اختتم الوفد الصحفي لجمعية الصحفيين العمانية زيارته لجمهورية الصين الشعبية الذي اشتمل على زيارة العاصمة بكين ومقاطعة أورومتشي وكانت أخر محطة في البرنامج مدينة شنغهاي.
اطلع الوفد خلال جولته في متحف شنغهاي للفنون على ما تتميز به المدينة من موروثات ثقافيه وفنية وعلى ما يحتويه المتحف من قطع أثرية تصل الى أكثر من 120 ألف قطعة بما في ذلك البرونزيات والخزفيات وفنون الخط الصيني والأثاث والشتات والقطع النقدية القديمة واللوحات والأختام والتمثيل وفن الأقليات والفن الأجنبي.
كما زار الوفد مركز الدراسات الصيني للاصلاح والتنمية التابع
لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية الذي افتتح في 2017 .
استعرض في بداية اللقاء سعادة وانج رئيس المركز ما تحقق من تعاون بين المركز وعدد من المؤسسات بسلطنة عمان في مجالات البحث العلمي وتنظيم المعارض ومجالات الترجمة والرغبة في تعزيز التعاون في المجال الثقافي مشيرا الى إلتزام المركز بتحقيق المنفعة والاستفادة المتبادلة وتعزيز التفاهم المشترك في مجالات البحوث والدراسات بين الجانبين الصيني والعربي.
كما قدم سعادتة اصدار المركز وعشرات الأعمال التي ركزت مواضعيها على نشر افكار شي جين بينج حول الدبلوماسية في الدول العربية والتعاون والتواصل معها ثقافيا وحضاريا والدراسات حول القضايا الساخنة في الشرق الاوسط والعلاقات الصينية العربية.
فيما استعرض الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس الوفد العلاقات التاريخية القديمة الضاربة في أعماق التاريخ بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية إضافة إلى العلاقات الحديثة التي بدأت في السبعينات من القرن الماضي مشيرا الى التعاون بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات الدبلوماسية والاستثمارية والتجارية والثقافية وغيرها من المجالات.
واكد العريمي على استعداد الجمعية بكل ما يمكن ان تقدمه في خدمة البلدين الصديقين.
من جانبه قال الدكتور لي شيجيون لطيف باحث ما بعد الدكتوراه في مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية:ان التبادلات والتعاونات الصينية العربية في مجال الترجمة والنشر في العصر الجديدمفتاح مهم
لبناء رابطة المصير المشترك وتقوم الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة بالتبادلات الثقافية متخذة التعاون في مجال الترجمة والنشر وسيلة حيث يعتبر عاملا رئيسيا لبناء المجتمع المشترك نحو المستقبل لمواجهة العصر الجديد ويشكل مفتاحا مهما لتعميق التفاهم وتفادي سوء الفهم بين الشعبين وبالتالي يعزز التواصل بين قلوب الشعوب في الصين والدول العربية.
وأشار لطيف إلى أنه مع تقدم خطوات مبادرة “الحزام والطريق”حققت الصين والدول العربية إنجازات بارزة في مجال الترجمة والنشر واكتسب خبرات قيمة وعلى سبيل المثال تم تنفيذ عدة مشروعات للترجمة والنشر ومنها مشروع الترجمة والنشر المتبادل للأعمال الكلاسيكية بين الصين والدول العربية ومشروع طريق الحرير للكتب ومشروع ترجمة الأعمال الصينية المعاصرة وقد ادت تلك المشروعات دورا إيجابيا في نشر الثقافة التقليدية الصينية والأدب الصيني في العالم العربي والعكس وفي تعزيز التواصل والتفاعل بين مؤسسات النشر الصينية والعربية ومنظمي معارض الكتاب والقراء.
