ما وراء الستار
عندما كانت ولا تزال الصواريخ تتهاطل على مدينة غزة، والصراع يشتعل بين الجيش الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، كان هناك موقف يكشف عن تعقيدات السياسة الدولية ومصالح الدول.
فلطالما سمعنا بدول تنادي بالحرية وتحقيق العدالة في العالم، وكانت تُعتبر من الداعمين لحقوق الإنسان والقضايا العادلة، ومع ذلك، تبيّن أن هناك جانباً آخر لهذه الدول منها عربية ومنها إسلامية، فهناك جوانب تختلف تماماً عما تدّعيه في الساحة الدولية.
ففي الوقت الذي كانت تندد فيه بالعنف وانتهاكات حقوق الإنسان في مناطق مختلفة، كانت تُخفي مواقف بدت جلية مؤخراً، المؤكد فيها أنها ليست ولن تكون لصالح غزة أو الشعب الفلسطيني.
بالتالي، إن هذه المواقف تكشف عن تناقضات السياسة الدولية، وكيف يمكن للمصالح الضيقة والعلاقات السياسية المعقدة أن تتسلل إلى قضايا العدالة وحقوق الإنسان، فالتضحيات والصراعات لا تزال موجودة، ولكن يبدو أن بعض الدول تضع مصالحها الخاصة فوق القيم والمبادئ التي تزعم دعمها.
ومن هنا يبدو أن الحرب ليست فقط بين الجيوش، بل أيضاً بين الأخلاق والمصالح، وهذا الموقف يدعو إلى التفكير العميق في دور الدول في تحقيق السلام والعدالة العالمية، وضرورة مراجعة السياسات والتحالفات بما يحقق الخير العام ويحافظ على كرامة الإنسانية.
المستشار عبد العزيز بدر عبدالله بن حمد القطان.