::
::

قبل أن يطرق العام آخر أبوابي ..
[ تعلمين أنّك ِ كثيراً ما تستفزّين القلم ليكتب ..
وكم تمنيت أن تخضّر الأوراق فتنجِب جنّة
]
ويعلم هو .. الساكن في دهاليز الغيب
أنه في كل عامٍ يُتخم جسدي من ترياقِ النسيان
وأبدو " أحلامَ " أخرى .. بنفس الذاكرةِ .. و الوجه!
.
.
.

وأنا أستقبل هذا العام ..
تراودني هواجس الطفلة التي لاتزال تزورني كل عام ..
أخشى أن تلائم فردةَ حذائي الضائع ، طفلةً أخرى تمر فجأة ً على ذات السلالم
وأعود .. بقدمٍ عارية ..
و .. قلب ٍ ملتهب!
.
.
أخشى أن أصاب بتسمم التفاحة التي سقطتَ ذات مصادفة
من جيب ِ تلك العرّافة .. دونَ أن أدرك َ .. أن قبلةَ الحبيب التي
تشفي مِن الموت .. ليست سوى [ عبطاً ] طفوليا ً..
.
.
وأخشى أن يأتي الذئب فيلتهمُ أحلامي المتكوّنة كـ عجوز ٍ أضناها انتظارُ الصبح
وأن لا أكون _ ليلى _ التي لا تخشى الذئاب .. وتحمل سلال الحلم بقلبها الأحمر!
.
.
أخشى أن لا تتسع اسرّة أقزامِ الحلم ، لجسدي المثقل
حين أهرب بحثاً عن وجه ٍ راودني في حلمٍ ما ..
حين يصبحُ الموت _ مؤقتاً _ والحياة أبدية !
.
.

وبعد كل هذا .. يدّعون أن قصص الطفولة [ خرافة ] !!

/
\
/
\

في هذا العام ..
سأوزّع أمنياتي على كل الشرفات ..
سأحبّ نفسي كثيرا ً .. وسأجنّ أكثر
سأحمل حقائب أحلامي كما يحمل المزارع فأسه
وسأغرسها في تربةِ جسدي ، وسأصلي كثيرا ً
لوجهِ الله ِ.. وأخترع جهةً لن يستدلّ عليها أحد
وسوف لن أنسى .. سأبقى أتذكر أنني بقيتُ معلّقة
في السماء ِ ، كما فُعِل بـ المسيح
وأنني سبقته بيوم ٍ واحد في ميلادي ..
وأنني أتيتُ للأرض ِ .. بعد عناء ِ قحط
..
.
أيها العام القادم ..
أقف الآن على عتباتك ..
تفصلني عنك دقائق أستطيع عدّها ببساطة ..
أقف الآن .. مشدوهة لـ ما يمرّ على الذاكرةِ من مواقف ..
سوف لن أبكي ..
سأبقى متماسكةً حتى اللحظة الأخيرة التي أغمضُ فيها عينيّ
لأفتحها على عامٍ جديد .. أحمل فيه حقائب ذاكرتي
و الوجوه المتبقيّة فيها .. ومعطفاً ملوّنا ..
وبقايا أبجدية ، تأتي لـ تذهب
كل ما أحتاجه الآن فعلا ً ..
[ كوب شاي كبير ] وابتسامة عريضة ..
وطفلة ، بلثغتها تقرئني السلام ..
و

ابتسامةُ وجهه من أصقاعِ الآرض ..!

.
.

رسالة أخيرة ، لـ شهرٍ أخير .. ودقائق أخيرة من عامٍ أخير ..
تذكّر ..
حينما تهرب من عينيك َ أيائل الضوء ..
ابحث عني ..
فلازلتُ أوقد لكَ في ذاكرتي [ الشموع ]