عند حدوث مصيبة وقصة لها ايضا يقال ان عجوز شمطاء ، ولدت في اليوم الذي قتل فيه هابيل ..ولم يكتب لي أن أموت حتى الآن ..
وبالرغم من كبر سني وشيخوختي ، إلا أنني أزداد نبضا وشبابا كل ماقال الناس تحتضر .. ..
كنيتي المفضلة ، أو هي قد لاتكون المفضلة ، ورد ذكرها في لامية الشنفرى :
فإن تغتبط بالشنفرى أم قسطل.......... فما اغتبطت بالشنفرى قبل أطول ..

والحق أني لم أفهم مايريد قوله لأني لاأتحدث أي لغة ..غير لغة العنف والدم ..
لكني فهمت منه أنني اغتبطت بوجوده في حضني لأنه سفاح مريد ..
يغرف المزيد من الدماء وهذا مايروق لي كثيرا ..

سمتني العرب أم قسطل لأني أثير الغبار الكثير ، فقط الغبار ؟ يالغباوة العرب ..
واتخذ الإغريق لي أبا سموه (مارس) ، من كثرة مامزقتهم تصوروني ابنة إله ..يالفقاعية الإغريق ..
وهكذا أدور مثل الشيطان بين الشعوب ..
أغريها بجسدي الفاتن قبل أن أغتالها بأنيابي الحمراء النارية ..
********
لكي أعيش ..
على الشيطان أن يقوم بتغذيتي كل يوم على الأقل بكومة من العظام والدماء ..
ومثلما يتطور البشر تطورت ..
كنت في يوم ما رشيقة نحيلة..
لم أكن آكل كل يوم كل يوم مثل الآن ..
كان غذائي مكرورا مملا ..
أما الآن فكل شيء تغير ..
فقد انتفخ جسدي وصار أكثر إثارة ..
وغذائي صار مرة مشويا على (الكروز) ..
ومرة على (النابالم )..
أما الوجبة الرائعة التي أتمناها كل لحظة ..
فهي مشوي (النووي )..
لكنها للأسف لن تتكرر إلا مع ظهور مذنب هالي ..

********
أصدقائي من السي آي أيه والمخادعين الكبار يقنعون أنفسهم كل مرة أنني لن أموت ..
لكنني أغتاظ بشدة من منظري مايسمى بالسلام ..
أغبياء أو مخادعون ..
ألن يقتنعوا مرة أنني لن أموت إلا بموت آخر بشري على وجه هذه الأرض ..؟!!
******
الفتات ..
هو أكثر شيء يثير نشوتي ..
فتات البشر ..
بفعل صاروخ ..
أو قنبلة ..
لايهم ..
لكن الفتات في حقيقته وجبة مستحدثة صممت مع تصميم الصاروخ والقنبلة ..
******

لاأدري لم يقوم بعض المتفرجين بالصياح بقوة واشمئزاز ..
لمايرون المشاهد المثيرة لشبقي ..
مثلا...
في حرب فيتنام ألقت القوات الأمريكية الملعونة (صديقتي الحميم )..
قنابل بالخطأ على موقع للجيش الأمريكي ..
لن نتحدث عن الفيتناميين بل عن الأمريكان ..

إحدى أفراد الجيش الأمريكي تفحم بفعل النار لكنه لم يمت ..
كان يصرخ بطريقة مغرية مثيرة ..
أما أنا فكنت ارقص طربا..
حتى جاء أحد أصدقائه لإنقاذه ..
أراد أن يحمله وهو يطلق صيحات ألم رهيبة ..
أمسك بساقه المتفحمة ليسحبه و...
و...
وانسلخ لحمه المحترق عن عظمه ليطلق صيحة النهاية ..

إنه مشهد بالغ الروعة ..
مشهد يثيرني ويقول لي أنني لن أموت ..
لن أموت ..
*****
أم قسطل الملعونة تزداد شراسة بازدياد شراسة الشيطان ..
وبازدياد غباوة البشر ...
شرهة لاتكف عن ازدراد البشر ..
خلقت أم قسطل لتعيش حتى نهاية هذه الدنيا ..
وستبقى بيننا ..
تطلق الرماح ..
تحرق روما ..
تقتل آخيل ..
وتفرم طروادة ..
وترهق كليبا ..
وتفني عبسا وتغلب ..وبكرا..
وتبقر بطن حمزة ..
وتعلك كبده الزكية..
وترفع رأس الحسين الشريف ..

وتعلق الخونة على باب زويلة ..
وتصنع الخوازيق ..
وقذائف الهاون ..
وتنفث الغازات والجراثيم ..
وتسحق هيروشيما ..
تشتهي أطفال كابول ..
مثلما نساء العراق ..
والمسلسل طويل جدا ..
ولن ينتهي ..
لأنه لاحلقة أخيرة ..
********
بقدر ماتزداد في اي شي تقول العرب ام قسطل أعدادهم الملعونة ..
عليهم أن يموتوا ..
وإلا سيماتوا..
هكذا نطقت أم قسطل ..