لطالما كانت العلاقات اللبنانية الإسرائيلية متوترة، حيث شهدت عقوداً من النزاعات المسلحة والتوترات السياسية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من الذي سمح لإسرائيل باختراق الأراضي اللبنانية وضرب بيروت؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب علينا النظر إلى السياقات التاريخية والسياسية التي أدت إلى هذه الأحداث.
التاريخ السياسي
في عام 1982، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق تعرف باسم “عملية سلام الجليل”، والتي جاءت كاستجابة لصراع طويل الأمد مع منظمة التحرير الفلسطينية. كانت المنظمة قد اتخذت من لبنان قاعدة لها، مما جعل الأراضي اللبنانية نقطة انطلاق للهجمات ضد إسرائيل. تم اعتبار هذه العملية من قبل بعض الأطراف اللبنانية والدولية على أنها محاولة من إسرائيل للسيطرة على لبنان وتصفية الوجود الفلسطيني فيه.
غياب الدولة اللبنانية
من المتعارف عليه أن غياب الحكومة المركزية القوية في لبنان خلال السبعينات والثمانينات ساهم في عدم استقرار البلاد. فالصراعات الداخلية، بما في ذلك الحرب الأهلية اللبنانية، أدت إلى ضعف الدولة ومؤسساتها، مما أعطى مجالاً لدخول القوات الإسرائيلية بشكل أسهل. فعدم وجود سلطة قادرة على حماية السيادة اللبنانية فتح المجال أمام الهجمات الإسرائيلية.
دعم القوى الإقليمية والدولية
علاوة على ذلك، فان بعض القوى الإقليمية والدولية لعبت دورًا في هذا السياق. فقد كان هناك تواطؤ من قبل بعض الدول العربية والغربية مع السياسة الإسرائيلية تجاه لبنان، مما أعطى إسرائيل ضوءًا أخضر لعملياتها.
نتيجة الغزو
أسفر الغزو الإسرائيلي للبنان عن دمار واسع في بيروت واستشهاد العديد من المدنيين، مما أثار ردود فعل قوية على المستوى الإقليمي والدولي. أدى هذا القصف إلى تدخلات دولية وزيادة الوعي العالمي بعمق الأزمة السياسية والإنسانية في لبنان.
الخاتمة
بالتالي، يمكن القول إن الظروف السياسية الداخلية في لبنان، جنبا إلى جنب مع الدعم الإقليمي والدولي، قد ساهمت في السماح لإسرائيل باختراق الأراضي اللبنانية وضرب بيروت. ومن المهم التذكير بأن هذه الأحداث لا تزال تؤثر على لبنان حتى اليوم، حيث تبقى العلاقات بين الجانبين متوترة، مع تداعيات مستمرة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
د. جمالات عبد الرحيم / خبيرة العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان