الأربعاء, يونيو 25, 2025
  • Login
عاشق عُمان
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
عاشق عُمان
No Result
View All Result




Home مقالات

أبو الأعلى المودودي.. بين الاجتهاد والتحديات الفكرية

25 أبريل، 2025
in مقالات
أبو الأعلى المودودي.. بين الاجتهاد والتحديات الفكرية

لقد أنجبت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل كوكبة من العلماء والمفكرين الذين أضاءوا جنبات الحضارة بنور الفكر، وأقاموا للبشرية منارات الهداية والعقل، فكانوا بحق مشاعل النور في زمن الظلمات، وسدنة الحكمة في عصور التيه والاضطراب، ولم تكن علومهم محصورة في فقه العبادات أو أسرار اللغة، بل تجاوزت إلى تأصيل مناهج التفكير، وتقعيد قواعد الاجتماع، وبناء نظريات السياسة والحكم والاقتصاد، فجعلوا من الإسلام منظومة حضارية متكاملة، قادرة على أن تصوغ الإنسان وتبني الدولة وتُصلح العالم.

هؤلاء الأعلام لم يكونوا متفرغين فقط للتدريس والتأليف، بل حملوا همّ الأمة، وعايشوا قضاياها، ونظروا في أحوال الناس، وجاهدوا بالبيان كما جاهدوا بالسنان، فكانوا منارات في الفكر، وروادًا في العمل، يجمعون بين دقة النظر وصدق الغاية.

وكم نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى أن نعيد قراءة تراثهم، لا من باب التقديس الجامد، ولا من موقع التباكي العقيم على الماضي، بل من منطلق البناء والتجديد، والنهل من هذا المعين الزاخر لإحياء ما اندثر، وتأسيس ما يحتاجه حاضرنا من مناهج وآليات. لقد سقط العالم الإسلامي في غفوة طويلة، تقطّعت فيها الصلة بينه وبين هذا الإرث العقلي الرائد، فغابت الرؤية الشمولية، وانحصرت المعرفة في شذرات متفرقة لا تصنع حضارة ولا تبني أمة. أين نحن اليوم من عقولٍ كانت تُناظر أرقى الفلاسفة، وتُقارع أعظم السياسيين، وتبني أنظمة حكم على أساس العدل والحرية والكرامة الإنسانية؟

أين نحن من أولئك الذين جعلوا من الإسلام مشروعاً حياتياً كاملاً، لا مجرد شعائر تُؤدى في زوايا معزولة عن الواقع؟ أين نحن من الروح العلمية المتحررة، التي تبحث وتسأل وتُناقش وتُبدع، دون خوف من سلطان ولا تبعية لفكر دخيل؟

لقد كان علماء المسلمين الأوائل رواد فكر لا أتباع نصوص مجردة، وكانوا منفتحين على معارف عصرهم، يمحّصونها، يزنونها بميزان الشريعة، ويُهذّبونها ليقدّموها للناس في أبهى صورها، وكانوا يعلمون أن الإسلام دين العقل والاجتهاد لا الجمود والتقليد. لم يكن في عقولهم انفصام بين الدين والدولة، ولا تعارض بين النص والعقل، بل كانت لديهم رؤية كونية جامعة ترى في الإنسان خليفة مسؤولاً، وفي الأمة شريكًا في حمل الرسالة، وفي الدولة أداة لتحقيق مقاصد الشرع وحماية حقوق الخلق.

وإن إعادة إحياء فكر هؤلاء الأعلام ليس ترفاً ثقافياً، ولا حنيناً عاطفياً، بل ضرورة وجودية أمام أمة تواجه تحديات فكرية وسياسية وأخلاقية تهدد كيانها، نحتاج أن نستلهم منهم كيف نفكر، وكيف ننهض، وكيف نعيد بناء الذات الإسلامية على أسس متينة، تستوعب العصر دون أن تذوب فيه، وتواكبه دون أن تتنازل عن مبادئها، فالعظمة لا تولد من فراغ، والتجديد لا يأتي من قطيعة، والتقدم لا يتحقق إلا بسواعد تعرف تاريخها، وتفهم حاضرها، وتبني مستقبلها بوعي وشجاعة واقتدار.

وإننا حين نسترجع آثار أولئك العلماء، ونغوص في كتبهم، ونتأمل في أطروحاتهم، ندرك أنهم لم يكونوا نتاج لحظة عابرة، ولا صدى لواقع ماضٍ، بل كانوا رواد مشروع نهضوي لا يزال صالحًا للإحياء والتفعيل، لقد كانوا أكبر من زمانهم، فغدوا فوق الزمان، وكانت هممهم أوسع من جغرافيتهم، فصار فكرهم ملكاً للأمة جمعاء. تلك هي القيمة الحقيقية لتراثهم، وتلك هي مسؤوليتنا تجاههم: أن نعيد صوتهم إلى الحاضر، لا ليظلوا في المتاحف، بل ليعودوا قادة فكرٍ في زمن التبعية، ومنارات هدى في عصر التيه، يعلّموننا كيف نصوغ إسلامًا معاصرًا يعانق الحياة ويضيء الطريق.

