نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة العلوم بديوان البلاط السلطاني ندوة “الموروث الفلكي العماني” وذلك في مركز سناو الثقافي الأهلي بولاية سناو في محافظة شمال الشرقية ضمن خطة النشاط الثقافي للمركز والتي ينفذها في مختلف محافظات سلطنة عمان لعام 2024.
الندوة تحدث فيها الفلكي يوسف بن حمد الرحبي من دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية هدفت الى التعريف بالموروث الفلكي العماني في الممارسات الحياتية في المجتمع المحلي، بالإضافة إلى التعريف بالجهود المبذولة من الجهات المعنية حول تطبيق علم الفلك وربطه بالموروث العماني الذي اشتهر به العمانيون على مر العصور.
عرج الرحبي في بداية حديثه الى طريقة الاحتساب بإستخدام وسيلة اللمد التقليدية لدى العمانيين كأحد أنظمة الري بنظام الأفلاج حيث تنقسم إلى أربعة أنواع تستخدم كمواقيت لعملية الري التقليدي، كما عرف بالطوالع الموسمية وهي النجوم المستخدمة لمعرفة مواعيد الدور في سقي المزروعات والمواسم المناخية والمواسم الزراعية، ومن أبرز هذه النجوم، نجم الكوي، ونجم المنصف، ونجم الغراب، ونجم الأدم، ونجمي الصارة الأولى والصارة الثانية، ونجم الثريا، ونجم السعد، ونجم الفتح وغيرها من النجوم.
كما تطرق الرحبي بالندوة إلى التعريف بالموروث الفلكي البحري والزراعي واستخداماته لدى العمانيين منذ القدم في ممارساتهم البحرية والزراعية ومواسمها المختلفة، حيث ذكر بعض اسماء النجوم المستخدمة في الإبحار، والنجوم المستخدمة في مواسم صيد السمك مثل نجم سهيل، ونجم السهلة، ونجم الكوي، ونجم النيروز، بالإضافة إلى التعريف بالنجوم المستخدمة في مواسم الضربات، هذا إلى جانب الحديث عن النجوم المستخدمة في الأحوال المناخية والمناسبات الزراعية، واختتمت الندوة بالتطرق إلى الحسبات الفلكية العمانية، مثل حسبة سهيل، وحسبة الكوي، وحسبة الظفارية، وحسبة منازل الشمس، بالإضافة إلى حسبة الطوالع الموسمية، وحسبة الأحداث الفلكية.
الجدير بالذكر بأن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم دشن في عام 2014 “موسوعة الموروث الفلكي العماني القديم وأثر الكواكب والنجوم على النشاط الإنساني” للباحث العماني محمد بن سالم الحارثي، حيث هدفت الموسوعة التي صدر منها قسمين الزراعي والبحري، للتعريف بتأثير الفلك على الحياة الإنسانية، وذلك عبر دراسة النجوم في الموروث الفلكي العماني القديم مقارنة بالموروث العربي،وقد أظهر المنجز من الموسوعة بأن التوصيف الفلكي القديم يتطابق في بعض جوانبه مع التوصيف الفلكي الحديث ويختلف في أمور بسيطة تتعلق بعدد النجوم وخصائصها المميزة لها وأوقات ظهورها.