الأحد, يونيو 15, 2025
  • Login
عاشق عُمان
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
عاشق عُمان
No Result
View All Result




Home مقالات

يعقوب بن إسحاق الكندي.. فيلسوف العرب الذي سُلب منه الضوء

2 مايو، 2025
in مقالات
يعقوب بن إسحاق الكندي.. فيلسوف العرب الذي سُلب منه الضوء

في أعماق التاريخ الإسلامي، حين كانت بغداد تشع بنور العلم، وبيت الحكمة يعج بحركة الترجمة والبحث والتأمل، بزغ نجم عقل فذّ من أصل عربي خالص، أضاء الأفق الفلسفي قبل أن يتشكل، وسبق زمانه بعقود بل بقرون، وُلد في بيئة عربية أصيلة، لكنه لم يقف عند حدود اللغة أو القبيلة أو العرف، بل وسّع أفقه ليشمل الكون بأسره، باحثاً عن الحقيقة في كل اتجاه، ناقداً، محللاً، ومبدعاً، لم يكن صدىً لفلاسفة اليونان، بل كان صوتاً مستقلاً، عربياً في جوهره، إسلامياً في نظرته للوجود، عقلانياً في منهجه، علمياً في برهانه.

هو من وضع البذرة الأولى للفلسفة في الحضارة الإسلامية، لا بوصفها ترفاً ذهنياً، بل باعتبارها وسيلة للارتقاء بالنفس، ومعرفة الخالق، وتفسير أسرار الكون والحياة، ومنذ اللحظة التي أدرك فيها أن الفلسفة لا تتناقض مع الإيمان، بل تُعين عليه، جعل من العقل شريكاً للشرع، لا نداً له، غاص في كتب الأقدمين، ثم أعاد إنتاجها بلغة جديدة، وروح جديدة، وعقل عربي جديد، لم يكن ناقلاً بل منشئاً، ولم يكن تابعاً بل قائداً لطريق لم يكن سالكاً قبله.

ورغم موسوعيّته التي امتدت إلى الطب والفلك والبصريات والموسيقى والمنطق والرياضيات، ورغم تأسيسه لمذهب فلسفي أصيل يقوم على التوحيد العقلي، ظلّ حاضره باهتاً في الذاكرة الجماعية، وتضاءل ذكره أمام من جاءوا بعده، لا لنقصٍ في علمه، بل لظلمٍ أصاب الروّاد حين ينسى التاريخ أنهم من مهّدوا الطريق، ومع هذا، يبقى أثره ماثلاً في كل محاولة عقلية لإعادة الاعتبار للفكر الفلسفي في الإسلام، وفي كل جهد علمي أراد الجمع بين النقل والعقل، والوحي والعلم، والدين والفلسفة.

شخصيتنا هي الفيلسوف الكبير الكندي، وُلد يعقوب بن إسحاق الكندي في مدينة الكوفة في العراق في أوائل القرن التاسع الميلادي (حوالي 801م)، في أسرة أرستقراطية عربية تنتمي إلى قبيلة كندة، وكان والده والياً على الكوفة، مما أتاح له نشأة علمية رفيعة توافرت فيها الوسائل والبيئة لتلقي علوم شتى، تنقّل الكندي بين الكوفة والبصرة وبغداد، وتأثر بالحراك العلمي الهائل في بيت الحكمة زمن الخليفة المأمون، حيث كانت الترجمة من اليونانية إلى العربية في ذروتها، وكان لهذا الأثر الكبير في تكوينه الفلسفي والعلمي.

المدرسة والمنهج.. المزج بين العقل والإيمان

يُعد الكندي مؤسس الفلسفة الإسلامية ومطلق شرارتها الأولى، ويصنف ضمن التيار الذي حاول التوفيق بين الدين والعقل، لم يكن مقلّداً للفلاسفة اليونان، بل نقدهم حيناً ووسّع نطاق أفكارهم حيناً آخر، وكان يرى أن الفلسفة لا تتعارض مع الدين بل تتكامل معه في كشف الحقيقة، ولذا، تبنّى منهجاً عقلانياً يقوم على التحليل العقلي الصارم، مع حضور دائم للبعد الإيماني، فكانت مدرسته الفلسفية عقلانية روحية، سعت لصياغة منظومة فكرية قادرة على استيعاب الوافد الثقافي مع الحفاظ على المرجعية الإسلامية.

ما الذي قدمه للعالم الإسلامي؟

قدّم الكندي للعالم الإسلامي ما يشبه مشروعاً فلسفياً – علمياً شاملاً، تجاوز فيه نطاق الفلسفة النظرية ليشمل مجالات تطبيقية كالبصريات، والفيزياء، والطب، والفلك، والموسيقى، والرياضيات، والمنطق، والصيدلة، والتنجيم. له أكثر من 260 مؤلفاً، وإن لم يبقَ منها إلا القليل. من أبرز أعماله:

رسالة في الفلسفة الأولى، التي تُعد من أوائل المحاولات لصياغة مفهوم “الإله” بطريقة عقلية فلسفية متوافقة مع العقيدة الإسلامية.

الرسالة في العلة والمعلول، ورسالة في أنواع المعاني التي تَخُطُر بالبال، وقد أثبت فيهما قدرته على التحليل المنطقي واللغوي.

رسالة في المد والجزر ورسالة في صنعة الإكسير، دلالة على اتساع أفقه العلمي.

كما كان رائداً في “الفلسفة الطبية”، وعالج مواضيع مثل النوم واليقظة، والزكام، والأمراض النفسية، وطب الروح والجسد، وهو ما يجعلنا نرى فيه بذرة لفكرة “الطب النفسي” بالمفهوم الحديث.

استفادة الغرب من الكندي

رغم أن شهرته في أوروبا لم تضاهِ ابن سينا أو ابن رشد، إلا أن الترجمات اللاتينية لأعمال الكندي كانت حاضرة في بدايات النهضة الأوروبية، أعماله في البصريات والرياضيات أثّرت في الفلاسفة والعلماء في العصور الوسطى مثل جيرار الكريموني، ورايموند لول، وآلبرت الكبير، كما أن مفهومه للفلسفة كوسيلة لـ”تطهير النفس” ألهم المدرسة الرشدية اللاتينية، استُخدمت رسائله الموسيقية في أوروبا كأساس لتطوير نظريات الصوت والتناسبات الموسيقية.

ومع ذلك، ظل الكندي غائباً في التقييم الغربي مقارنةً بابن رشد الذي قدم قراءة أرسطية أكثر وضوحاً، أو ابن سينا الذي صاغ منظومة متكاملة ذات طابع وجودي وروحي معقد.

شهرة الكندي في الغرب

عرفه الغرب بـ “Alkindus”، وكان ضمن قائمة أوائل من تُرجمت أعمالهم في القرن الثاني عشر إلى اللاتينية، غير أن الغرب لم يربطه كثيراً بالهوية الإسلامية مثلما فعلوا مع ابن رشد وابن سينا، ربما لأنه لم يُبْنِ فلسفةً كونيةً متماسكة بقدر ما قدّم موسوعية علمية نقدية تحليليّة متعددة المجالات، وهذا ما جعل استيعاب مشروعه الفلسفي صعباً في بيئة غربية كانت تبحث عن نماذج فلسفية نسقية لا تجزئية.

فلسفة الكندي وتقييم مدرسته

تركز فلسفة الكندي على التوحيد، ورفض التعدد الميتافيزيقي، وأقرّ بأن الله هو العلة الأولى لكل شيء. واعتبر الفلسفة “علماً بالأشياء بحقائقها”، وأنها تقود إلى معرفة الله تبارك وتعالى، قدّم مفهوماً فلسفياً للزمن والمكان، وناقش مسألة النفس والجسد، وكان رائداً في شرح المفاهيم العلمية بطريقة عقلانية.

ويمكن القول إن مدرسته مهدت الطريق لكل من الفارابي وابن سينا، لكنها ظُلمت لأسباب تتعلق بمرحلية مشروعه من جهة، ولعدم اكتمال نظامه الفلسفي بالمقارنة مع غيره، من جهة أخرى، كما أن منهجه كان أقرب إلى التبسيط والتحليل منه إلى التأليف الكبير أو البناء النسقي الشامل.

لماذا همّش الكندي؟

أسباب التهميش متعددة:

زمنياً: سبق عصره كثيراً، فلم تتهيأ بعد الأرضية لتقدير مشروعه الفلسفي.

