فالتابوت المشرف وصفه رب العزة بأربعة أوصاف مباركة:

1- فيه سكينة من ربكم: أى تسكن نفوسكم وتطمئن قلوبكم إلى رئيسكم المختار من قبل الله عز وجل عند رؤيتكم التابوت.

2- بقية مما ترك آل موسي وآل هارون: أي الألواح التى كتب الله فيها لكليمه موسى من كل شئ موعظة وتفصيلاً لكل شيئ قال تعالى (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ) (4 ). وقد جاء فى تفسير هذه الآيات "كتبنا فى الألواح من كل شيئ يحتاج إليه من أمر ونهي – وموعظة - يعني نهياً عن الجهل و تفصيلاً لكل شيئ تبييناً لكل شيئ من الأمر والنهي والحلال والحرام والحدود و الأحكام

مما يحتاج إليه فى أمور الدين، وروي البغوي بإسناد الثعلبي عن كعب الأحبار أن موسى عليه السلام نظر فى التوراة فقال إني أجد أمة خير الأمم اخرجت للناس يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر و يقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلون الأعور الدجال رب اجعلهم أمتي قال هي أمة محمد يا موسى"(5 ).

وكذلك يحتوي التابوت على بقية عصا موسى عليه السلام والطسط الذى كان يغسل فيه قلوب الأنبياء(6 ).

الإجابة: التابوت قامت حوله خرافات كثيرة، وجلها من خرافات بني إسرائيل، موجودة في تفسير (الخازن) وغيره، ولا داعي لذكرها.

وذكر الله عز وجل التابوت في سورة البقرة، بقوله: {وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة}، فالله يخبرنا عن نبي من أنبياء بني إسرائيل، أنه قال لقومه: إن علامة بركة ملك طالوت فيكم أن يرد عليكم التابوت الذي أخذ منكم، وفيه سكينة من ربكم، أي وقار وجلالة، وفيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون،


أي فيه شيء من عصا وملابس موسى وهارون، وقيل شيء من رضاض الألواح التي ألقاها موسى من يديه، فيما أخبر الله عز وجل، تحمله الملائكة، يروى عن ابن عباس قال: "جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت، والناس ينظرون إليه".

فهذه آية من آيات الله التي أخبر الله عنها، وقعت في بني إسرائيل في زمن نبي من أنبياءهم للملك طالوت، وكان عبداً صالحاً، والله أعلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة العالم الجليل الحاج عبود الخالدي ، من خلال جولتنا في الكثير من المقالات والاخبار ،و جدنا مؤخرا حديث كبير و واسع ومنتشر بشكل مكثف عن ( تابوت السكينة ) ؟! الجميع وفي أوج هذه الفتن لا حديث لهم الا عن ( قرب ) ظهور دلالات ذلك التابوت ؟! لهذا ارتأينا ووجدنا من الضروريات التكليفية القصوى التطرق الى هذا الملف القرءاني
واثارته .

ولقد حرصنا على ادراج متتالية الآيات التي جاء وصف ( التابوت ) متعلق ومرتبط بها وبظهورها .


1- فأول تلك الايات : هو ظهور ( طالوت الملك ) !
2- الاية التانية : فالخطاب موجه هنا لبني اسرائيل وهم كما نعلم ( بناء الاسراء ) اي ( المصلين ) الذن يسرى بها عقلياَ من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى .
3- الآية الثالثة : دلالة ملك ( طالوت ) هو ذلك التابوت الذي تحمله الملائكة وهو موصوف أي صفته أنه ( بقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) .



وعليه نود أن نطرح بعض الآسئلة والاستفسارات :

فما هو هذا ( التابوت ) وكيف للملائكة ان تحمل ه اية من ايات الملك منحها الله سبحانه و تعالى لطالوت ؟ أو بمعنى اصح ما معنى أن تحمل ( الملائكة ) ذلك التابوت .. هل سنرى الملائكة ونراهم يحملون ذلك التابوت ؟ وما معنى ارتباطه بما بقي من ( آل هارون وآل موسى ) ؟ وكيف نستطيع أن نعرف صفات هذا التابوت لآنه هو دليلنا على ءاية ( طالوت الملك )
أ ي على قرب ظهور ( طالوت ) .

واخيرا لما الخطاب جاء موجها لبني اسرائيل اي للمصلين ( بناة الاسراء ) .