الأحد, يونيو 15, 2025
  • Login
عاشق عُمان
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
عاشق عُمان
No Result
View All Result




Home مقالات

نجم من أنْجُم الزُبَير يروي قصة وفاء تجاوزت الألف عام

27 أبريل، 2025
in مقالات
نجم من أنْجُم الزُبَير يروي قصة وفاء تجاوزت الألف عام

في سماء الفكر والعلم، يتلألأ نجوم قلّ نظيرها، ومن هؤلاء الأعلام الذين وهبوا حياتهم للعلم والتعليم والتأثير الطيب فضيلة الشيخ الدكتور أنور العتيبي، العالم اللغوي، والأستاذ الكبير، والخطيب، وإمام الجمعة في مدينة البصرة الفيحاء، من منطقة الزبير العريقة، أرض العلماء والفضلاء والمآثر الجميلة.

عرفت في شخصه الكريم مزيجاً نادراً بين عمق العلم ودفء القلب، وبين رصانة العالم ونقاء الصديق، فكان كل لقاء معه وكل تواصل يحمل عبق المعرفة وينثر درراً من الحكمة والأدب.

وقد غمرني بمحبته الصادقة وكلماته الطيبة حين أبدى إعجابه العميق بالموضوع الذي خصصته عن الإمام ابن حزم الأندلسي، وأثنى على كتاباتي عموماً، وصفها بأنها راقية ومتفردة، معتبراً إياها مرجعية راسخة للباحثين، وكنزاً لكل دارسٍ وطالب علم، خصوصاً حين يتم تناول الشخصيات الفذة التي صنعت المجد المعرفي للأمة بأسلوب مميز وتقديم يليق بمقامهم الكبير.

وكان لكلماته أثر بالغ في النفس، كيف لا، وقد جاءت من عالمٍ صادق، يعرف قيمة الكلمة، ويدرك وزن الفكرة، ويتذوق طِيب السرد، وقد غمرني بثنائه الذي لم يكن مجرد مجاملة عابرة، بل كان شهادة من قلبٍ محب وعقلٍ عارف بأسرار الكلمة ورقي الطرح.

وزاد فضله عليّ بأن زوّدني بمعلومة نفيسة ترتبط بالإمام ابن حزم الأندلسي، جاءت لتعزز وتعمق من دلالة الموضوع، وتُضفي عليه طابعًا وجدانيًا عميقًا. فقد ذكر فضيلة الشيخ الدكتور أنور العتيبي أن الإمام ابن حزم، رغم كل ما قدمه من علوم زاخرة ومؤلفات خالدة ونتاج فكري هائل، إلا أنه لم يُكتب له أن يؤدي مناسك الحج في حياته، كانت حجّة العمر، التي طالما اشتاق لها قلبه، أمنية دفينة بين أضلعه، يحول بينها وبين التحقق رحلاته الطويلة بين بلاد الأندلس والمغترب، وتفرغه التام للعلم والتعليم والتأليف وخدمة الفكر الإسلامي.

كانت حياته كلها وقفاً على العلم حتى اختُزلت أمانيه في نشر الحق والمعرفة، وهو ما حال دون تمكنه من التوجه إلى بيت الله الحرام.

ولم يقف فضيلة الدكتور عند هذا السرد الجميل، بل زادنا بلمسة إنسانية عميقة حين روى قصة مؤثرة جرت في الزمن المعاصر، تكشف عن إخلاص ابن حزم وتفانيه، وأثره العابر للقرون.

ففي إحدى مناسك الحج، كان الداعية المعروف عمرو خالد يطوف حول الكعبة المشرفة حين التقى برجل مصري، فسأله بدافع الألفة: “أأنت تحج كل عام؟”، فأجابه الرجل بإخلاص: “لا، هذه السنة لم أحج عن نفسي، بل أتيت حاجاً عن شخص آخر”.

تعجب عمرو خالد وسأله: “ومن هذا الذي تحج عنه؟”، ليأتيه الجواب صاعقاً بالمهابة والجمال: “أحج عن الإمام ابن حزم الأندلسي”.

استغرب عمرو خالد وسأل: “ولماذا ابن حزم؟”، ليأتي الرد مشبعاً بالحب والوفاء: “قرأت له كثيراً، وتأثرت به، وعلمت أنه مات ولم يتمكن من أداء فريضة الحج، فقررت أن أهب له هذه الحجة، عربون وفاء وحب، ودعاء له أن يُثبته الله على ما بذل في حياته من علم ونصح للأمة”.

حينها، ارتسمت الدهشة على وجه عمرو خالد، وقال بصدق وتأمل: “سبحان الله، الذي قيض له بعد أكثر من ألف عام من يؤدي عنه حجاً، ويكمل له أمنية علقت بروحه الطاهرة طوال حياته”، أي صدقٍ مع الله كان عليه ابن حزم؟ وأي نفوس عظيمة تلك التي تهب حياتها لله، فلا يضيعها الله أبداً ولو مضت القرون وتبدلت الدول والأزمنة؟!

لقد حملت هذه القصة التي رواها فضيلة الشيخ الدكتور أنور العتيبي عبرةً عظيمة، ومغزى سامياً، إذ أكدت أن الإخلاص الخالص لله لا تذروه الرياح، بل تبقيه الأقدار محفوفاً بالعناية، وتُكمله بأعجب الأسباب، حتى ولو غابت الأجساد وطال الأمد.

إن العلم والعمل إذا نبتا في أرض الإخلاص، أثمرا بركاتٍ لا تنقطع، وجنوا لصاحبهما ألطافاً إلهية لا يطالها الحصر.

ولقد زادت هذه المداخلة القيمة من فضيلة الدكتور أنور العتيبي في الموضوع نوراً فوق نوره، إذ ربطت بين التاريخ البعيد والحاضر الحي، وبين أمنيات القلوب الطاهرة وتحقيقها بأقدار الله بعد مرور العصور، وكأن القصة تشهد على عظمة مقام العلم وأهله، وعلى ما للنية الطيبة من أثر خالد في حياة العالم وبعد وفاته.

فما أجمل أن نتعلم من هذه المواقف أن كل سعي صادق لله تعالى لا يضيع، وأن الأثر الطيب يبقى محفوراً في ذاكرة الزمن، مهما امتدت الأيام وتوالت القرون.

ولا يسعني في الختام إلا أن أكرر شكري وعظيم امتناني لفضيلة الشيخ الدكتور أنور العتيبي، هذا العالم الجليل والصديق الوفي، الذي لا يمرُّ ذكره إلا وترافقه الهيبة والمحبة، والذي أتحفني بمداخلته الرائعة التي ستبقى وسامًا منيرًا في مسيرة كل موضوع كتبته أو سأكتبه، حفظه الله، وبارك علمه، ونفع به، وزاده سمواً ورفعة بين العلماء والفضلاء.

عبد العزيز بدر عبد الله القطان

Share206Tweet129
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024