منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أحاول أن أكتب عن الشطار أو بالأحرى عن شاطر شاطر، تلك الكلمات التي جاءت لتدغدغ مسامع الأطفال بصوت نانسي، طبعا ياللي يسمع كلمة أمه شاطر، ونحن نقول شاطر لكل من عمل عملا حسنا يستحق عليه الثناء، الموضوع ليس بالجديد وبامكانكم التبحث عن معناها واشتقاقاتها الأصلية، وخلاصة التعاريف هو أنها تعني حرامي، قاطع طريق، خبيث، وأتوقع أنها تعني حمار أيضا!

وهنا لا يفوتني أن أدرج مقدمة العدد السادس من ملحق الجسر الترجمي، بعنوان الشُّطار، أترون كيف أن المترجم بارع في التلاعب بالمصطلحات وقد وفِّق في الاختيار!


***

السرقات الأدبية .... عيب يا شطّار



في أوائل العام الماضي استلمنا في بريد الجسر رسالة من كاتب عماني ينشر باستمرار في إحدى الصحف العمانية مرفق بها ترجمة لثلاث قصائد من لغة عير الإنجليزية، لشاعر أوروبي شهير، بالطبع كانت فرحتنا عظيمة لوجود مترجم سيثري "الجسر" بترجمات من لغة أخرى، ولكون المبادرة جاءت منه، وهذا شيء نادر للأسف، ولكن الفرحة لم تلبث أن تلاشت وتحوّلت إلى شعور بالإهانة والمهانة، فأول قصيدة مترجمة كانت منقولة بالحرف من مصدر آخر (وللأمانة فقد غيّر المترجم كلمة "غداء" إلى "إفطار" وكلمة "سيغارة" إلى "سيجارة"). لم ننشر الترجمة بالطبع ولم نردّ على المترجم، وقلنا نتركه يفكر في الأمر فقد يكون هناك خطأ ما وسيرسل لنا "تصحيحا".

مضى العام، وآثرنا أن نحسن النية ونرسل لهذا المترجم وغيره دعوات للمشاركة في "الجسر" فجاءنا ردّه اللطيف بأنه سعيد بالدعوة وبأنه سوف يحاول تزويد الملحق شهريا بترجمات عن تلك اللغة التي يتقنها، إضافة إلى لغة أخرى ما زال يتعلمها. ومع ردّه هذا كانتت ترجمة لقصيدة شهيرة لشاعر شهير مع تقديم موجز عن القصيدة والشاعر. ولم يكن حاله هذه الترجمة أفضل من سابقتها، فقد كانت منقولة بأكملها تقريبا، بما فيها أجزاء من التقديم!

وضمن محاولة تشجيع المترجمين الناشئين الذين أبدوا رغبتهم في النشر في "الجسر"، قدّمنا نصا لمترجمة فاعلة جدا في إحدى الجماعات الطلابية الترجمية، كي تترجمه، على أن نقوم بمراجعة الترجمة ثم نشرها، وفي أثناء المراجعة تبيّن لنا أن الفقرة الأولى من الترجمة منقولة بأكملها من مصدر آخر (باستثناء تغيير "طوماس" إلى "توماس") إضافة إلى بعض العبارات من هنا وهناك.

إن الحديث عن السرقات الأدبية والأخلاق يطول، ولا تكفي هذه المساحة له، ولكننا نودّ أن نقدِّم رسالة واضحة دون تشهير أو فرقعة إعلامية، احفظوا عقولكم أولا من داء النقل، واحفظوا أسماءكم من افتضاح أمركم، واحترموا عقولنا، وإن أردتم أن "تغشوّنا" فلا تنقولا من الانترنت، بارك الله فيكم!



أسرة تحرير الجسر