إلى رجلٍ يحمل في صوته ، نكهةُ الوطن/
ها قد استقلتْ !
.
.
تشطرني الأوقات التي تغيب فيها عن عينيّ ،لكأنها غيوم ٌ تخاف أن تحبل بالمطر
ومجسّات أذني أشعر وكأنها سماء ٌ لا تبكي كلما غاب صوتك َ عني
إنه أنت / الرجل الذي قاسمني صورتي / صوتي / أقداري وصلبي في سموات اللهِ
حيث ٌ وٌلِدنا هناك بتوقيتين مختلفين ، لأنتظركَ أو تنتظرني على اختلاف الساعاتِ
والأزمـان !
خُلِقنا طويلاً في أصواتِ الملائك ، وبقينا كثيراً بين أحضانِ جنّةِ اللهِ قبل أن نُـبعث
إلى الأرضِ لنختلِط بمائها ، وترابها ، وخضرةِ حدائقها ، لنكون الألوانَ في لوحةٍ
لا تعيش بغيرِ الألوان !
تنتابنا لحظاتُ الغيابِ ، فتخنق بين حدقاتِ أعيننا لحظةَ الموتِ الأول والعشقِ الأول
و الحياةِ الأولـى حين تقاسمنا القدر ، فنصفٌ لكَ ، والآخر لي على توازي طرقاتهِ
و انحداراتِ ممراته ، لكننا التقينا .. فكان الزمن !
إنه أنت / الكائن الذي استطاع بقلبِه أن يطوّق جسدي بجدارٍ عازل ، تقترب منه حمى ،
فتستسلم ، إنها الحمى التي سكنتْ جسدي واستوطنته حدّ الروحِ وأكثر !!
ها أنا الآن ابحث عنكَ في مدنَ الفوضى ، والضوضاء ، علّي أجدُ مَن يحمل
بيديه زيتَ الأمل ، ولوجهه رائحةُ المطرِ ، وفي عينيهِ غُصّةَ صوتي
أحاول أن أغرسَ أصابعي في جدارِ الانتظار ، لأني لا أملك إلا فراغاتٍ
تمتلِئ بها أصابعك َ حين نلتقي / فـ نلتقي !!
أتعرف ..؟
كل الطرقِ التي لا تمرّ إلينا ضياااع ، وكل حزنٍ لا يحمل صوتنا وهم
وكل حقيقة ٍ لا تتزيّن بوجوهنا سراب !!
وكلهم ، بلا نحن ، مجرد كائناتٍ تأتي لـتموتَ في أرضٍ أخرى
ونعيش ُ أكثر / أكثر !

هااامش /
كل أرضٍ لا تحمل رائحتَك لن اسميها وطني !
وكل تراب ٍ أنتَ فيه جنّة