رغم عدم اقتناعي بمقولة “شيلني وأشيلك”، إلا أن واقع الثقافة الإدارية والفكر الثاقب لدى رؤساء الأندية تغلب عليه المصالح والتقيد بعادات لا تمت للرياضة بصلة، ولا لخارطة الطريق فيها.
وتجد من يعتلي تلك المناصب في الانتخابات يصبح رئيسًا أو عضوًا ليس بسبب كثرة الخبرات المتراكمة أو حجم الشخصية والعطاء الذي قدمه، بل نتيجة معايير أخرى. وتبقى قامات وشخصيات لها علاقة مباشرة بالرياضة خارج المشهد، ولو تقدمت لنيل الثقة فلن تُنتخب، بحكم من يقود دفة الانتخابات؛ إذ يكون الواقع بعيدًا عن الأعراف القيادية الرياضية.
وهناك فصل كامل بين المنصب وبين من يُنتخب، وتكون النتيجة، كما هو حاصل الآن: لا واقعًا صحيحًا يُبنى عليه منهجية عمل حقيقية، ولا تفاعلًا مع التحديات والعمق الإداري. وناهيك عن أمر في غاية الأهمية، وهو ترك الحبل على الغارب لمشكلات عديدة تراكمت، خلفت وراءها تأخرًا واضحًا وعدم تقدم إلى الأمام. فينتهي المشهد مبكرًا، دون إدارة حقيقية للواقع الذي نعيشه ونتنفسه بلا تغيير. ومن يتقلد تلك المناصب لا يملك الهوية الصادقة لممارسة العمل الرياضي، بل دخل تلك المنافسة من أجل اعتلاء المنصب فقط، ليُقال عنه ما يُقال، ويحصل على الامتيازات دون تحقيق الهدف الأسمى.
هنا تأتي أهمية الانتخابات، لكن من يقف وراءها يبني قراراته على مصالح لا تمت بصلة إلى جوهر الرياضة وأهدافها.
وأتمنى أن لا يُنتخب رئيس أي اتحاد رياضي، بل يُكلف بعد اجتيازه لاختبارات عدة وبرامج تأهيلية، حسب نوع الرياضة، وتكون وزارة الشباب والرياضة هي من تقود منظومة الاختيار.
ما يحدث حاليًا في تلك الانتخابات هو وصمة عار، وتقليد غير مجدٍ، يضر أكثر مما ينفع. ومن البداية حتى النهاية، تبدو لعبة الانتخابات مجرد مصالح لا تمثل القيادة الحقيقية أو العمل الإداري المتزن، مما يؤدي إلى فشل الاتحاد من الوهلة الأولى.
هموم الرياضة لا تزال تبحث عن طوق نجاة، والمؤثرات السلبية تعطي انطباعًا بأن الرياضة بلا تطوير، وحال الأندية الفقيرة من كل الجوانب يرثى له، رغم تتابع المواسم والدوريات.
ومع هذا التكالب على الانتخابات في كل الاتحادات، يبقى أنين الرياضة حبيس التراجع، دون خطوات إلى الأمام.
وتأتي الانتخابات كتعبير مبهم عن الوضع العام، وغياب واضح لمفهوم المسار الصحيح لتلك الاتحادات.
باختصار، لا نريد تزاحمًا في الإقبال على الانتخابات، بل نريد عملًا حقيقيًا وتطويرًا ملموسًا. فالواقع غير السعيد للرياضة، من دوري متهالك، إلى حضور جماهيري باهت، إلى فقر الأداء الفني سواء من المدرب أو اللاعب، كلها تجعل المنظومة تراوح مكانها.
الانتخابات التي تُبنى على المصالح الشخصية ليست هي الدواء لحال الرياضة. يجب انتشال الوضع الحالي من الغرق، وهنا تأتي ضرورة تدخل وزارة الشباب والرياضة في الأمر، وبقوة…
جاسم بن خميس القطيطي