فوائد الكراث لا شك في أن الكاتب الفرنسي الكبير " أناتول فرانس" قد غمط الكراث حقه عندما أسماه" هليون الفقير" والواقع إن هذا من الخضار ، رغم رخص ثمنه، يستطيع ، إذا ما أعد إعدادا جيدا ، أن ينافس الهليون على صعيد التغذية وأن يتفوق عليه إلى مدى بعيد في مجال الاستشفاء بما يحتوي عليه من غنى بالعناصر النشطة التي لابد منها للصحة.
والكراث ، كالهليون ، يحتوي على فوائد الكراث منها الفيتامينات والحديد والمنغانيز والفسفور ،أيحتوي أيضا على أملاح معدنية أخرى ( الكالسيوم، المغنيزيوم، والبوتاس ، والسودا، والكبريت والجير)وكذلك على خلاصة الـ sulfo-azotee وعلى الكلوروفيل والسللوز أو سكر الخشب،أو أنه مخزن حقيقي للعناصر ذات الفائدة القصوى لوظائف الجسم المختلفة ولحسن قيام الأعضاء به
وأولى الفضائل التي تسند إلى الكراث هي تأثيره النافع على الأوتار الصوتية والجهاز التنفسي المرتبط بها
يرى المؤرخ " بلين" أن "نيرون" الإمبراطور الروماني الذي كان يحسب نفسه فنانا، كان يختص يوما في الشهر لا يأكل فيه غير الكراث لكي يحسن صوته، إ لا أن " بلين" لا يوضح لنا ما إذا كانت هذه الحمية الخاصة قد أعطت فعلا النتيجة المتوخاة. ولكن ما هو أكيد أن أنواع الحساء التي تدخل فيها الكراث موصوفة الآن ضد البحة والسعال اللذين يصاحبان أمراض الشتاء المختلفة التي يتعرض لها كل واحد منا.

نصح خبير تغذية سعودي بتناول السلطات والمعجنات التي تقدم خلال رمضان متضمنة أوراق البقدونس والكزبرة والكراث، كونها من الأغذية القاعدية المفيدة لجسم الإنسان، المحتوية على مضادات الأكسدة التي تمنع نمو الخلايا السرطانية، وتكافح البكتريا والفطريات في الجسم، علاوة على بعض الفوائد الصحية الأخرى. وأكد أستاذ علوم الأغذية والتغذية في كلية علوم التغذية والزراعة بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم أبا الحسن، أن البقدونس يفيد في علاج شرايين القلب، ويستخدم بعد نقعه في الماء لعلاج أمراض الكلى وإدرار البول وتخليص الجسم من السموم، والكزبرة تدخل في علاج سرطان القولون والإثنى عشر والتهاب المفاصل وإزالة الأرق. وأشار إلى أن استخدام أوراق الكزبرة في المضمضة يسهم في التخلص من الروائح الكريهة لفم الإنسان، واستخرج منها في ألمانيا عقاراً طبياً لعلاج فقد الشهية ومشاكل سوء الهضم والقولون، وعقاراً آخر لعلاج الكحة والربو والسعال الديكي.

وأفاد أبا الحسن أن البقدونس يتميز بارتفاع محتواه من فيتامين (ج) الذي يعادل ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة في البرتقال، كما يحتوي على 50 في المئة من حاجة الجسم اليومية من الحديد، وكامل حاجته من فيتامين (ك) والكالسيوم، علاوة على عناصر حمض الفوليك والزنك والماغنسيوم والبوتاسيوم. أما الكزبرة فتحتوي على فيتامينات (ج) و(أ) و(ك) وعناصر حمض الفوليك وبيتا كاروتين والعناصر المعدنية، مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والحديد، ويحتوي الكراث على فيتامينات (أ) و(ب) و(ج) وعناصر الكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم والبوتاسيوم والحديد والكلورين والكبريت. وأبان أن الكراث يستخدم بديلاً عن البصل، لأنه أقل رائحة ويعطي التأثير نفسه، وهو غني بمادة الكلوروفيل المنشطة لعضلة القلب، والأملاح القلوية، ويعالج ارتفاع الحموضة في الجسم والمعدة والدم.

ولفت إلى أن نتائج الأبحاث العلمية دلت على وجود علاقة بين تناول الكراث والبصل مع انخفاض الإصابة بأمراض القلب وسرطان المعدة، نظراً إلى احتواء الكراث على «سلفيدات الآليل» التي تحث الإنزيمات على إزالة العوامل المسببة للسرطان، إلى جانب تأثيره في تطهير القصبة الهوائية، والسعال، والتهاب البلعوم، وتسهيل عملية الهضم. وذكر أن علماء التغذية يميلون إلى تناول الخضار الطازجة، مثل الورقيات والسلطات الخضراء بأنواعها، كون الخضار المطهي يتأثر جزئياً بعمليات الطبخ، وعمليات التقطيع والتعرض للهواء والأكسجين، وبتخزينها لفترة طويلة في الثلاجة. وأشار أبا الحسن إلى أن جسم الإنسان البالغ يحتاج إلى ما بين 3 و5 حصص يومية من الخضروات، سواء أكانت الطازجة أم المطهية، وتعادل الحصة الواحدة كوباً واحداً من الخضروات الورقية الخضراء، أو نصف كوب من الخضروات الأخرى المطبوخة أو النيئة، وهذه تعادل 2,5 كوب للمرأة، وثلاثة أكواب للرجل.

