تطرقنا في الحلقة السابقة للعنصر الاول من عناصر امية الحضارات وهو عنصر امية التفكير, ونأتي في الحلقة الثانية توضيح العنصر الثاني من هذه العناصر وهو عنصر “أمية الانجاز في العمل” وهذا النوع من انواع الامية الحضارية والتي انتشرت في الاوساط المؤسسية الحكومية منها والخاصة, وهي ان اعمل بقدر ما استلم, الا ان هذا الفرد تناسا ان العمل الذي يقوم به هو بناء لمجتمع الحاضر ومجتمع المستقبل والذي بدوره يؤتي ثماره على ابناء هذا الفرد ليكون له حاضر ومستقبل متين وقوي او ان يكون حاضره ومستقبله هش وسهل الانهيار, ونأتي في ذلك بان نذكر عدة افعال تدل على امية الفرد حول الانجاز في العمل ومنها:
عندما يسعى الفرد العامل (الرئيس والمرؤوس) الى محدودية العمل وينظر الى المؤسسة التي يعمل بها هي مؤسسه بدون ولاء, ف بالتالي يبدأ باللامبالاة في الانجاز وتأخير المعاملات التي بدورها يكون لها تأثير على تأخير معاملات في مؤسسات اخرى والتي بدورها تساعد في تأخير تقدم المجتمع من خلال تراكم ضعف الموارد وتقلص تقلص الامكانات التي تؤثر على الحياة الطبيعية للمجتمع.
عندما يسعى الفرد العامل(الرئيس والمرؤوس) الى بث روح السلبية في زملاؤه العاملين وتعطيل افكارهم وانجازاتهم فان ذلك يدل على امية هذا الفرد لأنه لا يدرك بان هذا التعطيل سيعود على تعطيل نشأة المجتمع والتي بدورها تعود على تعطيل الحياة الكريمة للأسرة.
لذلك لابد ان نعيد التفكير في منظومة التربية في الاسرة وكذلك منظومة التعليم التي تغير من السلوكيات الفكرية السلبية الى السلوكيات الفكرية الايجابية, ولا نتناسى بان الخير يوجد في البشر, ونلتقيكم في الحلقة القادمة.
د خميس بن محمد الكندي
khamisalkindi@hotmail.com
#عاشق_عمان