بقلمي : العود القماري@
تصوير : جروب ابداعات اماراتية للتصوير والتصميم..مع خالص امتناني ^^
تنسيق :العود القماري



نيران من نوع آخر





ربما لا يوجد سبيل آخر سوى الانتقام .. في تلك اللحظة التي يشعر بها الفرد منا بالخذلان .. ويرى الدنيا سوداء في عينيه .. بمجرد هفوة صغيرة من أقرب شخص ربما كان مقرب جدا إلى حد الجنون .. يصبح في ثواني .. أبعد شخص إلى حد الجنون .. عندما تصاب بخيبة أمل ممن يوجد حولها ..لا يوجد حل آخر في تلك اللحظة .. لأن القلب أصبح ملطخ بالدماء السوداء التي تثور من شدة حرارتها .. في تلك اللحظة لا يوجد سوى آدمي لا يشفي غليله ولا يطفئ نيران الحرقة في قلبه ...سوى الانتقام ..!!!!!











نعم ..إنها قصة من واقع حياتنا ..تلك المرأة الكويتية التي أضمرت النار في تلك الخيمة التي كانت مليئة بالنساء في حفل زفاف زوجها !!! والتي هزت كل من له عقل وقلب ودين !! ربما لم تحاول أن تسيطر على نيرانها في دواخلها ولكنها آثرت أن يشاركها الجميع في حرقتها التي تحولت لفاجعة في منتصف أغسطس .. نيران اجتاحت المكان وأبرياء قد سلبت منهم الحياة ..كل هذا بسبب نار الانتقام التي سيطرت عليها وجعلتها لاتفكر بآدمية .. ليست هذه المرة الأولى التي نسمع بها عن فاجعة أو مصيبة بسبب الحقد والرغبة في الانتقام خاصة في دولنا الخليجية المحافظة ..ربما لن تكون فكرة صائبة أن ينتقم الفرد منا بمثل هذه الصورة ولكنه أمر واقعي وموجود في كل انسان ولكن نقطة الاختلاف هي مدى وقع الايمان في الفرد وكيف باستطاعته أن يسيطر على نفسه لأن الانتقام لا يجلب إلا الألم والهم للشخص ويصعب أن يشفي جراحه ويطفئ تلك النيران التي من حرارتها أفقدت الشخص معالم الانسانية وحب الحياة !! ربما البعض يستطيع أن يسامح ويعفو ولكن البعض الآخر لا يعترف بمبدأ العفو وتتحول أفكاره وهواجسه إلى مرض نفسي وأفعال ربما تكون غالبا ارادية ولكنها انعكاس لضغوطات وتأجيج
ومثل ماقيل: أن الانتقام هو أن تتجرع السم على أمل أن يموت الطرف الآخر !!

ومثلما قال الشاعر ابراهيم بن العباس الصولي :
وبعض انتقام المرء يرزي بعرضه

وإن لم يقع بأهل الجرائم











أغلب مشاكل الانتقام تحدث بين الأصدقاء خاصة في حالات الغدر والخيانة ، كذلك تحدث بين الأسر والقبائل ، ولكن الأغلبية منها تحدث بين الزوجين ، فالمشكلات الزوجية تكاد لا تخلو من أي منزل ، خاصة إن فقدت لغة الحوار بين الزوجين فقد وجد أنه 92% من مشاكل الأزواج في الوطن العربي تحدث بسبب انعدام لغة الحوار بين الزوجين ، والانتقام هو ردة فعل لمشاكل عديدة بين الزوجين ، وأغلب الضحايا هم الأطفال الذين يدفعون ثمن براءتهم وحياتهم واستقرارهم النفسي بسبب تصفية حسابات بين الوالدين










كذلك أكدت دراسة أجراها باحثون من ألمانيا وبلجيكا أن الإنتقام ربما يكون حلوا ولكنه قد يلحق الضرر بصحتك ويجعلك أكثر تعاسة من معظم الناس الأخرين.

وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعتا بون وماستريخت بين 20 ألف شخص أيضا أن الناس الذين يحبون إسترداد ما يتصورأنه ظلم لحق بهم يكون لديهم عدد أقل من الأصدقاء وأقل رضا بالحياة. وأراد الباحثون إكتشاف ما يؤثر على سمات الشخصية مثل تبادل العواطف الإيجابية والسلبية على "النجاح" و "الرضا بالحياة فوجدوا أنها تكاد تنعدم عند هذه الفئة !!





همسة : يا من عدا ثم اعتدى ثم اعترف

ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف

أبشر بقول الله في آياتـــــــــه

" إن لم ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف "

@ العود القماري