وحديثنا اليوم عن أبو الأعلى المودودي، أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في القرن العشرين، وُلد في الهند عام 1903 في ولاية حيدر آباد، في بيت متدين وعلمي أثّر بعمق على مسار حياته، إذ نشأ على حب العربية والعلوم الشرعية، وعُرف منذ صباه بالذكاء الحاد والشغف الكبير بالمعرفة، اتجه إلى الصحافة في وقت مبكر، وكان لها دور محوري في تشكيل شخصيته الفكرية، حيث بدأ في تحرير مقالات سياسية واجتماعية تعكس رؤيته الإسلامية العميقة للعالم المتغير الذي يحيط به. من خلال كتاباته الأولى، كان واضحاً أنه لا يقف عند حدود الإصلاح السطحي، بل ينادي بإعادة صياغة شاملة للمجتمع والدولة على أسس إسلامية بحتة.

وقد تبنّى المودودي رؤية شاملة للإسلام باعتباره نظامًا متكاملاً للحياة، يشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع، وليس مجرد منظومة عبادية أو أخلاقية كما حاول الاستعمار أن يروّج له، كما رأى أن الانفصال بين الدين والدولة هو جريمة فكرية ناتجة عن التأثر بالنموذج الغربي، وهو ما جعله يدعو بقوة لإقامة دولة إسلامية تستمد دستورها من الشريعة وتُدار بمنهج إسلامي يحقق العدالة ويصون الكرامة الإنسانية، كان يرفض أي تصور للعلمنة، ويرى في تطبيق الشريعة الإسلامية الطريقة الوحيدة لضمان سلامة الأمة من التمزق والانهيار.

أسس جماعة “الجماعة الإسلامية” في الهند سنة 1941، بهدف العمل المنظم على إقامة الدولة الإسلامية، ومع استقلال باكستان، انتقل إليها وجعل منها منطلقاً لجهوده الفكرية والسياسية، لم تكن الجماعة بالنسبة له مجرد تنظيم، بل كانت مدرسة فكرية ومشروعاً حضارياً يسعى إلى تجديد الإسلام في النفوس والعقول والأنظمة، حيث ربط بين التزكية الفردية والبناء المؤسسي والسياسي للأمة، أما منهجه الفكري فقد كان يتسم بالصرامة المنطقية والتحليل العميق للنصوص، مع وضوح كبير في الخطاب وشدة في الطرح، فكان يدعو إلى التغيير الجذري لا إلى الترقيع، ويرى أن الإسلام لا يقبل أن يُحكم به تحت مظلة أنظمة غير إسلامية، بل لا بد من نظام كامل ينبع من العقيدة الإسلامية ذاتها.

ومن مؤلفاته التي حظيت بانتشار واسع “نظرية الإسلام وهديه في السياسة”، و”الخلافة والملك”، و”تفهيم القرآن” الذي اعتُبر تفسيراً ميسراً وتربوياً للقرآن الكريم بلسان العصر، و”حقوق الإنسان في الإسلام” الذي أثبت فيه أن الشريعة كانت سبّاقة في ترسيخ مفاهيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، و”المصطلحات الأربعة في القرآن” حيث بيّن معاني مصطلحات جوهرية مثل الإله، الرب، الدين، والعبادة في سياقها القرآني والتشريعي، مفندًا إساءة استعمالها في الخطاب الثقافي الحديث.

أما طريقة تفكير المودودي كانت تقوم على ما يمكن تسميته بـ”النسق المتكامل”، حيث لا يفصل بين العقيدة والشريعة، ولا بين الدين والدولة، ولا بين الفرد والمجتمع، فقد كان يرى أن أول ما يجب إصلاحه هو مفهوم الدين نفسه لدى المسلمين، فإذا أُصلح هذا المفهوم، انطلقت بقية الإصلاحات في مجالات الفكر والتربية والسياسة والاقتصاد. كان يؤمن أن الإسلام دين عالمي، موجّه للناس كافة، وقادر على معالجة مشكلات العصر بأدواته المتجددة ومنهجه الثابت، ولذلك دعا إلى اجتهاد مؤسسي جماعي يعيد صوغ المفاهيم الإسلامية بما يتلاءم مع لغة العصر، دون تفريط في الأصول ولا انسياق وراء تيارات التغريب.

