يستكمل الكيان العنصري الصهيوني اللَّقيط ساديَّته وجرائمه على أرض غزَّة الطَّاهرة، وفي عموم فلسطين الحبيبة، ويواصل شَهْرَه السَّادس في أكبر عمليَّة بربريَّة عرَفَها التَّاريخ، استخدَم فيها كُلَّ المحرَّمات مِن استهدافٍ للمَدَنيِّين العُزَّل (الأطفال والنِّساء والشيوخ) وتدمير المباني على رؤوس أصحابها وأحرق الأخضر واليابس بفعل القذائف المتنوِّعة، ومِنْها المحرَّمة دوليًّا، ويحتجز المَدَنيِّين العُزَّل الأبرياء، ويُنفِّذ إعدامات ميدانيَّة وآخر شواهدها ما جرى في مستشفى الشِّفاء، بل وصلتْ بعض الأنباء عن قيام قطعانه بعمليَّات اغتصاب الحرائر وقتلهنَّ، فهل عرَفَ التَّاريخ أبشعَ وأقذرَ وأجْبنَ من هذه الممارسات الصهيونيَّة؟!!
العالَم يُتابع هذه الجريمة النَّازيَّة الصهيونيَّة، والمؤلِم هنا أنَّ هذا القتلَ والدَّمار وحرب التَّجويع والحصار كُلُّ ذلك لَمْ يجدْ في هذا العالَم مَن يتصدَّى لَهُ ويوقف صلَفه وهمجيَّته! وكأنَّ هذا الكيان اللَّقيط المولود بعمليَّة سفاح نفَّذتها القوى الكبرى منذُ عام 1948م. هذا الكيان لَمْ يجدْ مَن يردعُه وأصبح كُلُّ شيء جائزًا في عُرفه وتاريخه، ولكن كيف لا؟ وهؤلاء البَشَر وصفَهم الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في القرآن الكريم: «أوَكُلَّما عاهدوا عهدًا نبذه فريق مِنْهم بل أكثرهم لا يؤمنون» وجاء ذِكْرهم في آية أخرى باللَّعن: «لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إسرائيل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ» فهؤلاء الخلق الَّذين كانت لَهُم سوابق في الطُّغيان والفساد والعدوان كما جاء في الكتُب السماويَّة لَمْ يتناهَوا عن منكرٍ فعلُوه، قال تعالى: «كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» والعديد من الآيات القرآنيَّة فصَّلت تاريخهم الإجرامي منذُ عهدِ سيِّدنا موسى عَلَيْه السَّلام، وحتَّى يتحقَّقَ الوعدُ الإلهي فِيهم بالزَّوال والَّذي يبدو باتَ قريبًا بإذن الله .
(174) يومًا على العدوان السَّافر على قِطاع غزَّة والَّذي خلَّف أكثر من (100) ألفٍ بَيْنَ شهيد ومُصاب وفقدان كُلِّ سُبل الحياة في ظلِّ عجزٍ وخذلان عربي ودولي، وفي ظلِّ دعمٍ لا متناهٍ يتلقَّاه هذا العدوان من قِبَل الولايات المُتَّحدة وبعض دوَل أوروبا عَبْرَ جسور جوِّيَّة محمَّلة بالذَّخائر والأسلحة، وإسناد عسكري وسياسي أميركي. وفي ظلِّ انسداد أُفق الحلِّ استمرأَ هذا العدوُّ المُجرِم الاستهانة بهذه الأُمَّة والإمعان في جرائمه لِيغطِّيَ على عجزِه في تحقيق أهداف الحرب وإنهاء حركات المقاومة (حماس والجهاد وفصائل المقاومة الأخرى) وللتَّغطية على فضيحة فشَل الجيش الَّذي لا يُقْهَر وفرضيَّات الأمن الَّتي ذهبَت مع هذا الطوفان العظيم الَّذي اجتاح كيان الاحتلال الصهيوني، بالتَّالي وفي ظلِّ هذه الأوضاع وتعنُّت الصَّهاينة في المفاوضات، ومحاولة تعطيل جهود الوسطاء، باتَ من الضرورة القصوى انطلاق انتفاضة ثالثة في الضفَّة الغربيَّة تحرق الأرض تحت الكيان المُجرِم وتفتح جبهة تصعيد أخرى لِتَحقيقِ توازن الرُّعب والرَّدع وتُجبر الكيان الصهيوني على الانصياع لِوقْفِ إطلاق النَّار والاستجابة لِجُهودِ الوسطاء؛ لأنَّ التَّاريخ علَّمنا أنَّ القوَّة والرَّدع هما فقط الرَّادع الأوَّل والأخير، وخصوصًا الرَّدع من داخل الأراضي المُحتلَّة فإلى متَى سيُترَك هذا العدوُّ المُجرِم في عدوانه وغَيِّه وهمجيَّته؟ مع العِلم أنَّ سياسة الرَّدع وحْدَها هي الَّتي تُجبر الكيان على الاستجابة لِلمطالِب الإنسانيَّة وإعادة الحقوق المشروعة لأبناء الشَّعب الفلسطيني، فما أُخذ بالقوَّة لا يُسترَدُّ إلَّا بالقوَّة.
خميس بن عبيد القطيطي