أُنشأت اليونسكو عام 1953 شبكة المدارس المنتسبة لتكون رائدة للنهج الجديد في إعداد الأطفال والشباب للعيش في مجتمع يتسم بطابع عالمي ولتعزيز التربية من أجل التفاهم الدولي ، وذلك من خلال تشجيع المدارس في مرحلة ما قبل الأساسي والأساسي والتعليم العام والكليات والجامعات على القيام بأنشطة وتجارب تستهدف زيادة المعرفة بالقضايا العالمية وبأهمية تنمية التعاون والتفاهم الدولي من خلال الانفتاح على الشعوب والثقافات الأخرى ، وتعزيز وفهم واحترام مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية التي تعتبر الأساس للديمقراطية ، وعلى تعزيز التواصل وتبادل المعلومات والخبرات بين المدارس المنتسبة للشبكة ، وقد اتخذت هذه المدارس منذ البداية شعاراً لها يترجمهذه المبادئ وهو ” نحن نعيش في عالم واحد ، ونتعلم من أجل عالم واحد ” ، وتستند المدارس المنتسبة في أنشطتها الرائدة إلى مفهوم “فكر عالمياً واعمل محلياً ” ، كما تستند إلى مبدأ ” التعلم من خلال العمل ” ، وذلك في إطار قيامها بأنشطة تجريبية لإدخال تجديدات تربوية تتبادلها مع المدارس الأخرى بهدف تحقيق الأثر المضاعف لتلك الأنشطة على المستوى الوطني والعالمي .

أهداف المدارس المنتسبة لليونسكو:

تنبع أهداف المدارس المنتسبة لليونسكو من خلال أولويات اليونسكو وفي إطار الأهداف التنموية للألفية، وإطار داكار للتعليم للجميع من خلال:

غرس مفاهيم السلام والتفاهم والتعاون الدولي في أذهان النشء.
الإلمام بقضايا العالم ودور منظمة الأمم المتحدة في معالجتها.
تدعيم مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
تدعيم الحوار المشترك بين الثقافات.
تدعيم مبادئ حقوق المرأة والطفل.
تربية النشء على الحفاظ على التراث العالمي الثقافي والحضاري والبيئي.
تحسين نوعية التعليم بتعزيز دعائم التعليم الأربعة الرئيسية(التعلم للمعرفةـ التعـلـم للعمل ـ التعلم لنكون ـ نتعلم كيف نعيش معا وكيف نعيش مع الآخرين ).
القيام بمشاريع تجديدية ورياديه وحملات لمصلحة السلام.
إعداد الشباب لمواجهة تغيرات العصر وقبول التحديات التي يطرحها العلم والتكنولوجيا والمعرفة والمعلومات في عالمنا المعاصر.
بث الوعي بين النشء في مدارسهم بكيفية التعامل مع الآخر محليا وعالميا.


أمثلة على الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المدارس:
- الانفتاح على الأفكار الجديدة في إطار العيش في عالم مترابط المصالح وتقبلها والقيام بمشروعات ذات علاقة بتلك الأفكار .
- تعزيز الدعائم الأربعة للتعليم للقرن الحادي والعشرين.
- تحسين التعاون بين المدرسة والمجتمع وبين المدارس الأخرى على الصعيدين الوطني والدولي.
- المشاركة في مشاريع جماعية حول مواضيع رائدة والتبادل مع المعلمين والطلاب الأخريين.
- توزيع المواد الصادرة من اليونسكو ومن غيرها من منظمات الأمم المتحدة داخل المدرسة ، وتمكين المعلمين والطلاب من الاستفادة منها .
- الاحتفال بالأيام والسنوات والعقود الدولية التي تعلنها اليونسكو .
- الإعلام بالأنشطة التي تم تنفيذها عن طريق صحيفة المدرسة والصحف المحلية ووسائل الإعلام .
- تنظيم معرض في نهاية السنة الدراسية حول الأنشطة التي تم تنفيذها ودعوة أولياء أمور الطلاب لزيارته .

المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو:

إن انضمام السلطنة للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة التي انضمت إليها السلطنة عام 1972م وأسهمت في نشاطاتها واستفادت من برامجها ومشروعاتها في تطوير منظومة التعليم، والنهوض به لتجويد مخرجاته ،وإن مشروع المدارس المنتسبة لليونسكو لهو خير برهان على ذلك التعاون المثمر مع هذه المنظمة في قطاع التربية والتعليم، مع العلم أن هذه المدارس لا تختلف عن المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم في مناهجها أو نظام عملها ، إلا في الأنشطة المنهجية ذات الأبعاد والمفاهيم الدولية.
فقد انضمت السلطنة لشبكة المدارس المنتسبة في أغسطس 1998 بمدرستين من مدارس التعليم العام (التعليم ما بعد الاساسي حالياً ) إحداها للذكور وأخرى للإناث على سبيل التجربة ،وبعد أن لاقت هذه المدارس النجاح في أنشطتها المختلفة من خلال التجربة الأولى ، فقد سعت الأمانة العامة للجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم مقر اليونسكو إلى زيادة عدد المدارس الى خمس مدارس في عام 1999م.
وعملت الأمانة العامة للجنة الوطنية وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم على زيادة أعداد المدارس المنتسبة بعد أن رأت حصاد النشاطات التي مارستها تلك المدارس والتي وقفت شاهدا على ما حققته من تنمية وصقل لمعارف وقدرات الطلبة مما يجعل منها طليعة ريادية سوف تزداد اتساعا .وتم التوسع في عدد المدارس ليصبح عدد المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو 26 مدرسة.