ات آرون جونارسون قائد منتخب أيسلندا لكرة القدم جاهزا تماما للمشاركة مع الفريق في مواجهته المرتقبة أمام نظيره الفرنسي غدا الأحد في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا، عقب تعافيه من الإصابة التي تعرض لها مؤخرا في الظهر.

وصرح لارس لاجرباك مدرب المنتخب الأيسلندي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم السبت عشية اللقاء الذي سيقام بملعب (دي فرانس) بالعاصمة باريس “إن المنتخب الفرنسي يمتلك الحظوظ الأوفر للتأهل ولكن ليس بنسبة كبيرة”.

أضاف لاجرباك “بإمكاني القول أن نسبة فوز المنتخب الفرنسي بالمباراة لا تتعدى 60% ولكن تلك النسبة غير مؤثرة في تحديد هوية الفريق المتأهل، ما يهمنا فقط هو حجز بطاقة الصعود، وأعتقد أننا قادرون على التغلب عليهم”.

من جانبه، مباراة فرنسا وايسلندا تحدث هيمير هالجريمسون، شريك لاجرباك في تدريب المنتخب الأيسلندي، قائلا “إن هذه هي المباراة الأكبر والأهم في تاريخ الكرة الأيسلندية”.

وأوضح هالجريمسون أن “الوحدة والشخصية والروح” أهم ما يتميز به المنتخب الأيسلندي، مضيفا “ربما نقول أيضا أن المنتخب الفرنسي يمتلك نفس هذه السمات ولكننا نبدو أفضل في هذه النواحي”.

في المقابل، قال جونارسون أنه عاد للتدريبات أمس الجمعة واليوم، وأصبح أكثر جاهزية لمواجهة النجم الفرنسي بول بوجبا ورفاقه في المنتخب الفرنسي.

وقال جونارسون “من الجيد دائما اللعب أمام أفضل اللاعبين في العالم. إن بوجبا أحد هؤلاء اللاعبين بالفعل”.

وتابع “ستكون معركة ضارية ولكنني مستعد للقتال أمام أي لاعب. إنها مواجهة أخرى جاهزون لها”.

سيتعين على فرنسا الضغط بقوة على أيسلندا مباشرة من البداية في لقاء الفريقين في دور الثمانية لبطولة أوروبا 2016 لكرة القدم غدا الأحد إذا أرادت الحفاظ على أمالها في الفوز باللقب على أرضها وإلا فإنها قد تواجه ثورة بركان كبيرة قد تطيح بها.

وتحتاج الدولة المضيفة التي اضطرت كثيرا للاعتماد على الصحوة المتأخرة، للنهوض مبكرا هذه المرة لتجنب الخروج من البطولة أمام هذه الدولة الصغيرة جدا بعدما جاءت جميع الأهداف الستة للمنتخب الفرنسي في البطولة في الشوط الثاني.

وتأهلت أيسلندا الصغيرة التي تلعب في بطولة كبرى للمرة الِأول لدور الثمانية بعد فوزها غير المتوقع 2-1 على انجلترا وهي تطمح لنهاية حالمة لهذه المسيرة على غرار مسيرة نادي ليستر سيتي الذي أصاب عالم كرة القدم بأكمله بالدهشة بفوزه بلقب الدوري الانجليزي الممتاز في الموسم الماضي.

وقال هايمر هالجريمسون المدرب المساعد فرنسا وايسلندا لأيسلندا للصحفيين "أعتقد أنني أود أن تكون النهاية تماما مثل نهاية ليستر سيتي."

وأضاف هالجريمسون "استغل ليستر سيتي نقاط قوته ونحن نحاول الاستفادة من نقاط قوتنا. هناك نفس روح الفريق في الفريقين. كلنا نرغب في اللعب بروح جماعية."

وأيسلندا البالغ عدد سكانها 330 ألف نسمة مشهورة بالبراكين وربما تستمد الإلهام من الدنمرك واليونان التي فازت كل منهما بعكس كل التوقعات بلقب البطولة وبنفس الأسلوب الدفاعي في عامي 1992 و2004 على الترتيب.

وبعد تقدم أيسلندا على انجلترا 2-1 بعد مرور أقل من 20 دقيقة من زمن المباراة فان فرنسا تعرف تماما ما يتعين عليها القيام به غدا.

وقال المهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان الذي سجل هدفي فريقه في الفوز 2-1 على ايرلندا في دور 16 "أداؤنا في الدقائق الأولى سيء للغاية وعلينا تحقيق تقدم في هذا الجانب لأننا لن ننجو في كل مرة."

وحذر المدافع الفرنسي باتريس ايفرا أيضا من خطورة الفريق الأيسلندي قائلا "إنهم فريق جيد يمكنه تقديم أداء جيد وهم لم يصلوا لهذه المرحلة بالصدفة."