وأثارت أفكار المودودي الكثير من الجدل، فقد اعتبره البعض مؤسساً لصحوة إسلامية معاصرة، أثرت في حركات كبرى مثل الإخوان المسلمين وحركات التحرر في آسيا وإفريقيا، فيما رأى آخرون أن بعض أفكاره تفتقر إلى الواقعية السياسية وتقوم على تصورات مثالية لا تراعي تعقيد العلاقات الدولية، حيث وُجهت له انتقادات من تيارات قومية وعلمانية اتهمته بأنه يحاول فرض قراءة دينية على السياسة، كما تعرض للملاحقة في باكستان وأُدخل السجن أكثر من مرة، لكنه ظل ثابتًا على مواقفه، مدافعًا عن رؤيته للدولة الإسلامية.

ويصفه البعض بأنه “فقيه العصر”، فيما يعده آخرون فيلسوفاً سياسياً إسلامياً من الطراز الأول، لأنه أعاد بناء التصور السياسي الإسلامي على أسس قرآنية، مؤصّلة ومنظمة، وقد قال عنه الشيخ يوسف القرضاوي إنه كان “رجل مرحلة، جمع بين الفكر والتنظيم، وبين العمل والصبر، وكان بمثابة مدرسة متكاملة في الفكر والدعوة والسياسة”، أما الدكتور محمد عمارة فقد أشاد بمنهجيته الصارمة وأسلوبه التحليلي في مناقشة المفاهيم الغربية، واعتبره من الأعلام الذين مهّدوا الطريق لتيار الصحوة الإسلامية المعاصرة.

بالنسبة لإسقاطات فكر المودودي على الواقع المعاصر ما تزال موضع نقاش واسع، فمع صعود تيارات تدعو إلى استئناف الحياة الإسلامية على منهج النبوة، تُستعاد أفكاره كمصدر إلهام وتجديد، غير أن فكره بحاجة أيضاً إلى تطوير يعيد دمجه في السياق الراهن الذي تغيّرت فيه خريطة العالم، وأصبحت مفاهيم مثل حقوق الإنسان، الديمقراطية، والمواطنة تفرض نفسها على كل الخطابات السياسية، ومن ثم، فإن منهج المودودي يمثّل في جوهره دعوة صلبة للعودة إلى الأصول، ولكن بعين معاصرة تستطيع أن تدمج النص بالواقع دون تناقض أو انفصام.

وهكذا، حين نتأمل المسيرة الفكرية العظيمة لهذا العَلَم من أعلام الفكر الإسلامي، ندرك أننا أمام عقلٍ لم يكن حبيس اللحظة، ولا مأسوراً بمحددات الجغرافيا أو حدود السلطان، بل أمام رجلٍ عاش لفكرة، وجاهد من أجلها، ونحت مشروعه بمداد الصبر والمكابدة، حتى أصبح علامة فارقة في مسار التجديد الإسلامي المعاصر، لقد منح مشروعه السياسي والفكري للإسلام زخماً حضارياً، وفتح أمام المسلمين آفاقاً للتفكير في أنظمة الحكم، ومعاني الدولة، ومكانة الشريعة، ليس بوصفها طقوساً وشعائر فحسب، بل باعتبارها رؤية شاملة للحياة والإنسان والمجتمع.

ولم يكن يسعى للسلطة ولا يلهث وراء مجد شخصي، بل كان يرى في كل ما يكتب ويبني ويسعى إليه طريقاً إلى نهضة أمة، وخدمة عقيدة، واستئنافاً حضارياً توقف طويلاً، ومهما اختلفت الآراء حول اجتهاداته أو تأويلاته، فإن المنصف لا يملك إلا أن يقف إجلالاً أمام عظمة ما قدّم، وصدق ما نوى، وعمق ما صاغ من أفكار، ظلت تتناسل وتُستعاد في كل لحظة بحث عن هوية أو مشروع للخلاص.

لقد غادر هذا المفكر الكبير الحياة، لكن فكره ما زال حياً، حاضراً، يتردد صداه في العقول، ويُنير دروب الباحثين عن سبيل يجمع بين أصالة الإسلام وتحديات الواقع، ترك لنا تراثاً ليس ليُحفظ في بطون الكتب فقط، بل ليُقرأ ويُناقش ويُفعّل ويُبنى عليه، تماماً كما أراد، وإن الأمة التي تُحسن الوفاء لأعلامها هي أمة تعرف كيف تصنع مستقبلها بثقة وثبات، رحم الله من عاش للإسلام عقلاً وقلباً وروحاً، وترك لنا هذا السراج المنير في زمن الظلام.

عبد العزيز بدر عبد الله القطان/ كاتب ومفكر – الكويت.

Share198Tweet124
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024