د. صالح بن عبدالله الخمياسي
فكرةً رأت النور:
مبادرةً شبيبة ولدت لتبقي و تتجدد هكذا إرتضى منظموها فقد كللت فعاليات عامها الثاني بتنفيذ برامج شبيبة ٢ التدريبية التي جسدت من خلالها المديرية العامة للثقافة و الرياضة و الشباب بمحافظة شمال الباطنه عزمها على أن تظل برامجها الرامية لصقل مهارات و قدرات الشباب تلامس متغيرات سوق العمل لتمكين فئة الشباب من إكتساب المهارات اللازمة و رفد تجاربهم الحياتية بجرعات تدريبية تثري معارفهم و تعزز سيرهم الذاتية و تمدهم بالجديد لكي يصبحوا قادرين على الاستفادة من أية فرص وظيفية تسنح لهم فكما يقال أن الفرص تهوى العقل المستعد.
تخطيط للنجاح:
أن عملية التخطيط لمثل هذه البرامج يبدأ من إختيار اسماً للمبادرة يعكس طبيعة البرامج التدريبية المنتقاة و الفئة المستهدفة منها و هذا ما يعكسه مسمى “شبيبة ” الذي تنضوي تحت مظلته هذه البرامج الهادفة و التي تأسس لحوار معرفي و تمكين مهاري للشباب و توفير أجواء تعليمية و منصة جماعية ترفدهم بفرص لممارسة العمل الجماعي للاستفادة من تجارب بعضهم البعض و تعزز في نفوسهم الثقة و تحفزهم على طرح افكارهم و المشاركة بتجاربهم و توجيه أسئلتهم للحصول على الأجوبة عليها و هكذا تتقلص ما لديهم من فجوة في تللك المجالات التدريبية التي خضعوا لها و يكتسب المتدربين المهارات التي يتطلبها سوق العمل وفقا لتوجهات مستقبل الوظائف التي تفرزها المستجدات المتسارعة للإقتصاد العالمي.
فرص تدريبية متنوعة:
لمعرفة المزيد عن مبادرة شبيبة إقتربت من الأستاذ أحمد بن راشد المقبالي رئيس قسم النشاط الشبابي بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة شمال الباطنة لتسليط الضؤ على هذه المبادرة فقال لقد إنطلقت شبيبة بنسختها الأولى بتاريخ ٢٠٢٤/١١/٣٠ حيث قدم من خلال النسخة الأولى العديد من البرامج لمعرفة مدى إقبال الشباب عليها و رفدهم بالقدرات و المعارف و المهارات فكان تفاعل الشباب تجاهها محفزا للمضي قدما لتطوير تلك التجربة من خلال التعقيب و التوصيات التي حصلنا عليها.
هكذا جاءت مبادرة ” شبيبة ٢” التي إنطلقت فعالياتها يوم الخميس ١ مايو ٢٠٢٥ و حتى ٣ مايو ٢٠٢٥ حيث شارك فيه عدد ٤٠ متدرب من الشباب و الشابات الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٠ إلى ٣٥ عاما. والتي أختتمت تحت رعاية المهندس سعيد بن علي العبري، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنةً لتعزز التجربة الأولى و تواصل تعهد المديرية للشباب بالعناية و الصقل المستمر.
يردف أحمد قائلا أن برنامج ” شبيبة ٣” هو إمتداد لنسخته الأولى فهو من المبادرات النوعية التي سعينا من خلالها إلى تمكين الشباب العماني وتنمية مهاراتهم بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل الحديثة، وتزويدهم بالمعارف و القدرات و المهارات و الرؤى التي تؤهلهم للمنافسة على الفرص الوظيفية و الإستعداد الجيد لها و بالتالي صنع التغيير الإيجابي داخل المؤسسات التي يتم توظيفهم لديها في القادم من الأيام و تعزز أداء من يعمل منهم.
لقد شهد البرنامج و لله الحمد تفاعلًا كبيرًا من المشاركين الذين عبّروا عن استفادتهم من الورش. لقد إمتدت فعاليات برنامج شبيبة في نسخته الثانية الى ثلاثة أيام قدمت من خلالها العديد من الورش التي تكللت بتفاعل المشاركين حيث
افتتحت فعاليات البرنامج بورشة كسر الجليد وبناء الفريق نفذتها المدربة العنود العيسائية، تلتها ورشة التخطيط الاستراتيجي للوظائف مع المدرب عبدالرزاق البلوشي، إضافة إلى ورشة مهارات التواصل الفعّال للمدربة أصيلة البلوشية. اما اليوم الثاني فقد كان المتدربين على موعد مع ورشتين قدمهما كاتب هذه السطور أحدهما عن القيادة والتميّز في الأداء ، اما الثانية فكانت عن مهارات العمل عن بُعد.
اما اليوم الثالث الذي اختتمت فية فعاليات شبيبة ٢ فقد تضمن ورشتين الأولى بعنوان مهارات إدارة العمليات وضبط الجودة قدمتها المدربة أحلام السنيدية والثانية بعنوان مهارات الوعي الرقمي مع المدرب تركي البلوشي، والتي عكست أهمية تمكين الشباب من أدوات العصر الرقمي. و هكذا أسدل ستار فعاليات مبادرة شبيبة ٢ بعد حراك إمتاز بالإقبال الكبير و تنوع المجالات و التفاعل من خلال الحوارات المثرية.
آراء بعض المستفيدين:
للتعرف على آراء بعض المشاركين في مبادرة شبية ٢ و تلمس انطباعاتهم اقتربنا من هدى المقبالية التي قالت أن هذه الورش تساعدنا على تنمية مهاراتنا و ترتيب افكارنا فهي ستساعدنا في الحصول على الوظيفة بشكل اسرع. اما غيث الكلباني فقد قال إن هذه البرامج تساعد على صقل مهارات الشباب و تعينهم على التطور شخصيا و مهنيا. كما عبر البعض الآخر عن إنطباعات إيجابية عبر وسائل التواصل الإجتماعي .
خاتمة:
تبقى أن هذه مبادرة شبيبة و غيرها من المبادرات التي تنفذها المديرية مثل مبادرة مسار و أفق و محرك تهدف إلى تعهد الشباب و تمكينهم من توظيف أوقاتهم بشكل إيجابي و الإستمرار في شحذ المنشار و تطوير القدرات من خلال الإستفادة التي خطط لتنفيذها و هي تشكل باقة متنوعة من المهارات و المعارف في مجالات
إن المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة شمال الباطنة و هي ترسم الطريق لنظيراتها من المديريات بالمحافظات الأخرى تجسد ضرورة التعاضد و تكثيف الجهود للإستثمار في تنمية الشباب و تطويرهم المستمر فهم نبض التنمية المستدامة و قادتها في المستقبل.
د. صالح الخمياسي
باحث و مدرب و كوتش في القيادة الذاتية و التغيير الشخصي.