وفي هذا المجال يبدو أن إنشاء النماذج الناجحة والمثالية والمشروعات الرئيسية مهم للغاية وعلى سبيل المثال وقعت الصين والمملكة العربية السعودية على مذكرة تفاهم بشأن “مشروع الترجمة والنشر المتبادل للأعمال الكلاسيكية والمعاصرة بين الصين والسعودية” في عام 2016 ومنذ ذاك الوقت بذل الطرفان جهودا مشتركة لنشر العديد من ترجمات الأعمال الكلاسيكية السعودية في الصين وفي السنوات الأخيرة أقامت مؤسسات النشر الصينية والسعودية أنشطة متنوعة وكثيرة سعيا إلى توسيع تأثير المنشورات المعنية في إطار التعاون الصيني- السعودي وتعزيز ترويج المنشورات باستمرار.
وأضاف لطيف أن التعاون الصيني- العربي في الترجمة والنشر يتطور بشكل مزدهر وينطلق نحو آفاق واسعة وفي المستقبل من المتوقع أن تعمل الصين والدول العربية معا على تقديم المزيد من الأعمال المتميزة للقراء سعيا إلى التخلص من الصور النمطية وتحسين التفاهم بين الشعبين الصيني والعربي وعلى هذا الأساس توجد مساحة كبيرة في مجالات البحث العلمي والنشر المشترك وتنظيم المعارض بين الصين والدول العربية بما فيها سلطنة عمان بكل تأكيد باعتبارها دولة عريقة وصديقة للصين منذ العصر القديم ، لذلك فلدى الجانب الصيني الرغبة الواضحة في توقيع مذكرة تفاهم بشأن الترجمة المتبادلة ونشر الأعمال الكلاسيكية مع الجهات ذات الصلة في سلطنة عمان على أساس التشاور الودي وتنفيذ مختلف أعمال الترجمة والنشر المتعلقة بمشروع التعاون بما يتوافق مع أنشطة التبادل الثقافي استجابة لمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ في مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية عام 2019 والذي أكّد فيه على استعداد الصين للعمل مع الدول ذات الصلة لتنفيذ مشروع الترجمة المتبادلة للكلاسيكيات الآسيوية والعمل بشكل مشترك على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات وتعميق التفاهم بين الثقافات. وأوضح لطيف ان الصين تعمل حاليا بنشاط على توسيع نطاق المذكرات ليشمل المزيد من الدول الآسيوية وأن سلطنة عمان على رأسها .
كما التقى الوفد بقادة مكتب الشؤون الخارجية للبلدية وغيره من الدوائر الحزبية والحكومية بشنجهاي تناول اللقاء العلاقات التاريخية العمانية الصينية والفرص الاستثمارية والتبادل التجاري في مدينة شينجهاي واحتواء المدينة على كبرى الشركات الصينية مثل شركتي كومكس لصناعة الطائرات وهواوي إضافة الى التعريف بدور ميناء مدينة شينجهاي في التجارة العالمية والمقومات السياحية التي تحظى بها المدينة مثل المدينة المائية القديمة التي تشبه مدينة فينسيا في إيطاليا.
كما تم اطلاع الوفد على ما يتسم به المجتمع الصيني من روح للتسامح والسعي نحو التميز والتفكير الواسع والتواضع وموقع المدينة المتميز على مصب نهر اليانغتسي في شرق الصين والمحيط الهادئ ومركز الاقتصادي الدولي كأكبر مركز اقتصادي في الصين وما حققته من إنجازات ملحوظة على مر السنين ومساهمتها في الاقتصاد الوطني وزيادة تأثيرها العالمي حيث حققت في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 ناتجاً محلياً إجمالياً قدره 3.3 تريليون يوان 462.07 مليار دولار بزيادة قدرها 6 في المئة على أساس سنوي لتصبح مركزاً مالياً دولياً.
كما حققت في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي في حجم التداول في سوق شانغهاي المالي مبلغ قدره 2546.08 تريليون يوان وأصبحت بورصة شانغهاي للعقود الآجلة واحدة من ثلاثة مراكز تسعير رئيسية للنحاس في العالم، وحافظت بورصة شانغهاي للذهب على أكبر حجم تداول في العالم لعقود الذهب الفورية لسنوات عديدة.
