إليها / ز م ز م
كـ ضوء ٍ يعبر كل الحدود ِ إليّ
كـ نبع ٍ يتوضأ منه قلبي ، فيؤمِن !

.
.
البلاد الذي خضناها طويلاً لا تزال ممدّدة َ الأطرافِ في ذاكرتي لا تغادر هذا الصمت ْ ، ومعطَف الشتاءِ والمطر بين حواري ذاك المكان ، لا يزالان يمنحان الدفء لشتاءٍ من نوعٍ آخر ، أعانيه في زواياي كـ واحدةٍ لا أطرافَ لها !!
أنت ِ ، الضوء الذي خبّئه لي الله ُ حين َ أفقت ُ ليلة َ القدر ِ لأمنح أمنيتي بثقلها إليه ِ ، كصديق ٍ أحدّثه عني وعن شتاءاتي ، واكتظاظ الصمت ِ بين أصابعي كانت السماء تبكي أيضا ً لأنها تدرك ُ جيدا ً حالة الصدق ِ التي أكونها مع الله حينما أبقى وحيدةً جدا ً ، بذاتِ الصمتِ ، وذات الفوضى !
أنت ِ ، منام ُ جدي الذي استفاق منه ليخبرني أنني موعودة ٌ بالجنة ِ في أرضِ الله وسماءه ، كنتُ وقتها لا أدرك ُ أكثر من أنّ لجدي ابتسامتين ، إحداهما رأيتها حينما أخبرني عن الحلم ، والأخرى حين ودّعني متّجهاً لقبره ِ في السماء !
أنت ِ ، بعثرتي حينما أكون أنا في أصدقِ أحوالي ، و شظاياي التي أنسى الطريق َ إليها حينما لا أكونني وقتَ الصمت ِ والخطايا !
أنتِ ، بركةُ الله ِ إذا ما اشتدّ الحنين ُ إليه ، و فرحةُ الأخضر إذا ما استعادَ عافيته بين أصابعك ، واستفاق على المطر ِ النافر من عينيك ِ !
أنت ِ ، الغناء ُ الذي أخبرني عنه الطفل أحمد / ذلك الطفل الذي حمل حقائبه ورحل ليترك خلفه َ أنا محمّلة ً بذاكرة ِ طفولته ، وألوانه ِ وحتى أحلامه البريئات بالسفر معي إلى آخر العالم / آخره حيث الله والملائكة ونحن!
أنت ِ ، صوتُ فيروز إذا ما اخترق روحي ، حتى تتشظى له أطرافي فأؤمِن أكثر أكثر ، وأترك خلفي كل الإلهات ِ ، والعقائد ، فأؤمِن بك ِ ، ولك ِ ، وحتى على وجهك ، فتبدأ عقيدتي هناك ، حيث نختصر المسافات وندرك جميعاً أننا ذاهبون ولن نعود ، لن / بإصرارها ، وحتميّة قلبي !
أنت ِ ، الصمتُ الذي ألجأ إليه كلما غادرتني الكلمات ، وأنت ِ الفوضى إذا ما تناثرت المفردات حولى ، كبحر ٍ لا ملح َ فيه ، وأنتِ اختصار المسافاتِ إلى عينيّ ولغتي، كـ صندوقٍ أخبئ فيها أسراري التي لا يعرفها إلا جدّي و وطني وأنتِ آخر زوايانا !!
تمنحينَ الصمتَ لغة ً أخرى، وأبدو في حضرتكِ أكثر تأنّقاً وأكثر إشراقا وأكثر عُرِياً أيضاً ، إذ تتماهى بيننا المسافاتُ فأدركِ أنّك آخر لغة ٍ أستوطنها ، وأول سماءٍ تحتفل معي في يومٍ غير ميلادي!
أتذكرين الضحكات التي نتعاطاها في كل الأمكنةِ التي نعيثُ فيها فوضى ً وعبث؟ ، كل التصرفّات الصبيانية التي ننتهكها في الدروب الطويلة إلى البشر، وحماقةُ الهندمةِ التي يمارسونها حولنا ؟
تذكرين جلوسنا الطويل في ممراتِ العشبِ تلك غير آبهين بالمارين الذين يفتحون أفواههم كأعينهم كلما رأوْنا نتّخذ من العشبِ بساطاً بكل أريحية ؟
أخبرتكِ أنهم كانوا يحسدون سعادتنا، والحقد المتشظي في أعينهم إنما خُلِق لأنهم عاجزون عن الفرحِ بكل بساطةٍ كـ نحن !
أنتِ ، كماء ٍ لا يزال ببركةِ المطر ، وطهر السماءِ ، ورائحةُ الفرح ، أراكِ لأبتسم وأستظِلّ بالعتمةِ كي تجلبين على وجهي الفرح، وتأتين ، تأتين كثيراً من مساماتِ الوحدةِ ، ومنابع الحزن فنضحك كثيراً
أنتِ واحدةٌ أجّلها الله ُلزمني ، حينُ وُعِدتُ يوما بروحٍ تنتظر معي القدر تحتَ المطـر !
إنه البحر / الكائن الذي يجعل من لغتي امتداداً لزرقته ، وعلى أصابعي موسيقى تعزِف لأرواحٍ تتجوّل حول دوائر عوالمي ، وكنتِ إحدى زواياها المليئة بالفرح ، والحزنِ الجميل أحيانا ً!
يغادرنا النهار كثيراً ونخلق من أعيننا ضوءً آخر يشبه قلوبنا المغلّفة بالفرح وأعيننا المترقّبةِ لآخر معجزاتِ الله بالصدفةِ المرسومةِ ، وفرحةِ المفاجأة .
تكبرين كثيراً كعنقودٍ من السماء يتدلـى معلناً موسمَ المطر ، و أعيادَ البسمة، لأنني بقيتُ في محراب الله طويلاً ليمنحني دفء الوحدةِ ، وصبرَ الغريب ، أهداني إياكِ كواحدةٍ لا يتكرر وجودها في هذه الحياةِ ككفٍ تحمل ابتسامةً مخضّبة ً بالشوقِ ، والحيااة !

أنت ِ .. نبعُ الله ِ ، و معجزةِ محبته ..
هل يكفي أن أقول / لـ ميلادك ِ عالمُ فرحةٍ آخر لا يمكنني أن لا اقترف خطيئة البوحِ في حضرته كما يليق وأكثر ..!


أحبك ِ