وسيتعين على مدرب فرنسا ديدييه ديشان اللعب بدون المدافع عادل رامي ولاعب الوسط المدافع نجولو كانتي بسبب الإيقاف.

ويفترض أن يشارك صمويل أومتيتي الذي تعاقد مع برشلونة الاسباني مؤخرا بدلا من رامي على أن يشارك يوهان كاباي صاحب الخبرة الكبيرة بدلا من كانتي أمام خط الدفاع.

ومن جهة أخرى فان أيسلندا التي تعتمد على تألق آرون جونارسون يتوقع أن تواصل اللعب بطريقتها 4-4-2 وستعتمد في حراسة المرمى على هانيس هالدورسون الذي سبق له العمل في الإخراج السينمائي قبل احترافه اللعبة الشعبية في 2014.

وسيكون بوسع فرنسا صاحبة المهارات والخبرات الأوسع نطاقا الاعتماد على عاملي الأرض والجمهور في استاد فرنسا بينما تسعى لضرب موعد مع ايطاليا أو ألمانيا في الدور قبل النهائي أملا في المضي قدما وإحراز اللقب القاري بعد ذلك.

وقال المدافع الفرنسي بكاري سانيا "بالتأكيد نحن لا نستهين بأيسلندا لكننا ننتمي لواحد من أفضل المنتخبات في أوروبا ونحن من الفرق المرشحة للتتويج كما أننا نلعب على أرضنا."

بعدما فجر الفريق واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ كرة القدم الأوروبية ، يرى أتلي إدفالدسون اللاعب السابق والمدير الفني الأسبق للمنتخب الأيسلندي لكرة القدم أن السويدي لارس لاجرباك المدير الفني الحالي للفريق كان سيفوز ، لوكان قد ترشح لرئاسة أيسلندا.

وأبهر المنتخب الأيسلندي (أحفاد الفايكنج) أوروبا كلها بما قدمه حتى الآن في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا.

ويرى إدفالدسون أن التحسن والتطور الملحوظ في البنية الأساسية للعبة بأيسلندا ووجود مدرب ماهر ويمتلك الخبرة إضافة لمجموعة رائعة من اللاعبين كانت كلها عوامل ساهمت في تقدم الفريق إلى "أرض الأحلام" في إشارة لبلوغ الفريق دور الثمانية.

ويلتقي المنتخب الأيسلندي غدا الأحد نظيره الفرنسي في صراع مثير على بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي ليورو 2016 علما بأن البطولة الحالية تشهد المشاركة الأولى للمنتخب الأيسلندي في البطولات الكبيرة.

وكان الفوز 2 / 1 للمنتخب الأيسلندي على نظيره الإنجليزي العريق في دور الستة عشر للبطولة من أكبر الصدمات والمفاجآت في تاريخ البطولات الأوروبية.

وأكد إدفالدسون ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، أنه لم يفاجأ بهذه المعجزة الأيسلندية التي أبهرت وصدمت الخبراء.

وقال إدفالدسون : "قبل عامين ، خسرنا بصعوبة أمام المنتخب الكرواتي في الدور الفاصل بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. وبعدها ، تغلبنا على هولندا وتركيا في التصفيات المؤهلة ليورو 2016 . نستفيد من وجود جيل رائع. تذكروا ، في 2010 ، فريقنا الذي تغلب على المنتخب الألماني 4 / 1 في فئة الشباب (تحت 21 عاما) ".

وعن كيفية تطور هذا الجيل من اللاعبين حيث كان المنتخب الأيسلندي بالمركز 133 عالميا قبل أربع سنوات فقط ، قال إدفالدسون : "كان الموسم يمتد من أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر. وبعدها كنا نتوقف عن ممارسة النشاط الكروي الرسمي محليا. وبهذا ، كانت ممارسة اللعبة رسميا تغيب لشهور طويلة ، وكل شيء كان يتجمد. في هذه الأوقات ، اعتدنا ممارسة رياضات أخرى. والآن ، لدينا أربعة ملاعب داخلية ضخمة وعدة ملاعب متوسطة المستوى كلها ملاعب مغلقة. ومنذ تدشين هذه الملاعب ، يمكننا اللعب لأربع أو خمس مرات أسبوعيا في أفضل المنشآت الرياضية. هذا قادنا للتقدم خطوة هائلة. وكذلك ، أصبح لكل مدرب رخصة بغض النظر عن الفئة السنية التي يدربها".

وكان إدفالدسون أول لاعب أيسلندي يحترف في الدوري الألماني (بوندسليجا) حيث لعب لفرق بوروسيا دورتموند وفورتونا دوسلدورف وباير يوردنجين بألمانيا من 1980 إلى 1988 وخاض 224 مباراة في البوندسليجا سجل خلالها 59 هدفا.

وخاض إدفالدسون 70 مباراة دولية مع المنتخب الأيسلندي خلال مسيرته الكروية كما تولى تدريب الفريق من 1999 إلى 2003 . ويقيم إدفالدسون 59/ عاما/ حاليا في الدنمارك.

