبية أن يواجهوا عدوانا بربريا وظالما لم يعرف له التاريخ مثيلا من حيث حقد المشاركين فيه ضد الشعب اليمني الذي استهدفوا بنيته التحتية وقتلوا أبناءه بدم بارد ولم يفرقوا بين طفل أو شيخ ولا بين امرأة وجنينها الذي تحمله في أحشائها ولم تسلم من قصفهم حتى الحيوانات ضاربين بمُثل وأخلاق الحروب وقوانينها عرض الحائط، ولذلك نؤكد للمرة الألف بأن اليمنيين قد تعلموا من الدروس السابقة فيما يتعلق بمخادعة تحالف العدوان والتعامل معه في الميدان أو على مستوى التواصل عبر الوسطاء الذين يبذلون جهودا لإيقاف إطلاق النار وفي المقدمة ما تقوم به سلطنة عمان الشقيقة من جهود تشكر عليها.
وعليه فإن ما يقال ويشاع حول قرب تحقيق السلام وإنهاء العدوان على اليمن ومحاولة الأمم المتحدة تغيير موقفها لن يتحقق ابدا إلا عن طريق ما يسطره الرجال الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية من ملاحم بطولية سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته تشكل ضغطا عليهم لاسيما وهم اليوم في أوج قوتهم القادرة على تغيير المعادلة وفرض شروطهم العادلة والمحقة للشعب اليمني خاصة بالنسبة للتعامل مع الملف الإنساني وليس من خلال المشاورات وإرسال المبعوثين الدوليين وإعلان الهدن المزعومة التي يتخذ منها تحالف العدوان ومرتزقته راحة لالتقاط الأنفاس ثم يعاودون نفث سمومهم وحقدهم على اليمن وشعبه بوتيرة أشد ولن يتوقفوا ابدا من ذات أنفسهم لأن هدفهم الأساس هو تدمير كل شيء وجعل اليمن خرابا وقد سبق أن تحدثنا عن هذا الجانب كثيرا في كتابات سابقة ومن يقف اليوم أمام حملتهم الإعلامية الشرسة ويتأمل فيها سيجد أنهم لا يرغبون في إنهاء العدوان على اليمن وتحقيق السلام، فهاهي السعودية توعز الى مندوبها في الأمم المتحدة ليطالب مجلس الأمن الدولي باعتماد القوى الوطنية في صنعاء كجماعات ارهابية بينما ترسل وفودها للحوار أو التفاوض معهم في صنعاء مدعية المسكنة وجاعلة من نفسها وسيطا لدرجة أن المبعوث الدولي إلى اليمن قد شكرها من صنعاء مؤخرا أثناء تقديم احاطته لمجلس الأمن الدولي وهذا لعمري قمة الاستغفال لمن لا يستوعبون ما يحدث متجاهلا أي هذا المبعوث الدولي أن السعودية هي من تقود تحالف العدوان على اليمن وينطلق من أراضيها خوفا من الدور الكبير الذي سيلعبه اليمن بعد انتصاره والدفاع عن سيادته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من الوصاية الخارجية لاعتبارات الحجم السكاني والموقع الجغرافي والثروة الواعدة التي يمتلكها الشعب اليمني والممنوع عليه استخراجها بالإضافة إلى البعد الحضاري والتاريخي والمكانة التي يحتلها اليمن على الصعيدين العربي والإسلامي، وهي عوامل في مجملها تخلق الاهتمام الدولي باليمن وتجعل هذا البلد الناهض محط انظار الكثير من الدول ممن ترغب في ايجاد مصالح مشتركة وتبادل المنافع معه كيمن جديد يمتلك سيادة قراره السياسي خصوصا بعد ان استطاع ان يحافظ على وحدته ويعززها بثورة 21 سبتمبر الشعبية التي تعد معجزة حقيقية في جنوب الجزيرة العربية تستحق الإعجاب والاهتمام بها بدلاً من شن الحرب والعدوان عليها وهي الحقيقة التي حلت على اذهان وعقول وتفكير اعداء اليمن في الداخل والخارج بمثابة الصاعقة التي اتت لتجتث كل مؤامراتهم الخبيثة وخططهم الفاشلة والدنيئة.
إن استمرار المؤامرات على اليمن تؤكد صلابة الموقف المبدئي للشعب اليمني الذي ينطلق منه في الدفاع عن سيادته واستقلاله ودفع العدوان عنه وصولا إلى بناء يمن جديد تسود دولته العدالة والمساواة لكل أبنائه وهو ما سيحققه رجال الرجال الذين ستكون لهم الكلمة الفصل بإذن الله في إنهاء العدوان وفك الحصار من خلال المواجهة في الميدان وليس عبر التفاوض والهدن الكاذبة.
أحمد الشريف