مع دقات التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة، تتحول الأنظار كافة إلى ملعب فيلودروم فى فرنسا، لمتابعة أول لقاءات دور الـ8 فى بطولة الأمم الأوروبية، الذى يجمع منتخبى البرتغال، بقيادة نجمهم المفضل كريستيانو رونالدو، فى مواجهة كتيبة بولندا مباراة البرتغال وبولندا مفاجأة البطولة بقيادة المهاجم الغائب عن هز الشباك ليفاندوفيسكى، ويصعد الفائز من هذه المباراة للدور قبل النهائى لمواجهة الفائز من المباراة التى تجمع بلجيكا وويلز.

ويرى الكثيرون أن المنتخب البرتغالى أمام فرصة ذهبية للتأهل إلى الدور نصف النهائى وبلوغ النهائى مرة أخرى لتحقيق الإنجاز والفوز باللقب للمرة الأولى فى تاريخه، عندما يواجه منتخب بولندا اليوم.

وعلى رغم التعادل فى المباريات الثلاث بدور المجموعات واحتياج برازيل أوروبا للوقت الإضافى للفوز على كرواتيا فى دور الـ16، إلا أن سقف طموحات البرتغاليين ارتفع كثيرًا قبل تلك المواجهة.

ويظل كريستيانو رونالدو، محور منتخب البرتغال فى البطولة، ولعب دور البطل فى أوقات مهمة أمام المجر، ومع إظهار نانى للمحات من التألق وقيام ريكاردو كواريزما المتقلب بدور الجوكر، وقرعة جيدة نسبيًا فإن المنتخب البرتغالى قد يستمر فى طريقه نحو النهائى مثلما توقع المدرب فرناندو سانتوس.

وأكد فرناندو سانتوس، المدير الفنى للبرتغال، أن أداء فريقه سيختلف كثيرًا عن دورى المجموعات والـ16، خصوصًا مع الدفعة المعنوية الكبيرة التى حصل عليها رونالدو ورفاقه بعد التأهل أمام كرواتيا أحد المرشحين للبطولة.

وقال سانتوس: «يجب أن نحقق التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم لأننا عندما كنا نتقدم إلى الأمام نترك مساحات كبيرة فى الدفاع ونتائجنا فى دور المجموعات تثبت ذلك»، مشيرًا إلى أنه يعمل ألف حساب للمهاجم الخطير ليفاندوفيسكى وباقى رفاقه فى مباراة اليوم.

فى المقابل، يسعى المنتخب البولندى لكتابة التاريخ ببلوغ الدور نصف النهائى للبطولة للمرة الأولى فى تاريخه، حيث تأهلت بولندا إلى دور الـ8 بعد أن تغلبت على المنتخب السويسرى بركلات الترجيح فى دور الـ16 الذى وصلت له بعدما احتلت المركز الثانى خلف المنتخب الألمانى فى إنجاز لم يسبق أن حققه المنتخب البولندى من قبل.

يقود المنتخب البولندى المدير الفنى، أدم ناوالكا، الذى طوّر الفريق كثيرًا وكان سبًبا رئيسيًا فى ظهور بولندا بهذا الأداء، خصوصًاأمام المنتخب الألمانى فى مباراة دور المجموعات التى انتهت بالتعادل السلبى.

بولندا تمتلك خط دفاع قويًا بقيادة المدافع المخضرم كاميل جليك والحارس المتألق لوكاس فابيانسكى الذى لم تستقبل شباكه أى هدف خلال مباريات اليورو، فى ظل إصابة زميله تشيزيني.

وينتظر أن تكون بولندا خصمًا صعبًا للغاية اليوم مع وجود عناصر ذات إمكانات فنية وبدنية عالية فى خط الوسط حيث يوجد المياسترو كريشوياك و صانع الألعاب وهداف الفريق فى اليورو جاكوب بواشتشيكوفسكى برصيد هدفين.

كما يوجد المهاجم القناص روبرت ليفندوفسكى، الذى يعطى إضافة قوية للفريق فى صناعة الأهداف أو تسجيلها على رغم فشله حتى الآن فى تسجيل أى هدف فى اليورو، لكنه يبقى مصدر قلق للفرق المنافسة، وقد ينطلق اليوم كما توقع مدربه فى هز الشباك أمام البرتغاليين.

وشدد المدير الفنى ناوالكا خلال تدريبات الفريق على ضرورة الاستعداد لمباراة البرتغال والحذر من خطورة الدون رونالدو وعدم ترك المساحات أمامه نظرًا لسرعته الكبيرة، كما شرح للاعبيه كيفية الاستفادة من بطء خط الدفاع لمنتخب البرتغال الذى بكل تأكيد سيخدم الفريق كثيرًا إن أحسن استغلاله.
من يصل إلى ربع نهائي كأس أمم أوروبا من المفترض أنه فريق قوي ويملك من القدرات ما تجعله مؤهلاً لمقارعة أي فريق آخر، لكن ليس بالضرورة أن تكون مقومات هذا الفريق أو ذاك هجومية أو ذات فكر وأسلوب كروي ممتع.

مواجهة الليلة في ربع النهائي بين البرتغال وبولندا تحمل البرتغال وبولندا العديد من الألغاز في ثناياها، لكن ما هو متوقع ومنتظر أن تكون المواجهة مغلقة وحذرة وتقدم وجبة من الملل الذي قد يؤدي إلى النعاس والنوم في نهاية المطاف لخمسة أسباب:

1- بولندا كانت شريكة في تقديم أحد أسوأ الأشواط في يورو 2016 ضد ألمانيا بل أنها جعلت الألمان يقدمون أسوأ شوط لهم هجومياً منذ عام 1980. بينما كانت البرتغال شريكة في تقديم أسوأ مباراة هجومية في كأس أمم أوروبا وكأس العالم منذ عام 1980 أيضاً!

2- بولندا تنتظر التوهج من نجمها روبرت ليفاندوفسكي، والبرتغال تنتظر التوهج من نجمها كريستيانو رونالدو، وما دام كلا اللاعبين تحت ضغط نفسي وعصبي وسيقعان تحت الرقابة، مع تركيز كلا الفريقين على اللاعب الوحيد في خط الهجوم، سيساهم ذلك في تقليص المتعة خلال اللقاء.

3- كلا الفريقين وصلا إلى ربع النهائي عبر اتباع أسلوب دفاعي وحذر جداً، وفي الغالب الأسلوب الناجح لا يتم تغييره.

4- بولندا سجلت 3 أهداف في 4 مباريات وثلاثون دقيقة، بينما سجلت البرتغال 5 أهداف في 4 مباريات وثلاثون دقيقة، كلا المنتخبين قدم مردود شحيح هجومياً وليس هناك ما يدفعنا للاعتقاد بتغيير هذه المعادلة الليلة.

5- كلا الفريقين كان خصمه أفضل منه على الصعيد الهجومي في الدور ثمن النهائي.