هي القمة الكلاسيكية الألمانية - الإيطالية من جديد. هو "دربي/ كلاسيكو" أوروبا الذي يجمع بين المنتخبين اللذين لعبا ما مجموعه أربع عشرة مباراة نهائية في كأس العالم، أي مرتين أكثر مما فعلت باقي منتخبات "القارة العجوز" مجتمعة. أرقامٌ تثبت تفوّقاً واضحاً للمنتخبين على جيرانهم، وتعكس أيضاً عمق المنافسة الكروية على زعامة القارة بين "المانشافت و"الآزوري".

منافسةٌ تتعدى المستطيل الأخضر في كثير من الأحيان، ويُعبَّر عنها بمختلف الطرق والوسائل.
"11 إيطالياً صغيراً سيعودون إلى المنزل للاهتمام بالبيتزا ويتركون النهائيّ لنا. 11 إيطالياً صغيراً لن يكونوا هنا قريباً. ستكون رحلةً رائعةً لنا جميعاً إلى المباراة النهائية، فيما 11 إيطالياً صغيراً سيكون المنزل وجهتهم النهائية". هي كلمات أغنية أُطلِقت قبل مباراة الدور نصف النهائي لمونديال 2006 بين إيطاليا وألمانيا. ربما شكّل ذاك اللقاء منعرجاً في تاريخ العلاقة الكروية بين البلدين، فالأحداث التي جرت على هامشه زادت من منسوب الحساسية "الكروية" الموجودة أصلاً. حساسيةٌ أُفرغت بطرق ووسائل مختلفة، تعدت إطار المنافسة الرياضية إلى ما هو أبعد من ذلك.
عامذاك تخطت ألمانيا نظيرتها الأرجنتين في الدور ربع النهائي في مباراة شهدت في نهايتها تشنجاً بين اللاعبين، فقامت محطة "سكاي سبورت" الإيطالية ببثّ مشاهد تظهر لَكْمَ لاعب وسط "المانشافت" تورستن فرينغس لمهاجم "التانغو" خوليو كروز، لتخرج صحيفة "بيلد" الألمانية بعنوان رئيسي "الإيطاليون يريدون توقيف فرينغس، هل هم خائفون منّا إلى هذا الحدّ؟". بعدها فتح "الفيفا" تحقيقاً في الموضوع وحرم الألماني المشاركة في مباراة نصف النهائي.
لم يكن هذا الحدث هو الوحيد الذي أزّم الأمور، فاستضافة ألمانيا للقاء، ووجود أكثر من نصف مليون إيطاليّ يعيشون هناك، ورغبة الطرفين في بلوغ النهائي الحلم، جعلت الإثارة خارج الميدان تبلغ حدودها القصوى. وكالعادة، كان لتعامل وسائل الإعلام مع الموضوع تأثيرٌ كبيرٌ في صبّ الزيت على النار، فتسبُّب "سكاي" بمعاقبة فرينغس استفز الألمان، فيما الصفحات التي أفردتها "دير شبيغل" و"بيلد" للحديث عن القمة، جعلت الإيطاليين يشعرون بالكثير من الامتعاض.


