قصة الحب والجنون
الكاتب: غير معروف
ترجمة: بدر العوفي
الكاتب: غير معروف
ترجمة: بدر العوفي
في قديم الزمان، وقبل أن يُخلق الكون وتطأُ أقدامُ البشرِ الأرضَ للمرة الأولى، كانت الرذائل والفضائل تطوف العالم على غير هدى، وفي يوم من الأيام، كانت الفضائل والرذائل تشعر بمللٍ كأن لم تشعر به من ذي قبل إلى أن فاجأهم الإبداع بفكرة لعبة الاستغماية، رحب الجميع بالفكرة، وفورًا صرخ الجنون " أريد أن أبدأ" أريد أن أبدأ"، ووافق الجميع على ذلك لأن ما من مجنون بينهم كان ليتكلف عناء البحث عن الجنون.
اتكأ الجنون على جذع شجرة وبدء العد " واحد، اثنان، ثلاثة" وبينما هو كذلك، شرعت الفضائل والرذائل بالاختباء، حيث تعلقت الرقة بأحد طرفي الهلال، واندست الخيانة في أكوام القمامة، وعانق الشوق السحاب، في حين اختبأت العاطفة في قعر الأرض، أما الكذب فقد خدع الجميع قائلا سأختبأ تحت الحجارة إلا أنه اختبأ في قاع البحيرة، وحشر الجشع نفسه في كيس ما لبث أن تمزق.
واستمر الجنون بالعد " تسعة وسبعون، ثمانون، واحد وثمانون" وفي هذه الأثناء اختبأت جميع الفضائل والرذائل باستثناء الحب الذي احتار في إيجاد المكان الذي سيختبأ فيه، ولا غرابة في ذلك فمن الصعب إخفاء الحب، وتابع الجنون " خمسة وتسعون، ستة وتسعون" وما أن وصل إلى المائة حتى قفز الحب في شجيرة ورد واختبأ داخلها.
إلتفت الجنون حوله وهو يصرخ " أنا آت، أنا آت إليكم"، وكان الكسل أول من اكتشف لأنه لم يبذل أي جهد في الاختباء، ثم وجد الرقة وهي متدلية من على طرف القمر، كما وجد الكذب مختبئا في قعر البحيرة، ووجد العاطفة في باطن الأرض.
وجد الجنون الجميع الواحد تلو الآخر ما عدا الحب، حتى أنه كاد أن يصاب بالإحباط واليأس لولا أن همس الحسد في أذنيه قائلا: "ما عليك سوى أن تجد الحب، والحب مختبأ في شجيرة الورد"، واستل الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وشرع في طعن كومة الأزهار بوحشية وقسوة، واستمر في فعله ذلك حتى استوقفه صوت بكاء تنفطر له القلوب، بعدها أطل الحب من مخبئه مواريًا وجهه خلف يديه وسيل من الدماء يجري من مقلتيه وبين أنامله.
لقد أقتلع الجنون عيني الحب بالشوكة الخشبية في غمرة بحثه عنه، وصاح بحسرة: يا إلهي...ماذا فعلت؟ ماذا جنيت بيديَّ؟ كيف لي أن أكفر عن الذنب الذي اقترفته بعد أن أفقدتك نعمة البصر؟ فأجابه الحب قائلا: لن تستطيع أن ترد لي بصري، ولكن إن أردت أن تخدمني، فكن دليلي. ومنذ ذلك الحين والحب الأعمى يقوده الجنون!
رابط الموضوع
http://www.omanlover.org/vb/showthread.php?t=96559