تعال نحْيَ
كفى موتًا
فإن هنا
بعضا من العمر يكفينا نعيش معا
ما زال في الكون قلبٌ
يرتجيك له
نبضًا،
فكيف تموتُ الآن مقتنعا
هذا الركود الذي يمتد فيك أسى
ما ذاك إلا خيالٌ كاد أن يقعا
هبْكَ انفصلتَ؛ أتدري ما يكون هنا؟
كونٌ من الذات في ذات الفنا انقطعا
لا ينتهي نفَسُ الأيامِ من أملٍ
ولا يخيب رجاءٌ طال واندلعا
علام تقطعُ سدرَ النورِ يا قدرا
يجري بك الماءُ، أنّى شئتَه انصدعا
كيف استبد بحلمٍ جامحٍ عطشٌ
وأنت غيمٌ لطولِ الرحلة اتسعا
قم لا تمتْ؛ لم تزل تنساب أغنية
لم نبتكرها ولحنٌ بعدُ ما سُمعا
تمر ساعاتك الغنّاء راقصةً
وأنت دمعك من عين الرضا نبعا
أسلمتَ نفسك للريحِ، امتلأت بها
تركت بابك تلهو فيه منشرعا
لا تدمنِ التيهَ؛ فيك الروح بوصلةٌ
وأمنياتٌ رأتْ في عينك الولعا
لا تكتبِ اللغة البيضاء وحيَ دجىً
هل يشرب الصبحُ ماءً لونه امتقعا
تمرُّ، حولك أطوادٌ مُنَصّبةٌ
كأنّ لا جبلٌ من أجلك ارتفعا
لا تقرأ الليلَ ألغازا مطلسمة
لولا دياجيه لا نجمٌ لك التمعا
تشكو بلا علةٍ تبكي بلا ألمٍ
لا يصدقُ الآهَ من لم يصدقِ الوجعا
أتعبتَ نفسك، ما في النفس من تعبٍ
لا حزن بالقرب لكنْ تمضغ الجزعا
لمْلِمْكَ بعد شتاتِ، الروح لا قلقٌ
يلقيك في جسد الصحراء منصرعا
عُدْ نحو ذاتك صدقا وانتزِعْك يدا
وعُدْ لإنسانك المحض الذي انتُزعا
وفجأةً سترى طورا به قبسٌ
فذاك قلبك من أقصى الغياب سعى
?هلال بن سيف الشيادي?
#عاشق_عمان