"بيلد" عمدت في كتابتها للقاء إلى استعمال عناوين على غرار "السباغيتي سيعودون إلى ديارهم" و"وداعاً إيطاليا"، هذا عدا دعوتها إلى مقاطعة البيتزا، إضافة إلى وضعها لاعبي تشكيلة منتخب إيطاليا الأساسيين على هيئة بيتزا يتناولها اللاعبون الألمان. أما "دير شبيغل" فذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث وصف الصحافي أكيم أكيليس الإيطاليين بالطفيليين و"أولاد الماما"، فهم لا يفعلون شيئاً سوى غسل سيارات الفيات الخاصة بهم وأكل الباستا، وحين يبلغون الـ 30 من العمر يتزوجون وتصبح زوجاتهم "ماكينات للطبخ". هذا عدا وصف لاعبي إيطاليا بممارستهم للغشّ والتمثيل، فهم "يقعون أرضاً عند أول احتكاك مع الخصم".
وحدهم إيطاليّو ألمانيا شعروا بالكثير من الامتعاض، لكن رجلاً واحداً أخذ بالثأر. ذاك الرجل لم يكن إلا المهاجر الإيطالي نيللو دي مارتينو حارس مرمى هيرتا برلين الأسبق. هو رافق حينها بعثة منتخب بلاده كمترجم للألمانية، وعرف حادثة شهيرة. ففي النفق المؤدي إلى ملعب "فستفالن"، وحين كان لاعبو المنتخبين جنباً إلى جنب، قال بيرند شنايدر محفزاً زملائه: "هم يشعرون بالخوف"، ليجيبه دي مارتيو بالألمانية: "كلا، نحن لا نشعر بالخوف"، وسط دهشة فيليب لام، سيباستيان كايل، وشنايدر نفسه. لاحقاً، كرّمته الجالية الإيطالية في برلين، ووضعت صوراً له حاملاً كأس العالم في العديد من المطاعم والمقاهي الإيطالية هناك.
أهمية ذلك الفوز لخّصها معلق قناة "سكاي"، فابيو كاريسا، الذي قال قبل البداية: "600 ألف إيطالي يعيشون في ألمانيا، منهم من ولد هناك، لكنهم لم يتخلوا قط عن وطنهم الأم. لقد فهم لاعبونا ما يهمّ هؤلاء اليوم، لقد رأوا ذلك في عيونهم. هناك سبب آخر للقتال من أجله، خصوصاً من أجل من يعيش هنا. واليوم أن تكون إيطالياً، فذلك يعني أكثر. من ملعب "فستفالن" في دورتموند، نحن على موعد مع التاريخ".
انتصار إيطاليا في تلك الليلة خلّف الكثير من المشاكل، ولا سيما مع عزوف الكثير من الألمان عن الذهاب إلى المطاعم ومحال البيتزا الإيطالية لمدة طويلة، ما دفع بعض أصحاب هذه المحال إلى عدم التكلم عن المباراة، وذلك احتراماً للرواد الألمان.
في مباراة الليلة تبدو الحساسية موجودة، ولكن بدرجة أقل، نظراً إلى تفاوت المستوى، فإيطاليا المتواضعة الأسماء ستواجه ألمانيا بطلة العالم. هي فرصة أمام "المانشافت" لتحقيق أول انتصار له في البطولات الكبرى على "الجدّات الإيطاليات المنتهيات والميؤوس منهن"، بحسب ما وصفتهم صحيفة "بيلد". أما في حال انتصار "الآزوري"، فربما سنشاهد اللافتة التي رُفعت بعد انتصار الطليان في "يورو 2012" والتي تقول: "معكم لم نخسر إلا عندما كنا حلفاء"، في إشارة إلى الحلف الألماني الإيطالي في خلال الحرب العالمية.

يستضيف فى التاسعة من مساء اليوم السبت، ملعب "نوفو دى بوردو" واحدة من أقوى مواجهات بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2016" منذ انطلاقها حتى الآن، حيث تصطدم ألمانيا بإيطاليا فى الدور ربع النهائى من منافسات البطولة القارية. نشرت صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية، التشكيل المتوقع الذى سيخوض به الثنائى أنطونيو كونتى المدير الفنى للأزورى ويواكيم لوف مدرب ألمانيا المباراة المرتقبة والذى جاء كالتالى.. التشكيل المتوقع للمنتخب الإيطالى ضم جيجى بوفون فى حراسة المرمى ثم بارزالى، بونوتشى، كيللينى، فلورينزى، ماركو بارولو، ستورارو، جياكيرينى، دى شيليو، إيدر مارتينز، بيلى. أما التشكيل المتوقع للمنتخب الألمانى فضم كلاً من، مانويل نوير فى حراسة المرمى وكيميتش، جيروم بواتينج، ماتس هوملز، جوناس هيكتور، خضيره، كروس، أوزيل، مولر، دراكسيلر، جوميز . التشكيل-المتوقع التشكيل المتوقع لمباراة الليلة وصف: تقام فى التاسعة مساء اليوم السبت، أحد أقوى مواجهات بطولة الأمم الأوروبية بين ألمانيا وإيطاليا على ملعب دى بوردو فى الدور ربع النهائى للبطولة.

