نابليون في خضّم المعارك يرسل لـ جوزفين :
[ أنا في الطريق، لا تستحمي ،ولا تضعي عطراً ، أريدكِ مثل ما تركتكِ آخر مرّة ]
ها أنا ذي كلما أكتب إليك، يسيل العطر من بينِ أصابعي ،و تستحيل أحلامي لنوارس تحلّق لعينيكَ
ترتوي من أنفاسك ، وتعود إلى الحياةِ باشتياقِ أكبر .
لماذا كلما أفشيتُ سرّي للريحِ ، أرى وجهك َ يتشكّل من بينِ الضباب ، كقصيدةٍ خارجة ٍ
من قوانينِ الفراهيديّ ، معلنةً التمرّد على أشكال الشّعر لتكونَ أنتَ روحُ الشعر واستيطان القصيدة !
كلما كتبتُ لوجهكَ أراني كما تركتني آخر مرّة ، أبحث عن أبجدية ٍ تليق، وأحرفٍ لم يعثر عليها كائنٌ غيري، بذاتِ الشوقِ وذات الارتباك ، لكأنني رأيتكَ البارحة!
أشتاق إليك :
تماما كما يشتاق إليّ الياسمين ،حين كنتُ أنثره في سرير طفولتي وأغفو
أشتاق إليك :
كما يشتاق إليّ الفجر لحظةَ تخلّقهِ ، لأضفي لعينيه لونُ العسل ، ولوجهه أيقونةُ فرح!
أنت /
رجلٌ يحبه الله كثيراً ، ويشبعُ من طحينِ حبهِ الأيتام
وينتفض المطر لوجهه ، و تتبعثر الريح أمام صوتك!
فكيف أكون أنا في حضرتك َ .. وملائكةُ الله تحملني إليك؟
تراودني أمنية َ الطفولة في أن أمتلك عصا موسى ، فأشق المسافةَ إليكَ
كلما بعثرني الحنينُ ، وعاث بقلبي الشوق إليك !
فدماؤكَ المتجوّلةُ في وريدي تعيثُ بصبري ، فيضيقُ الوقت ، وتتسعُ اللهفة !
أدخل معامع الكلمات ، وأخرج منها ، وأنا كما تركتني آخر مرّة ، ممتلئة ٌ
حتى أخمص الروحِ منك وبك !
و لا يزال وجهي وطناً آخر للشوق!
فـ كُلَّمَا رَأَيْتُك .. / يكُونْ صباحيّ مُبللاً بالدهشة ،
و يكون لـ عينيّ موعدٌ آخر للصلاة ِ في جهةٍ خامسة ٍ
لا تنتمي إلا إليّ ، كـ امتلاكٍ سماويّ ، يشهدُ عليهِ الله وملائكته
هامش:
[الحب : قصيدة شعرٍ جديدة ، لا تكتمل ، تتغير ملامحها ، كلماتها ، وزنها ، والشاعر يكون أجمل من قصيدته كلما قرأها بصوته كما لو كان يسمع نفسه للمرة الأولى ، والحبيبة غيمة تتشكل وتتجدد كل ساعة بطعم جديد وقطرات لا تشبه الماء ، بل هو أطفال يركضون خلف الفراشات ، فيعودون هاربين منها !
هو تلك الابتسامة التي وُلدت بين فراشة وصغار ..
هو فراشة ..هو صغار
]
خاتمة /
أحبك