بقلم نوف الغيلانية
يدندن الفنان الكويتي عبدالله رويشد في إحدى أغانيه قائلا: “كل واحد معه همه على قده، مافي أحد مرتاح”.
لعلكم تتفقون معي على صحة هذه العبارة، و ما تحمل في طياتها من معنى و هي تعكس تعاطي الفرد منا مع ضغوطات الحياة. قد تختلف درجات الهم الذي يكابده الفرد منا من شخص إلى آخر وفقا لتجاربه، وقوة مواقفه، ودرجة وعيه، ففي الحقيقة حتى الأطفال لديهم هموم، قد تضحك من هذا الكلام ولكنه واقع، فالطفل أبلغ همومه أن يحصل على قطعة حلوى حُرِم منها، أو ساعة يلعب فيها مع أقرانه في يوم مليءٍ بالواجبات المدرسية أو مشاهدة فلمه الكرتوني الذي يبدأ في الساعة التي يجب أن يخلد فيها إلى النوم…
فما بالك بمن كبُر وكبرت معه المسؤولية والأعمال و تعددت الواجبات والأحلام والطموحات و صار بحاجة إلى يوم يحتوي على أكثر من أربعة و عشرون ساعة و هو يدرك أن مطلب كهذا صعب المنال!!!
هل تظن أنه يمر عليه يوماً دون أن يشعر بوطأة كل تلك الضغوطات التي باتت تثقل كاهله جراء المسؤوليات و الأعباء التي يحملها على ظهره و هو يهمس بالدعاء لله أن يلهمه الصبر لمواصلة الطريق دون أن تعترضه القشة التي تقصم ظهر البعير؟؟ ضغوطات تأتي بأشكال متعددة فهذا يبحث عن وظيفة و ذلك سرح منها و آخر كبلته الديون و آخر ينشد الزواج و آخر يسعىً لمواصلة تعليمه و غيره بات إنتظاره للترقي طويلا و هكذا هي طبيعتها دوامة تعكر صفو الحياة و فخ يقع فيه الكثير.
لا شك أن جميعنا يمر بالضغوطات ولكن استسلامنا لها او مواجهتنا لها و ترويضها هو ما يصنع الفارق في حياتنا و حياة من حولنا فهل ستغدو رهينا لفخ هذه الضغوطات أم ستتجاوزها و تعبر إلى الضفة المشرقة من الحياة .
أن ضغوطات الحياة التي تعترض طريقنا بشكل يومي تحتاج إلى طريقة للتعامل معها. فإذا لم يُدرك الإنسان الطريقة الصحيحة للتعامل معها سيصبح أسيرا لدوامة ضغوطات لا تنتهي و ينعكس ذلك على حياته فيجعلها علقما في بعض الأحيان.
فالضغوطات تكبر و تتفاقم حين تقرر بعدم الاستجابة، بمعنى آخر ، في اللحظة التي تقرر عدم مواجهة التحديات أو التغييرات أو العقبات التي تظهر في حياتك تخيم عليك الضغوطات، و في اللحظة التي تبخل بها على نفسك و لا تحرص على التطور والتقدم والسعي لإكتساب المعرفة و المهارات تكون قد حكمت على نفسك أن تظل أسير هذه الضغوطات، ولك أن تتخيل كيف سيكون شكل حياتك التي يملؤها الإحباط والتعب والشكوى!!!
فكر معي مليئا هل تستحق أن تعيش هذه حياة سوداوية تخيم عليها ضغوطات اليومية من كل الجهات أم أنك تستحق أن تعيش النعيم في هذه الحياة؟؟ هل تريد أن تكون ميتاً في قبر الحياة أم حياً في رحم الموت؟
خذ قرارك ففي حين أن كل الطرق تؤدي إلى روما فإن عدم القدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة بحنكة و مرونة و نفس متفائلة بتعشق الحياة لا يجعل لتلك الحياة طعما مستساغا تدرك معه لذة السعادة في الحياة.