المباراة التي ترغب ألمانيا كلها في تجنبها مثلما ترغب في خوضها والتفوق خلالها، إنها مواجهة إيطاليا التي تصنف كعقدة تاريخية للألمان، عقدة أصبحت تلاحق الماكينات في كل بطولة وتطاردهم في كوابيسهم على مر العصور والأزمنة.

الليلة تتكرر المواجهة، لقاء القمة بين ألمانيا وإيطاليا هو النهائي الحقيقي ليورو 2016، ورغم أنه نهائي مبكر لكنه يبقى يختزل الكثير من المتعة في دقائقه التسعين، متعة يتمنى الألمان أن تبقى حكراً لهم ويستطيعون من خلالها تحقيق النتيجة المرجوة والعبور لنصف النهائي، لكن كيف سيتحقق ذلك؟

1- التفوق على إيطاليا بأسلحتها الأساسية، الانضباط والحماس والأداء القتالي. في الحقيقة، ألمانيا تملك الانضباط والعمل الدؤوب كسمة أساسية في فلسفتها، لكن الحماس والأداء القتالي يغيب عنها في الغالب. لا يمكن تحقيق الفوز على إيطاليا بدون أن تهزمها في سلاحها الأهم “الجرينتا” خصوصاً من قبل الألمان.

2- الضغط على حامل الكرة من إيطاليا بشكل سريع وبدون رحمة أو توقف في مباراة المانيا وايطاليا . لو يراجع يواكيم لوف ما حصل لإيطاليا أمام بلجيكا وإسبانيا سيلحظ أمر أساسي وهام ساعد كونتي ولاعبيه على تحقيق الانتصار ألا وهو غياب الضغط على حامل الكرة.

نجوم الأزوري كانوا يتناقلون الكرة بأريحية حينما ينتقلون لملعب الإسبان دون تعرضهم لأي ضغط مما سهل عليهم الاحتفاظ بالكرة وبناء الهجمات بأريحية. في ظل ضعف المهارة في خط وسط الطليان فمن المتوقع أن يفقدوا الكثير من الكرات تحت الضغط ما يوفر هجمات للألمان أمام نقص عديدي من رفاق بوفون.

Germany-v-Italy-2012

3- استغلال الأطراف على أحسن وجه عبر دراكسلر وكيميتش وأوزيل وأحياناً مولر، إيطاليا تدافع بطريقة 5-3-2 مع تقارب هائل في الخطوط بحيث يكون المهاجمين كلاعبي خط وسط دفاعيين حينما يملك الخصم الكرة. هذا يعني بأن العمق مغلق تماماً، إسبانيا عانت من مشكلة الاصرار على الاختراق من العمق عبر التمريرات القصيرة والأسلوب التقليدي للتيكي تاكا فاختنقت، لكن حينما حاول ديل بوسكي توسيع رقعة اللعب قليلاً صنع العديد من الفرص الخطيرة.

4- الدفاع، ثم الواقعية، ثم الدفاع. إيطاليا سريعة جداً جداً في بناء الهجمات المرتدة وتكون قاتلة كالسم في استغلال المساحات، لكن إن اتبع الخصم أسلوب واقعي بدون اندفاع مبالغ به نحو الهجوم المانيا وايطاليا معظم الوقت ومع اتباع الضغط على حامل الكرة كما أشرنا سابقاً، فكيف لها أن تخلق الفرص؟ مباراة السويد تجيب على هذا التساؤل، الدفاع القوي والمنضبط والمحكم أمام إيطاليا يعني اختناقهم هجومياً، لكن ترك المساحات لهم وغياب الضغط يعني تسيدهم لأرض الملعب.

5- صنع تشكيلة في خط الوسط قادرة على الارتداد الدفاعي بطريقة منظمة وفعالة، مع امتلاكها القدرة على اغلاق المساحة الشاغرة أمام خط الدفاع. منذ مونديال 2014 ونحن نشاهد نفس الأخطاء من المنتخب الألماني والتي تتمثل في غياب لاعب الارتكاز في وسط الملعب وامتلاك الخصم مساحة كبيرة يستطيع استغلالها بين خطي الدفاع والوسط، السبب يعود لأن كروس ليس لاعب بمواصفات دفاعية مثلما كان يحصل في ريال مدريد قبل الاعتماد على كاسيميرو.