كما بلغ إجمالي الواردات والصادرات للمدينة في العام الماضي 3.17 تريليون يوان بزيادة قدرها 2.7 في المئة على أساس سنوي ووصل إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية إلى 1.38 تريليون يوان بزيادة قدرها 16.1 في المئة.
وتناول اللقاء المساعي التي تقوم بها شانغهاي لتحقيق رؤيتها في أن تصبح مركزاً دولياً للنقل الجوي والبحري منذ التسعينيات وحافظ ميناء شانغهاي على مكانته كمركز شحن دولي حيث يتمتع بأكثر الطرق والوجهات الحاويات وأكبر تكرار للسفن اليومي بين مدن البر الرئيسي كما حلت شانغهاي في المرتبة الثالثة في مؤشر تطوير مركز الشحن الدولي لشينخوا-البلطيق (ISCD) لعام 2023.
وتسعى شانغهاي لأن تصبح رائدة عالمياً في الابتكار العلمي والتكنولوجي وأن تكون من الأفضل أداءً في الصين والعالم وفقاً لمؤشر الابتكار العالمي للعام الماضي الصادر عن منظمة العالمية للملكية الفكرية .
كما تضمن برنامج زيارة الوفد شركة كوماك للطيران أستمع خلالها الى شرح تفصيلي عن نماذج الطائرات وخيارات المنتجات على متن الطائرة والمنتجات المخصصة للعملاء وإنجازات الابتكار والتطوير في شركة كوماك وقدرات تطوير الطائرات إضافة إلى المكونات الثلاثة لمركز التخصيص التابع لشركة كوماك وهي منطقة النماذج ومنطقة تعريف التخصيص ومنطقة المنتجات الشريكة.
كما أطلع على منطقة النماذج الأولية لعرض نماذج الطائرات التي تتألف من نماذج لثلاثة أنواع نموذجية من الطائرات من إنتاج شركة كوماك وهي قابلة للتطبيق في استقبال العملاء وتجربة زيارة الطائرات والتخصيص والتعريف بخيارات الأجهزة لأنظمة الطائرات بما في ذلك مناطق إدخال المطبخ والداخل والإلكترونيات والزي الخارجي ومقاعد المقصورة ومعدات النظام وعرض منتجات وقدرات الموردين واختيار الخيارات التفاعلية والمفاوضات التجارية.
كما تم تعريف الوفد بانواع الطائرات وهي طائرة ARJ21 وتعتبر نوع جديد من الطائرات الإقليمية المروحية التوربينية التي تم تطويرها بشكل مستقل مع حقوق الملكية الفكرية المستقلة وطائرة الركاب الكبيرة C919 وهي طائرة ركاب ضيقة البدن متوسطة وقصيرة المدى تم تطويرها بشكل مستقل مع حقوق ملكية فكرية مستقلة.
كما أن شركة كوماك للطيران تقوم بتصنيع منتجات طائرات رجال الأعمال من خلال التكنولوجيا المتطورة وتلتزم بمبادئ السلامة أولاً وفعالية التكلفة والراحة وحماية البيئة وتلتزم بتزويد العملاء بمتعة بصرية ممتازة وتجربة طيران فريدة أثناء رحلاتهم.
فيما زار الوفد في اليوم الأخير مركز البحث والتطوير التابع لشركة هواوي في شنغهاي
حيث استعرضت الشركة آخر ما وصلت اليه التقنيات في مجال الشبكات ومنها جيل 5.5 جي الذي يعتبر آخر ما توصل اليه العلم في مجال الشبكات.
كما تم استعراض الثري دي في مجال الشاشات ومدى امكانية إلاجهزة في تقريب الصور وبعدها ومعايشتها افتراضيا إضافة إلى سرعة الشبكات ودعمها للافلام ذات الجودة العالية 8k.