بعد عام من تمكنه من مغادرة اليمن عاد الجندي محمد عبده القاز (26) عاماً الى مسقط رأسه بمحافظة عمران (شمال العاصمة صنعاء)، وكانت مليشيا الحوثي له بالمرصاد فقتلته بعد 24 ساعة من وصوله.
قصة محمد تمثل واحدة من قصص كثيرة يعيشها اليمنيون، لكنها تدشن مرحلة جديدة من عمليات الموت والتصفية التي تمارسها مليشيا الحوثي المسنودة من قوات المخلوع صالح.
ينتمي محمد الى منطقة مسور عمران، وهو أب لبنت وولد، ويعمل في المؤسسة العسكرية كأحد منتسبي اللواء 110 والذي كان يقوده الشهيد القشيبي.
تخرج قبل سنوات من جامعة الايمان، وظل متنقلا بين عمله ومنزله في المحافظة، حتى نشوب الحرب التي فجرتها المليشيا في عمران. فحين اندلعت المواجهات مع مليشيا الحوثي بالمحافظة قاتل محمد كبقية الجنود تلك المجاميع القادمة من اغوار صعدة، واصيب خلال ذلك بجروح في منطقة الجميمة، اسعف على إثرها الى العاصمة صنعاء.
بعد اكتساح صنعاء وسقوطها بيد المليشيا نجا محمد بنفسه الى محافظة مأرب حيث استقر به المكان.
ومرة اخرى تندلع المواجهات في مأرب، فحمل سلاحه، وخرج ليقاتل تلك المليشيا، معتبراً ان الواجب الوطني لا تقف امامه جغرافيا.
في مأرب اصيب بعدة جروح في المواجهات التي كان يخوضها، ونقل على إثر ذلك الى احد مستشفيات المملكة العربية السعودية في نجران، وهناك زاره رئيس الوزراء خالد بحاح اثناء تفقده للجرحى الذين اسعفوا الى هناك.
تماثل محمد للشفاء واستقر به الحال في الرياض، لكنه رفض البقاء، وعاد الى مأرب للالتحاق بصفوف المقاومة مرة اخرى، وظل هناك.
يوم امس أبلغ أن شقيقته توفت بسبب مرض ألم بها، فأستجمع طاقته، وعاد الى منطقته ليشارك في دفنها وتعزية أهله، وهناك كانت الكارثة.
بعد ساعات من عملية الدفن التي حضرها، إقتحم مسلحون من مليشيا الحوثي المنطقة، واقتادوه من منزله، وقبل ان يصعد الى السيارة التي كانت ستنقله الى معتقلهم كما كان يعتقد البعض، اطلقوا عليه الرصاص، واردوه قتيلاً في الحال.
التهمة الوحيدة التي كانت وراء مقتل القاز هي الانتماء لحزب الإصلاح، والسند القانوني الذي انطلقوا منه هي وثيقة الشرف التي اعلنوها، وجمعوا توقيعات من المواطنين تؤيدها، وهي الوثيقة التي توجب القتل لكل من لم يناصرهم.