يقال بأن هناك دائما فرصة اخري للإنتقام، ويقال ايضا بأن كرة القدم هي أم الحروب، فكيف إذا تلاقي الانتقام والحرب في المستطيل الاخضر!

بعدما ابكي تريزيجه ايطاليا بأكملها بالهدف الذهبي الشهير في نهائي يورو 2000 عاد وصيف بطل اوروبا للبكاء مجددا لكن تلك المرة ليست دموع الهزيمة بل الظلم، ايطاليا في مجموعة ضمت السويد الدنمارك و بلغاريا.. مجموعة نظريا في المتناول خصوصا مع فريق مدجج بالاسلحة الثقيلة من عيار ديلبييرو توتي و كاسانو!



مباراة ايطاليا والسويد تعادل فيها الطليان ضد الدنمارك سلبا فيما آلت نتيجة المباراة الثانية ضد السويد بالتعادل بهدف لمثله، فبعدما تقدم كاسانو للاتزوري عادل ابراهيموفيتش النتيجة بهدف لا ينسي بالكعب ضد بوفون.. ايقاف توتي ثلاث مباريات بعد البصق علي مدرب الدنمارك اولسن لم يكن اشد حمية من وضعية المجموعة التي اصبحت كالتالي بعد ثاني الجولات ( السويد و الدنمارك في الصدارة و الوصافة باربع نقاط لكل منهم خلفهم ايطاليا ثالثة بنقطتين)

المباراه الثالتة و الفاصلة في المجموعة جمعت بين الجارين الاسكندينافيين السويد و الدنمارك فيما تواجهت ايطاليا ضد بلغاريا التي خرجت من البطوله.. تأهل الطليان كان مرهون بفوزهم ضد بلغاريا مع فوز احدي المنتخبين الاخرين ، اما فوز ايطاليا مع تعادل السويد و الدنمارك سلبا يعني عمليا صعود ايطاليا و السويد .. اما التعادل الايجابي فسيعطي نتيجه مغايرة تماما و هي تأهل السويد مع احتكام ايطاليا و الدنمارك لنتائجهم خلال التصفيات و هو ما يصب في مصلحة الطليان .
كل الطرق والنتائج تؤدي إلي صعود ايطاليا رسميا شريطة تحقيق الفوز ضد بلغاريا، الامر الذي اثلج صدور محبي الاتزوري ولو قليلا إلا أن ما فاجئت به اللجنة المنظمة للبطوله الجمهور هو انه في حال تعادل الدنمارك والسويد بأكثر من هدف فسيعني ذلك تأهل المنتخبين سويا وتوديع ايطاليا للبطولة، و من هنا تسرب الشك الي عقول الجميع.
لارس ليجرباك واوسن مدربي المنتخبين شددا علي انه لا مجال لتكرار مؤامره خيخون التي اطاحت بالجزائر من مونديال 82 لكن اثناء اللقاء رفعت الجماهير لافتات مكتوب بها 2-2 في اشارة لصعود المنتخبين معا وبدأت خيوط المؤامرة تُحاك، بالفعل قبل بداية المباراة التقطت الكاميرات وفق جريدة سويدية حديثا دارت اطرافه بين ايدمان لاعب السويد وجونسون لاعب الدنمارك مفاداه "لنتعادل ونتأهل سويا، لن نغامر بخروج احدانا" بالفعل تقدمت الدنمارك بهدف توماسون ثم عادل لارسون النتيجه للسويد قبل ان يسجل توماسون الهدف الثاني للدنمارك واستمر تقدم الدنمارك حتي الدقيقة 90 حين صرخ اندرسون لاعب السويد في وجه لاعبي الدنمارك ''لتتركونا نسجل" ليأتي جونسون بالفعل ويدرك التعادل في اخر انفاس المباراة.
اما هناك في ستاد الفونسو هنريكس حيث لقاء ايطاليا كادت بلغاريا ان تقضي علي آمال الاتزوري - ان لم تكن قد بالفعل - فقد ادرك كاسانو التعادل في اخر دقائق المباراة ليطلق العنان للاحتفال الشهير الخاص به الا ان احد اداريي المنتخب ابلغه في تلك اللحظه بتعادل الدنمارك و السويد لينهمر في البكاء بعد ان كان لتوه يحتفل في سعادة غامرة !
تلك المؤامرة و ن ايدها البعض وانكرها آخرون لكن تبقي في نظر الكثير والكثير هي مؤامرة مشهودة الاركان، ايطاليا ربما مُنحت الفرصة مجددا للثأر و في نفس البطوله بل وفي حضرة ابراهيموفيتش، ربما مواهب الجيل الحالي هي الاقل في تاريخ ايطاليا لكن درس بلجيكا قد يعطيهم دفعه ليس للمضي قدما و دهس ابناء الفايكينج فحسب ربما يتبادر إلي اذهان كونتي بعض الأفكار الاخري كتلك التي تتعلق برفع الكأس واستلام الميداليات!

تاريخيا تلاقي المنتخبان في 22 مباراة كان النصر للاتزوري في عشر والهزيمة في ست ومثلهم بالتعادل، سجل الطليان 27 هدفا فيما سجل السويديون 24 هدفا، فيما يخص اليورو تلاقي المنتخبان مرتين فقط الأولي في نسخة فرنسا 2000 و انتهت بفوز ايطاليا 2-1 و الثانيه في نسخه 2004 التي انتهت بهدف لمثله.
يلتقي المنتخبان في الثالثة ظهر اليوم، فهل يشفي كونتي غليل محبي الاتزوري؟