ويساعد كثرة استهلاك الخضروات في دعم الجهاز المناعي، وفي المظهر اللائق للفم والأسنان عبر عملية تنظيف الفم، لاحتوائها على مادة المونوتيربينز الطيارة، خصوصاً الورقيات ذات الرائحة الجيدة، مثل النعناع والبقدونس والشبت والحبق، وتحد من الإصابة بتسوس الأسنان.

من جانبه أوضح طبيب الأسنان الدكتور سمير الثميري أن رائحة الفم الكريهة خلال الصيام عامل أساس من الناحية النفسية، ربما يؤثر على ثقة الإنسان في نفسه أثناء أو خلال تعامله مع الآخرين أثناء الصيام، ونصح بتجنب الإحراج الناتج عنها.

وأورد الثميري أسباب رائحة الفم غير المستحبة أثناء الصيام في أربعة عوامل: أولها العوامل الطبيعية المسببة لجفاف الفم، مثل التعرض إلى الشمس لفترات طويلة، وعدم حصول الإنسان على كفايته من السوائل في اليوم السابق، والعامل الثاني الغذاء، إذ تحوي بعض الأغذية على مكونات تنتقل إلى الدم، ثم يتم إفرازها على شكل غازات تنفسية تخرج من الرئة مع النفس، ومن أشهر هذه الأغذية الثوم والبصل والبهارات المتنوعة.

أما العامل الثالث فهو السلوك، ومنها التدخين وعدم الاهتمام بنظافة الأسنان بعد الوجبات وعدم غسلها قبل النوم. والعامل الرابع الصحّة، المتمثلة في أن بعض المشكلات الصحية تؤدي إلى تفاقم مشكلة رائحة الفم غير المستحبة خلال الصيام، وتنقسم إلى مشكلات صحية في الفم والأسنان والتسويس، والتهابات الفم واللثة وتقرح الفم وفطريات الفم واللسان، ومشكلات صحية عامة مثل مرض السكري، خصوصاً عند ارتفاع نسب السكر وعدم التحكم فيها بشكل سليم، علاوة على عدوى الجهاز التنفسي خصوصاً الجزء العلوي والفشل الكبدي المزمن والفشل الكلوي المزمن، كما أن الميكروب الحلزوني في المعدة المسبب للقرحة يعتقد أن له دور في رائحة الفم الكريهة.

ودعا الثميري إلى تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون والسلك السني بالشكل الصحيح بعد السحور وبعد الإفطار، واستخدام السواك بشكل صحيح، وترك الأكل المسبب للروائح، كما أن الصيام فرصة عظيمة لترك التدخين، مؤكداً على ضرورة مراجعة طبيب الأسنان إذا استمرت مشكلة رائحة الفم غير المستحبة


فضائل الكراث :
1- من المؤكد أن هذه الخضار تقوي دفاعنا الطبيعي المهدد بالاعتداءات الفصلية أو الجرثومية لأنه يعطينا الفيتامين(ب) وهو عنصر التوازن والفيتامين (ج) الثمين في مقاومة الأنتان والتعب

2- إن أجل خدمة يقدمها الكراث إلى الإنسان هي في الجهاز الهضمي، فهو مقبل، وبهذه الصفة نجده ماثلا في كتب الطب التي ترجع بتاريخها إلى عدة قرون. وهو سهل الهضم، فإذا ما صنع منه حساء استطاعت أكثر المعدة الحساسة تقبله وهضمه دون أن يسبب لها أي تقبض كالذي تبديه حيال غيره من الأطعمة. زد على ذلك أنه يريح المعدة وينشطها، واختماره يسهل عملية الهضم والامتصاص . أما ما يحتوي عليه من كبريت فيقاوم التخمرات العفنة .

3- أما سكر الخشب الذي يكثر في الكراث والسللوز فإنهما يقومان بتنظيف الأمعاء تنظيفا شاملا، فالعنصر الأول يجرف أثناء مروره في الأمعاء جميع ما يكون قد تخلف فيها من فضلات الطعام ، بينما يعمل العنصر الثاني في طرها خارجا ، ومن هنا ظفر الكراث بشهرته – التي لا شك فيها- بصفته ملينا لطيفا وطبيعيا

4- وفضائل الكراث لا تتوقف هنا – فهو يقوم فقر الدم لأن ما يحتوي عليه من الحديد ينشط توالد وعمل الكريات الحمراء . وهو يقوي العظام والجلد بفضل ما يضم من الجير والكلس، كما أنه ينشط الجهاز العصبي بما يحمل من مغنيزيزم

5- و الكراث موصوف في أمراض تصلب الشرايين والروماتيزما والنقرس( داء الملوك ) والتهابات الكلى والمثانة والسمنة لأن ما يحتوي عليه من خلاصة الـ sulfo-azotee يضعه في مصاف افضل مدرات البول التي وضعها الله في الطبيعة بتصرفنا

6- وغنى فوائد الكراث بالأملاح القلوية يبلغ درجة جعلت بعض الباحثين لا يترددون في القول إن المعالجة بالكراث لا تقل نفعا عن المعالجة بمياه ( فيشي ) المعدنية

7- إلا أن أهم ميزة في الكراث هي أنه يقدم إلينا في فصل الشتاء، عنصرا لا غنى عنه على ندرته في الأشهر الباردة ، ألا وهو الكلوروفيل

وقد دلت الأبحاث العلمية أو الورقة، هذا المختبر البيوكيميائي الضخم الذي يغذيه النور، يملك قيمة بيولوجية رفيعة، فهي من ناحية، توفر عناصر في تطور التوالد أي أنها تكون أسهل امتصاصا ، كما أن الكلوروفيل يعتبر، من ناحية ثانية، منشطا فعالا للتبادل الغذائي ، جدير بتسهيل عملية استخدام المواد المبتلعة، كما أنه، في الوقت نفسه، منشط لقدرة العضلة القلبية

8-فحذار من تبديد مادة على مثل هذه القيمة: احتفظوا دائما بالأوراق الخضراء للكراث ، وإذا كنتم من أصحاب الحدائق ، تشبهوا بالفلاحين الذين يكتفون، بدافع من الاقتصاد أو الحكمة، بقطع أوراق الكراث لصنع الحساء ولا يقتلعون الكراث كله إلا إذا عندما يريدون طهو طبق منه أو إذا ماراوه أوشك أن يبرز

بتحليل الكراث وجد أن المائة غرام منه يحتوي على :
1- نسبة عالية من الأملاح المعدنية والفيتامينات ففيه 90% من وزنه ماء
2- وبه 1 غرام بروتين
3- وحوالي 5 غرامات سكر
4- وكثير من الأملاح المفيدة للجسم

فــــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــدة :
· إذا مزج عصير الكراث مع طحين القمح وأضيف إليه قليل من السكر ووضع فوق الدمامل والخراجات ساعد في إنضاجها وفتحها

· يعجن مقدار من الكراث الطازج مع مقدار من العسل الأصلي ويؤكل صباحا على الريق ولمدة ثلاثة أيام فإنه يقضي على أصعب أنواع الكحة ويطهر القصبة الهوائية ويحسن الصوت

· الكراث مفيد طازجا ومغليا ومنقوعا وإذا هرست جذوره ومزجت بالحليب ساعد ذلك في القضاء على الدود بالأمعاء ، كما أن فرك مكان عضة بعوض والهوام من الحشرات بقليل من ورق الكراث يقطع الألم

· لحصر البوم يعالج بسلق كمية من الكراث مع إضافة مقدار من زيت الزيتون ثم يخرج الكراث المسلوق ويوضع دافئا تحت اسفل البطن وبالتحديد فوق المثانة فإنه يساعد في فك الحصر وإدرار البول بعد مدة قصيرة

· إذا مزج عصير الكراث الطازج مع مقدار من الحليب الطازج ودهنت به بشرة الوجه أزال منها البقع الحمراء التي تصيب عادة الأطفال الرضع ، كما أنه يساعد في إزالة الطفح الجلدي والنمش لدى المراهقين

ينتمي الكراث الى عائلة نباتية تدعى باللاتينية اليوم Allium وتضم كذلك البصل والثوم ولقد بينت الابحاث ان هذه الخضار مفيدة في خفض اجمالي مستوى الكولسترول في الدم وخصوصا الكولسترول منخفض الكثافة LDL او الكولسترول الضار وانها ترفع في الوقت نفسه الكولسترول مرتفع الكثافة HDL او الكولسترول الجيد وهذا الامر غاية في الاهمية في منع ظهور او تكاثر صفائح الاوعية الدموية او الترسبات الشحمية التي نلاحظها لدى مرضى تصلب الشرايين كما تبين ان للكراث دورا في خفض ضغط الدم المرتفع وهو عامل اخر مسبب للاصابة بالازمات القلبية والسكتة الدماغية ولقد بينت الابحاث وجود صلة ما بين تناول هذه الخضروات بانتظام ولو حتى مرتين او اكثر في الاسبوع وانخفاض مخاطر الاصابة بسرطان القولون والبروستات فالعديد من المكونات الموجودة في الكراث قادرة على حماية خلايا القولون من السموم المسببة للسرطان كما توقف نمو وانتشار الخلايا السرطانية التي يمكن ان تتكون وبالاضافة الى ذلك يشكل الكراث مصدرا ممتازا للمنغنيز ومصدرا جيدا للفيتامين B6 والفيتامين C وحمض الفوليك والحديد هذا المزيج الفريد من العناصر الغذائية يجعل الكراث بشكل خاص مفيدا في استقرار معدل السكر في الدم لانه لا يبطىء فقط امتصاص السكريات من الامعاء ولكنه يساعد كذلك على ضمان تمثيلها الغذائي او استخدامها بصورة صحيحة في الجسم.