وفقنا الله صبيحة يوم أمس الثلاثاء ٢٤ إبريل ٢٠٢٤م إلى زيارة الأخ الوفي والكريم السخي والأديب المخضرم / سعيد بن خلفان النعماني في مقر سكناه بولاية بركا التي أصبحت مدينة تتزاحم فيها الأقدام، وتكثر بها الأرزاق والمنافع ، ووحدهم أولئك أصحاب الأفكار والمبادرات والهمم العالية من يحققون النجاح والمكاسب، ولذلك وجد النعماني في بركا ضالته المنشودة، ولربما يكون اسم بركا مشتق من البركة ..
كانت المحطة الأولى للزيارة بأن استقبلنا النعماني في مكتبه بمقر مجلة التكوين التي يتولى رآسة تحريرها وجمع مادتها ومراجعتها والإشراف على إخراجها وطباعتها وحتى توزيعها، في سابقة فريدة أن يتولى شخص واحد مسؤولية إصدار هذه المجلة الرائدة التي تصدر بواقع أربع مرات في العام الواحد، الأمر الذي قلّص الكثير من الهدر المالي، وذلك سبب اختفاء الكثير من المجلات والصحف والدوريات الورقية المطبوعة، والتوجه إلى الفضاء الالكتروني..
بعد تناول القهوة في مقر المجلة قدم مضيفنا نبذة مختصرة عن مراحل إصدار مجلة التكوين، والإصدارات الثقافية التي يتولى دار بيت الغشام مسؤولية مراجعتها وطباعتها إلى جانب المجلة في إسهام رائد في دعم الحركة الثقافية والعلمية في ربوع هذا الوطن العزيز ..
وكانت المحطة الثانية زيارة متحف بيت الغشام في ولاية وادي المعاول، ذلكم المعلم التاريخي المتفرد بإرثه الحضاري المتمثل في اختزاله لحقبة من تاريخ الأسرة البوسعيدية الحاكمة، وإيحاءاته العمرانية التي تتجلى من خلالها أنماط العمارة العمانية بتاريخها وهندستها البديعة المتجسدة بوضوح في القلاع والحصون والأسوار والأفلاج ..
والزائر لمتحف بيت الغشام حتى لو كرر الزيارة فلا بد أن يجد جديداً في هذا المتحف الذي يتجدد كل حين، وكان أيضاً لأستاذنا النعماني بصمات رائعة في تجهيزه وإظهاره بهذا المستوى المشرف، فقد تولى مسؤولية إدارته وتطويره منذ بداياته الأولى..
بعد تناول وجبة الغداء التي تجلت فيها مظاهر كرم الضيافة وزينها حضور عدد من مشايخ العلم ورجال الدين، ولفيف من أبناء وأقارب مضيفنا الذين انشرح بهم القلب وانفتحت الشهية على مصراعيه بفعل العفوية البساطة والمرح..
في الفترة المسائية توقفنا قليلاً في ميناء بركا، ثم إطلالة سريعة على محطة تحلية المياه التي تغذي مناطق واسعة من السلطنة، وكم هي الخسارة كبيرة لو تعرضت لأعطال ثقيلة..
واختتمنا جولتنا الاستطلاعية بزيارة المشاريع الاقتصادية التي هي بنات أفكار النعماني أبناءه في سبيل إيجاد فرص وظيفية للأسرة بدلاً عن المزاحمة على الوظائف الرسمية وشركات القطاع الخاص، فزرنا متجر تجهيز الهدايا والورود، ومحل الكافيه والقهوة المتخصصة ذات الغرف الخاصة بالاجتماعات ومراجعة الدروس وجلسات القراءة، ولقاءات الأصدقاء، كما اطلعنا على مشروع نزل الأمير ذات الغرف الفندقية الجميلة التي توفر غرف للإقامة بأسعار في متناول الجميع
تناولنا وجبة العشاء في أجواء مليئة بالبهجة والسرور في ضيافة الكريم محمد السليماني الذي جعل من المشويات البحرية خير طارد للنوم في طريق عودتنا إلى مقر سكنانا ولاية بهلا، وولاية منح، حيث سعدنا بصحبة الأخ عبدالله المسروري إلى جانب سعيد العدوي وعبدالله الجعفري وخلف الخاطري، وكاتب هذه السطور المتواضعة التي حتماً هي قليلة في حق أولئك الكرماء النبلاء، فلهم منا عظيم الشكر والتقدير والامتنان..
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي