بقلم: خليفة البلوشي
في يوم السبت الموافق: ١٩ أبريل ٢٠٢٥م شاهدنا رسالة من الأخ سالم الهنداسي (أبو فتحي) في مجموعة الفارسبورت مفادها أخينا محمد الجهوري تعرض لوعكة صحية ويرقد حاليًا بالمستشفى، والجميع تضرع له بالدعاء ورجونا الله أن يشافيه ويعافيه، تواصلت معه شخصيًا للاطمئنان على صحته فكان رده بصوت مبحوح قليلًا أنا في وحدة عناية القلب والحمدلله الصحة في تحسن وأشكرك يا أبو (أحمد) على التواصل والسؤال، مرت الأيام سريعة ولم نسمع عن حالة ( أبو سعيد ) أي شيء فالهاتف كان مغلقًا، وفي يوم الجمعة بتاريخ: ٢٠٢٥/٥/٢م ظهر لنا ( أبو فتحي) من جديد برسالة لكنها حزينة هذه المرة قرأنا محتواها تقول “محمد الجهوري” في ذمة الله، كان الخبر صادمًا جدًا ولكن هذه هي مشيئة الله وقدرته في خلقه، ترحمت عليه، وعتبت على نفسي، لأني لم أذهب لزيارته واللقاء به، تأكد خبر رحيلك أيها الزميل في مجال الإعلام والصديق العزيز في الحياة، وفاجأتني كما كل مرة التقيك في المناسبات الرياضية والإجتماعية تفاجئني باخبارك وهمومك ونشاطاتك الإعلامية.
نعم رحل الصديق “محمد الجهوري”، وبقيت روحه الطيبة والنبيلة وعطاءه وتفاصيله المختلفة تملأ الذاكرة.. كان “أبو سعيد” هادئًا ومحبًا، ودمثًا، وغيورًا على مهنة الصحافة والإعلام، ومدافعًا عن ثوابتها الفكرية والثقافية، رغم أن البعض ممن كانوا على تماس معه شككوا في ذلك، ورغم أنه كان يتألم وتحز في نفسه تلك الشكوك والأقاويل الرمادية، إلا أنه لم يأبه بها كثيرًا، وكان يخبرني عنها، وكنا نتفق على مقولة واحدة “يا جبل ما يهزك ريح” طالما الأخوة المعنيون يعرفون الحقيقة، وكنا مع كل تواصل نتداول ونتبادل وجهات النظر في مواضيعنا الخاصة والعامة، نختلف ونتفق أو نكمل بعضنا تحت مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وبقي حبل الود والصداقة أقوى من كل التفاصيل.. حزنت على وقوعه في بعض المواقف الصعبة مع أصدقاء آخرين. لكنه لم يكن يريد ذلك، بيد أن الظروف عاندته، وجارت عليه نوعًا ما، وأوقعته في ارباكات لم يشأها، لكنه خرج منها وبقي مرفوع الرأس والجبين.
كان “أبو سعيد” أحد أعمدة جريدة الوطن العمانية ومجلة حبر الوطن الالكترونية ب( القسم الرياضي ) تحديدًا، وهو أيضًا عضوًا في صحيفة الفارسبورت الرياضية الدولية فرع (سلطنة عُمان) ونجح في عمله الإداري بجدارة،
“محمد الجهوري” ستترك فراغًا كبيرًا بين محبيك وذويك، لكن سيرتك الطيبة والأصيلة أيها الإعلامي المبدع ستخلد ذكراك، وسيبقى اسمك شامخًا ومرصعًا بالذهب الخالص تأكيدًا على دورك وبصماتك الإيجابية في مسيرة الإعلام الرياضي.
رحمة الله عليك أيها الصديق العزيز رحمة واسعة، وأحر التعازي القلبية لأهلك ولزملاءنا في مجلة حبر الوطن الإلكترونية على وجه الخصوص، الذين يغبطونك بمحبتهم وتقديرهم لدورك المميز، لن أقول وداعًا يا “أبو سعيد”، لانك لم ترحل، وإن غادرتنا جسدًا، ستبقى ذكراك العطرة تظلل أيامنا القادمة.. إنا لله وإنا إليه راجعون.


