من الطبيعي جدًا حين يلتقى الناس مع بعضهم البعض يكون هناك ود واحترام ومحبة ونقاء نفس وصفاء قلب، وعليه نرى اللقاء حميمًا وحارًا بين الأخوة والأحبة والأصدقاء في كل مكان وفي كل مناسبة، ولكن دائمًا ما يشد انتباهي هو تقديم القبلات أو التقبيل بالخشوم، وأتساءل هل هذه تحية الإسلام، ومن أين جاءت هذه العادة التي أصبحت ظاهرة منتشرة في الوسط المجتمعي العماني، وخصوصًا في مناسبات الأعراس وفي أماكن تقديم العزاء، وحتى في الأماكن العامة.
والغريب أصبح المخاشم حتى أثناء تغيير المواسم ” من الشتاء إلى الصيف” والعكس صحيح، وبرغم توكيد الأطباء أن مثل هذه القبلات تنقل أكثر من مرض مثل الإنفلونزا، والأمراض الفيروسية والتهاب الحمى الشوكية، وإنفلونزا الطيور والخنازير، والحقيقة الأطباء يكثفون التوعية بمخاطر عادة التقبيل عند المصافحة حيث تتم العدوى من خلال الرذاذ واللعاب والاحتكاك الجلدي ومن خلال النَفَس المباشر.
نعم من الصعب أن نتخلى عن عاداتنا في التعبير عن التحية أو المودة بالتقبيل، ولا سيما عند اللقاء في المناسبات الاجتماعية والسفر أو غياب أي طرف عن الآخر لفترة معينة، ومع الاعتراف بخطورة الأمر في هذه الآونة، ومع انتشار الأوبئة، لا يمنع من الحد من التقبيل عند المصافحة، ولا سيما في حالات المذكورة أعلاه، لكن المحرج في الأمر أن الإنسان يضطر إلى ذلك بحكم العادة، وقد أحرج في أن أوحي للشخص المقابل بعدم الرغبة في التقبيل أو “التخشيم” ويفترض أن يحذر الشخص المريض بأي مرض معد الطرف الآخر، وينبهه إلى ذلك، فلا حرج من المرض، أما داخل الأسرة، فالأمر يصبح هينًا حيث يمكن السيطرة على الوضع، ويخبر أفراد الأسرة بالأمر، وتوضيح أهمية الحد أو منع التقبيل في الحالات التي تستدعي ذلك.
من وجهة نظري الشخصية أرى ليس بالضرورة أن نلجأ إلى التلامس بالخشوم ما دام هناك احتمال للمخاطرة ونقل العدوى، ونحاول أن تكون المصافحة باليدين فقط، فالقاعدة الآمنة تقول ” لا ضرر.. ولا ضرار” وهناك ألف طريقة للتعبير عن حرارة المشاعر غير القُبلة بالخشوم، فالأمر يحتاج إلى المزيد من التوعية والتثقيف الصحي، مع قناعتي بصعوبة تغيير عادات الناس، ولا أؤيد الدعوة إلى منع التقبيل بشكل عام، لكن يمكن التوعية فقط في وقت نحتاج فيه إلى الحد من ظاهرة التقبيل بالخشم عند التحية حتى تكون هناك وقاية من أمراض الانفلونزا والسعال والحمى وغيرها من الأمراض المعدية التي تصيب الجسم وتتطلب منا أخذ جرعات كبيرة من اللقاحات أو حتى تصل الحالة إلى درجة الترقيد في المشفى لا قدر الله، (الوقاية خير من قنطار علاج) والصحة تاج على رؤوس الأصحاء، أسأل الله العظيم لي ولكم دوام الصحة وتمام العافية.
خليفة البلوشي
