في شهر رمضان المبارك، يبدأ قلبي ينبض بشغف أكبر، فهو شهر الرحمة والغفران، شهر القرآن الكريم الذي أنزل فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وفي كل عام وفي أجواء هذا الشهر الكريم، يعود بي الحنين إلى جمال مصر، البلاد التي أُسرِ فيها بروعة القرآن وعظمته، إنها البلاد التي تزهو بالقُرَّاء المهابين، الذين يرتلون كلمات الله بأصواتهم العذبة، تصاعداً في السماء كالأنغام الساحرة.
أعيش في هذا الشهر الفضيل تجربة شخصية مميزة، فأجد نفسي متعلقاً بالقرآن الكريم بطريقة لم أشعر بها من قبل، إنه تجسيد لنضوج الإنسان وتقدمه في رحلته الروحانية، وقد وجدتُ في كتاب الله القريب البعيد، صديقاً ومرشداً، يهديني ويُلهمني في كل لحظة، وأصبح الكتاب الأقرب إلى قلبي.
ولا أستطيع إلا أن أشد على يدي مدى جمال القرآن وروحه النقية التي تتغلغل في القلوب كالنسيم العليل، إنه ليس مجرد كتاب، بل هو دليلي ونوري في دروب الحياة، أعجز عن وصف تأثيره العميق في حياتي، فهو مصدر السلام والطمأنينة التي لا تضاهى.
وما أجمل الاستماع إلى تلاوة مباركة من القُرَّاء الموهوبين، مثل الشيخ محمود الشحات، الذي يمتلك صوتاً يأسر القلوب ويخاطب الأرواح برقة وجمال، هذا الصوت الذي يجسد مدى العشق والولاء لكتاب الله، يأخذنا في رحلة إلى عالم آخر، عالم من السكينة والتأمل
خلال تلبيتي
والمستشار محمود المهدي
لدعوة كريمة باسم مكتب القسطاس للاستشارات القانونية، لحضور أمسية قرآنية بصوت الشيخ ابن القارئ الكبير الشيخ محمد أنور الشحات.
وإنني أُشعر بالامتنان لهذه البلاد المباركة، مصر، التي أعطت العالم العربي ليس فقط الفن والثقافة، بل وأصوات القُرَّاء الرائعة التي تنبض بالإيمان والتفاني، إنها بلاد الروحانية والجمال، التي تحتفي بشهر رمضان بأجمل الموشحات والابتهالات، وتمتعنا بتلاوات القرآن الندية التي تجسد روحانية هذا الشهر الفضيل.
وفي حضرة القرآن، نجد السكينة والهدوء، فالتدبر والتأمل في آياته هو مفتاح الفهم والإدراك، لا تكتمل روعة هذا الشهر إلا بتلاوة كتاب الله والاستماع إلى أصوات القُرَّاء العذبة، التي تعزف لحن الإيمان والتقوى، وفي حضرته يتملكنا الخشوع والتأمل والتدبر، لا اعتبار الأمسية وكأنها حفل يراد منه الطرب، الطرب الحقيقي لمفردات القرآن وأخذ الموعظة والعبرة منها.
لذا، أدعوكم أيها الأحبة، في هذا الشهر الكريم، إلى الاستمتاع بجمال القرآن وروحانيته، وإلى التأمل في كلمات الله التي تملأ القلوب بالسكينة والطمأنينة، فلنجعل هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله، ولنجعل كتابه رفيقاً في كل لحظة من حياتنا.
إنها تجربة لا تُنسى، تجربة تجمع بين الشعور بالامتنان والإيمان القوي، في شهر رمضان، في مصر، وفي كل مكان.
عبد العزيز بدر عبدلله بن حمد القطان.