6- التنبه للتمريرة الطويلة من إيطاليا، كونتي يطبق فلسفة الانتقال من الدفاع للهجوم بتمريرة واحدة طويلة من المدافع إلى المهاجم مثلما حصل ضد بلجيكا، أو التمريرة الطولية أثناء الهجمة المرتدة حينما يتم تجميع 3 إلى 4 لاعبين على أحد أطراف الملعب، ثم نقل الكرة بشكل سريع جداً نحو الطرف الآخر للملعب الذي يتواجد فيه لاعب خالي من الرقابة، تماماً مثلما حصل في الهدف الثاني في شباك إسبانيا.

سيطرت المباراة المرتقبة التى تجمع بين منتخبى ألمانيا وإيطاليا، اليوم، السبت، بمدينة "بوردو" الفرنسية، ضمن منافسات الدور ربع النهائى فى بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016"، على اهتمامات الألمان والطليان من خلال وسائل الإعلام. والتقرير التالى يستعرض أبرز التصريحات الصادرة من المعسكرين بشأن المباراة.. توماس مولر أكد توماس مولر، مهاجم المنتخب الألمانى على ثقة زملائه فى إختراق الجدار الدفاعى للمنتخب الإيطالى والوصول إلى شباك الحارس بوفون فى مباراة اليوم، موضحاً أن دفاع "الآتزوري" ليس الأفضل فى اليورو كما يرى البعض. وقال توماس مولر، "من يقول أن دفاع إيطاليا الأفضل فى البطولة؟..خلال مباراة بايرن ميونخ مع يوفنتوس فى دورى أبطال أوروبا الموسم المنقضى تمكننا من تسجيل 4 أهداف فى مباراتين، نعم إيطاليا تمتلك دفاعاً جيداً، لكننا قادرون على الوصول لمرماهم". ماريو جوميز أكد ماريو جوميز، مهاجم المنتخب الألمانى، على صعوبة مواجهة إيطاليا، موضحاً أن مهمة "المانشافت" فى تحقيق الفوز الليلة لن تكون سهلة، قائلاً، "مباراة اليوم ستكون صعبة، إيطاليا ليست سلوفاكيا، لكن علينا تحقيق الفوز لكى نواصل مشورانا نحو اعتلاء منصة التتويج". يواكيم لوف أبدى يواكيم لوف، المدير الفنى لمنتخب ألمانيا، تفاؤله بتحقيق الفوز على نظيره الإيطالى، وإنهاء العُقدة التى يعانى منها منتخب بلاده خلال المواجهات التى تجمعه بالآتزورى فى البطولات الكبرى، قائلاً، "لا نعانى من عقدة إيطالية، لدى ثقة فى الإطاحة بالطليان من منافسات البطولة". أنطونيو كونتى رفض أنطونيو كونتى، المدير الفنى للمنتخب الإيطالى، ما تردده وسائل الأعلام بأن "الآزورى" هو المرشح الأوفر حظاً لتحقيق الفوز على ألمانيا فى مباراة اليوم، نظراً للعروض القوية التى قدمها فى البطولة، بالإضافة إلى تفوق "الآزورى" فى بالمواجهات التى جمعتهما البطولات الكبرى، قائلاً، "المنتخب الألمانى أعلى مستوى من الآخرين، الآتزورى لا يزال المرشح الأضعف فى مباراة اليوم". ماتيا دى تشيليو يرى ماتيا دى تشيليو لاعب المنتخب الإيطالى، أن الإرادة والعزيمة سيكونا سلاح منتخب بلاده لتحقيق الفوز على ألمانيا، وحجز بطاقة الصعود إلى الدور نصف النهائى فى "يورو 2016"، موضحاً أن منتخب إيطاليا يسعى لتقديم نفس الأداء والروح القتالية التى ظهر عليها فى المباراة الماضية أمام أسبانيا، قائلاً، "المنتخب الألمانى أقوى من نظيره الأسبانى من الناحية البدنية، ولكننا نستطيع التغلب عليه بالعزيمة".