سياسياً: بعد المأمون، ساءت أوضاع الفلاسفة والمترجمين، وتم سحب الرعاية التي تمتع بها الكندي.

ثقافياً: رأى فيه البعض “أداة لنقل الفكر الأجنبي”، فاتهموه بالتغريب رغم أن مشروعه كان بالعكس: أسلمة للفلسفة.

مقارنةً بأقرانه: لم يكن له تأثير مباشر في الفقه أو العقيدة مثل الغزالي، ولا في السياسة مثل الفارابي، فبقي في الظل كمفكر موسوعي أكثر منه كصاحب مذهب فلسفي متكامل.

الضياع العلمي: فُقد معظم كتبه، أو لم تُدرس دراسة نقدية جادة في التاريخ الإسلامي المتأخر.

ما قاله الآخرون عنه

وصفه ابن النديم في الفهرست بأنه “فيلسوف العرب”، وقال عنه صاعد الأندلسي: “هو أول من عرّب الفلسفة اليونانية وصاغها بصيغة إسلامية.” وأشار إليه ابن خلدون كمؤسس للنهج العقلي في الفكر الإسلامي، لكنه لاحظ أن أثره لم ينتشر كأثر ابن سينا.

في المقابل، مدحه مفكرو النهضة العربية، مثل شبلي شميل وسلامة موسى، واعتبروه “أول من زرع البذرة للعقلانية في الإسلام”.

من هنا، إن الكندي ليس مجرد فيلسوف، بل موسوعيّ متكامل، يجمع بين التأمل العقلي والملاحظة العلمية. ظلمه التاريخ، وأهملته السرديات الفلسفية الكبرى، لكن مشروعه يبقى حجر الزاوية في بناء الفلسفة الإسلامية، هو أول من قال إن الفلسفة لا تعارض الدين بل تهديه، وأول من قدّم علماً يربط بين الملاحظة والتفسير العقلي، وإن أعيد قراءة تراثه اليوم، فسيكتشف العالم الإسلامي والغرب على السواء، أن الكندي لم يكن فقط فيلسوف العرب، بل فيلسوف التأسيس الحقيقي للحضارة العقلية الإسلامية.

وهكذا، فإن أثر هذا المفكر الجليل لا يقتصر على ما دوّنه من مؤلفات أو ما أسّسه من مدارس فكرية، بل يمتد ليشكّل ركناً أصيلاً في الهوية الفلسفية للعقل الإسلامي، وجسراً راسخاً بين الشرق والغرب في لحظة كان فيها الحوار الحضاري متاحاً لا محجوباً، ومثمراً لا متنازعاً. لقد استطاع أن يصوغ نموذجاً نادراً من التكامل بين الإيمان والعقل، بين النقل والتحقيق، بين الأصالة والانفتاح، مقدّماً صورة حضارية للإسلام المفكر، المنفتح، القادر على استيعاب الآخر دون أن يفقد ذاته.

لكن العجب أن صاحب هذا المنهج الرصين، الذي طاف أثره بالشرق والغرب، وطال صداه فلاسفة أوروبا، حُجّمت منزلته في السرد التاريخي، وتعرّض لتهميش غير مبرر، ربما لأن زمانه لم يُدرك قيمة التأسيس، أو لأن صوته العقلي لم يكن صاخباً بما يكفي في زمن الميل نحو الغيبيات والتصوف والانغلاق، ومع ذلك، تبقى مدرسته شاهدة على عقلٍ فذّ، فتح الطريق لمدارس بعده، وبقي نموذجاً لمن أراد أن يمزج بين هوية عربية أصيلة، وروح عقلية تبحث عن الحقيقة مهما كان مظهرها.

إننا حين نستعيد ذكراه، لا نُحيي اسماً من الماضي فحسب، بل نعيد فتح باب الحوار مع الذات الإسلامية، في صيغتها العقلية الناضجة، ونضع أمام الأجيال مفهوماً عميقاً لما يمكن أن يكون عليه المفكر المسلم: صانع رؤية، لا تابع سردية.

عبد العزيز بدر عبد الله القطان / كاتب ومفكر – الكويت.

Share198Tweet124
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024