كلمات الحزن نكتبها والفقيد غالي ٠٠ كلمات الوداع نسطرها والجرح دامي ٠٠ كلمات الرحيل ندونها والراحل الفارس المقدام، حزنت عمان والأمة بأسرها على فراقك الأبدي ، وبكت كل العيون وتألمت كل القلوب على رحيلك ، لما لا وأنت القائد الهمام، سيدي أصبح كلّ شيءٍ بطيئاً ، وأصبحت الدقائق والساعات حارقة ، وأصبحنا نكتوي في ثوانيها ، الفراق ” يا مولاي” هو القاتل الصامت، والقاهر الميّت، والجرح الذي لا يبرأ، والداء الحامل لدوائه ، لم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة، الموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال، وتنقطع التوبة والإمهال ، وأصعب أنواع القُبل هي التي تضعها على جبين عزيز وغالي عليك قبل أن تواريه التراب ، وأصعب أنواع الأحضان هو ذلك الحضن الأخير الذي يجمع بين جسدين لكن فيهما روح واحدة ، كل دموعنا لا تكفي لحظة واحدة جمعتنا سوياً في وطن أنت من أسس أركانه ونهضته الحديثة، كل الحزن لا يكفي السعادة التي شعرناها ونحن بقربك حين تقول ” شعبنا العزيز ” لن نقوى على الحراك عندما نسمع صوتاً يتردد في عنان السماء يقول وداعاً الثامن عشر من نوفمبر ، نتسمر في مكاننا عندما يمر على مسامعنا همساً يقول وداعاً ٢٣ من يوليو المجيد.
ما أصعبها من لحظات عندما نتذكر وأنت تلوح بإيدك الكريمة قائلاً لنا ” في أمان الله “، ربّ هناك أباً عزيزاً نشتاق لقياه، فبقدر شوقنا إليه وسع له في قبره وتجاوز عن سيئاته يا رب العالمين. ربّ ارزقنا من الصبر بقدر اشتياقنا لمن فرق بيننا وبينه هادم اللذات، بعد رحيلك يا سيدي لم نجد من الناس مثيلك في الحكمة والعطف والرفق والحنان ، قابوس السلام أنت قيادة عظيمة لن تتكرر ، الله يجمعنا بك يوم يجمع الله المتحابين فيه تحت ظل عرشه الكريم يوم لا ظل إلا ظل عرشه .
وأخر دعائنا ، أن يوفق الله مولاي هيثم آل سعيد ، حفظه الله ورعاه – في استكمال المسيرة المظفرة ، وأن يجعله خير خلف لخير سلف ، اللهم أصلح البطانة من حوله ، اللهم أمين ٠٠
أمين يارب العالمين ، ونحن شعب على العهد باقون يا سيدي للحفاظ على تراب هذا الوطن الغالي ومقدساته.
خليفة البوشي
#عاشق_عمان