قلمي يسألكم ذلك السؤال و أريد الإجابة منكم


يوم تشكل فيه إحساس غريب, منعطف على قارعة طريقي بات واضحا , مجموعة من الاحاسيس تقاتل مبادئي, لم أكن أعلم أنني سأتخلى عن رأيي بنفسي, أجل لا بد لي أن أعيد النظر إلى حساباتي , هذا ما كان يردده عقلي منذ أن إلتقيت بها وهي المسيطره . لا أنكر تملكها مشاعري , كانت تقتادني كحمل وديع , لا علم لي بالطريق و لا أعلم إلى أين يؤدي, قبل لقائها كنت أوصف بدودة الكتب , أجلس وحيدا في مكان يعج بالانفاس المختلفه , كنت مغرورا بتجاهلي لهم , لم أعر أي احد أدنى إهتمام, كنت اقرأ فأغرق في سبات لذيذ, جمع كبير من البشر كانوا حولي , لم اطق ترك الكتاب و اصر على إستكمال القراءة , إلى أن أتت سيدة ذات جبروت واضح , هي جلست و كأنما الدنيا تكشر أنيابها لها. غضب يلازمه حزن مخفي , هذا ما رأيته بها , أردت أستمكال القرائة , جاهدت نفسي على إطالة النظر في الصفحات و لكنني بشري , كانت عيني تسترق الفرص , كلما ألحت برأسي عاليا أرى مثنى عيني متجها لها , وقفت مع نفسي برهة لأعدم إحساس الفضول , و لكنني لم أستطع. أغلقت الكتاب , هذا ما ضننته الحل الوحيد, سؤال كان يراودني , هل مللت الكتاب؟ , أم هيمنتها أستطاعت بي؟

عرفت بالصبر و التأني , حملت كتابي و دفعت بقدمي مبتعدا عن ذلك المكان الذي كاد أن يحطم غروري , أنتهى ليلي و لم يكن يشغل بالي إلا جمهرة الاحاسيس المتضاربه بي لحضة رؤياها .

في يوم أخر أستحلت القرائة أرضه , في المكان ذاته بنفس الوقت , و لكن بيوم مختلف . رأيتها مرة أخرى . كانت على بعد طابقين من الكتب , لا أعلم كيف سمحت لنفسي بالاقتراب , و كأنما حبل أستمر بسحبي و الاصرار كانت حجته , أصبحت على بعد خطوات منها , ظهر غروري و تملك أنفاسي شعور غريب , محاولتي للبقاء بقربها . فعل لم أعتد الاتيان به, و إحساس لم أتعايش معه سابقا .

أستمر حالي على هذا المنوال , و جداولي لم تتغير . أصبحت واثقا بأنني سأراها كلما ذهبت لذلك المكان. أردت التحدث إليها , الهمس بما يكنه فضولي , من أنتي ؟ و لماذا أخرجتي الغرور لتستبدليه بالفضول قاتل ؟ . تلك الاسئلة المجازية لم تبرح مكانها في أعماقي . فأنا إلى اليوم لم أسمح لنفسي بالابتعاد عنها أو الاقتراب منها , لا أريد الابتعاد عن مبادئي و لا اريد الاقتراب من إخضاع تلك المبادئ . فضلت ترك المياه على حالها . لم أكن أريدها أن تتوجس الخوف و تترك المكان بلا رجعه . إلى هذا اليوم الذي أكتب فيه رسالتي وهي الان أمامي. سبع أشهر من الكتمان أستطاعت أن تجبرني على الكتابة لكم.

هل فضولي هو المخطئ أم مبادئي؟

قلمي يسألكم ذلك السؤال و أريد الإجابة منكم