"كيف تكون أحمقاً بجدارة..!"
أعزائي القرّاء.._ أجدني متفائلة بصيغة الجمع هذه_ إن لمن دواعي سروري أن أنضم لزمرة "كيف تكون..." التي يُقبل عليها بعض الشباب هذه الأيام.. وما سيأتي هنا.. ليس خلاصة تجربة شخصية كما سيظن البعض _ربما_.. إنما نتاج احتكاك بأناس برعوا في الحماقة، ومشاهدة حيّة لنجاحهم في ذلك، بالإضافة إلى الأخبار الموثوقة المصدر.. تصلني لتؤكد لي أن للحمق أنواع.. وطرق كثيرة تؤدي إليه !!
فهنالك ما لا يُحصى من الطرق للوصول للحماقة .. وجميعها أسهل من أن تتخيّل.. فقط إن كانت لك رغبةٌ في ذلك..
سندخل في صلب الموضوع مباشرة .. فلا نريد إهداراً للوقت..!!
أولاً.. ما عليك سوى أن تضرب بالدين عرض الحائط ، فتفصله عن تفاصيل حياتك وتبحث عن السبل لتحقيق أهدافك في تلك الكتب المبتَذَلة ، "كيف تكون سعيداً" للكاتب الفلاني، "كيف تصبح مليونيراً" للمدرّب الفلاني، "إدارة الذات والعقل الباطن" للخبير الفلاني، "كيف تكون محبوباً"، وما إلى ذلك من نتاج الضعف الإنساني.. لتملأ بها دماغك المسكين وتجبره على الارتشاف من مائها الكَدِر.. وخلال ذلك .. لا تلتفت لخطوات النجاح_في جميع جوانب حياتك_ والتي أنزلها الله لكَ في كتابه وسنة نبيه.. حيث أنها الطرق الصحيحة التي ستقودك بحق لما تصبو إليه..
ثانياً.. خذ تلك التجارب الكاذبة من أحد خبراء المجتمع الغربي، وتمثَّل بكلامه .. حيث سيصوّر لك_دون أن تشعر_ أن كل النجاح سيكون بعيداً عن دينك.. سيكون في استخدام عقلك القاصر فقط ، عذراً .. ربما لن يطلب منك استخدام عقلك.. فقط سِر على دربه.. واعتقِد بما يريده..
فإن كنتَ تريد الثروة.. أليس الغرب هم مُلاّك الثروات التي لن تزول أبداً ؟!!
أما عن الأخذ بالأسباب، والاستعانة بالله، وإخراج الزكاة والصدقة ..أمور ستبارك لك في مالك وتزيده.. وأنت تفكّربالزيادة فقط وليس البركة..!!
ثالثاً.. خذ من ذلك المجتمع المتحرر"من الأخلاق" مثالاً لك وأسوة.. فالألبسة الضيقة، والمظهر المبهرَج ،التفكير السطحي الدنيوي البحت ، والثورة على أخلاق ديننا الإسلام، والعلاقات غير الشرعية "باسم الصداقة والحب " المنحطّين.. أمور لا غنى لك عنها لتكون "أكثر من أحمق".. وأمور ستحقق لك السعادة التعيسة، والحرية المزيّفة التي تبحث عنهما، والتي ستقودك إلى تعاستك الأبدية في دار الخلود..
فقط انسَ أنكَ تعلمتَ يوماً.. أن في تعاليم دينك الإسلام سعادة الدنيا والآخرة..
رابعاً.. لا تصغي لمن ينصحك بالحق.. ويريد نجاحك ونجاتك.. ويحب لك الخير.. إنما يكفيك السماع لنعيق زمرة السوء التي ترافقها.. حيث ستكفل لك التطور المنتكس.. حتى تحسب أن جميع من حولك قد عاشوا في العصور المظلمة.. وأنت هو المختار بينهم !!
فقط أغلق أذنيكَ عن الحق.. وكن أعمى عن الحقيقة ..
فيا من تريد سلوك درب الحماقة .. دونك هذه الطرق المختصرة والميّسرة.. "يقال".. أن النزول أسهل من الصعود بكثير.. فتأكد بأن الحمق يحتاج للنزول فقط.. لذا فإن غايتك على مرمى حجرِ منك..
وبما أن الإنسان كائن ذكي.. فسيكتشف ويبتكر طرقاً وأساليب جديدة لم نشاهدها بعد .. ليكون أحمقاً بجدارة.. فالغباء عند البعض يتفجّر عند النزول في صورة ذكاء أخرق .. فيبقى غير قادر على الإرتفاع حتى يأتي يومٌ يتخلّى فيه عن قراره المتعلّق بالحمق..!
فيسمو..