وعما إذا كان بمقدور اللاعبين الأيسلنديين تحقيق النجاح في الاحتراف خارج بلدهم ، قال إدفالدسون : "عندما لعبت في ألمانيا ، كان لدينا خمسة لاعبين في أيسلندا يحترفون بالخارج. والآن ، ينشط نحو 100 لاعب أيسلندي في بطولات دوري مختلفة. لاعبو أيسلندا يمتلكون شخصية جيدة ومستويات عالية من التعليم. إنهم يركضون بسرعة ولديهم التنظيم الجيد وكذلك الرغبة الهائلة".

وعن الدور الذي يلعبه المدرب السويدي لارس لاجرباك في تطوير وتنمية المنتخب الأيسلندي ، قال إدفالدسون : "كانت لديه رؤية ثاقبة عندما تولى تدريب الفريق في 2011 . أقنع الجميع بأن المنتخب الأيسلندي يمكنه النجاح كفريق جماعي. قرر اللعب بطريقة 4 / 4 / 2 . والآن ، يعلم الجميع هذه الطريقة ويطبقونها في التدريبات".

وأضاف : "قال الجميع إنها طريقة قديمة للعب وأنه لا يمكن استمرار تطبيقها. ولكن لاجرباك أصر على رأيه. صرح بهذا للجميع وأكد أن المنتخب الأيسلندي لا يمكنه اللعب إلا بهذه الطريقة".

وعن أثر هذه المعجزة التي حققها الفريق بالبطولة الحالية على أيسلندا ، قال إدفالدسون : "المشاهدة التلفزيونية للمباراة التي فاز فيها الفريق على إنجلترا 2 / 1 بلغت نحو 100 بالمئة. كبلد صغير ، أنجزنا القليل في مجال الرياضة مثلما هو الحال في كرة اليد وألعاب القوى. ولكن كل شيء حاليا ينصب على كرة القدم. كثيرون من الأيسلنديين اقترحوا ان يصبح لاجرباك رئيسا لبلدهم".

وانتخب الأيسلنديون للتو رئيسا جديدا هو جودني يوهانسون ، ولكن إدفالدسون يرى أنه لوكان لاجرباك قد ترشح للرئاسة، لكان قد فاز بالمنصب.

وتحظى الكرة الإنجليزية بشعبية طاغية في أيسلندا. ولدى سؤاله عما إذا كان الفوز 2 / 1 على المنتخب الإنجليزي مقنعا ، قال إدفالدسون : "تابعنا كرة القدم الإنجليزية على مدار 40 عاما. في كل عائلة أيسلندية ، هناك شخص يفضل ويشجع فريقا إنجليزيا. عندما خسرت ألمانيا أمام إنجلترا 1 / 5 في ميونيخ عام 2001 ، تغلب فريقنا (المنتخب الأيسلندي) بقيادتي كمدرب على نظيره التشيكي. ولكن السؤال الثاني في المؤتمر الصحفي عقب انتهاء المباراة كان : هل تعلم أن المنتخب الألماني خسر 1 / 5 ؟.. وكانت إجابتي : سنتعلم من هذا ولكن الإنجليز لن يتعلموا... وهذا ما حدث بالضبط".

وعن إمكانية استمرار المعجزة الأيسلندية في دور الثمانية بالبطولة الحالية على حساب المنتخب الفرنسي صاحب الأرض غدا الأحد ، قال إدفالدسون : "سيقول الفرنسيون لأنفسهم سرا : هذا لن يحدث لنا. ولكن الإنجليز والنمساويين قالوا هذا أيضا من قبل. والمؤكد تماما أن البرتغاليين درسوا فريقنا وحللوه سابقا. لا يمكن استخدام هذا كثيرا. سأعطي المثال على هذا : هدف التعادل الذي سجلناه أمام إنجلترا كان نسخة من هدف التقدم 1 / صفر على النمسا. الإنجليز لم يعرفوا هذا. سنواصل الاعتماد على أسلوب اللعب الجماعي. هذه هى نقطة قوتنا".

أدلي الفرنسي ديديه ديشامب المدير الفني بعدة تصريحات هامة قبل مواجهة المنتخب الأيسلندي غدا في ربع نهائي اليورو.

وقال ديشامب عن الحذر أمام المنتخب الأيسلندي: "الجميع يدرك أن أيسلندا ليست هنا بطريق الصدفة، هي مؤهلة للوصول إلي هنا، لقد فازوا على انجلترا في دور الـ16، أنهم لم يسرقون أى شىء من أى شخص..أنهم هنا لأنهم لا يستحقون ذلك".

وأكمل مدرب الديوك: "أنهم يلعبون على التمريرات الطولية بطريقة شاقة للغاية، لقد اتخذت عدة تدابير لمواجهة هذا العنصر من اللعب، لكن أيسلندا ليست كرات طولية فقط، هم قادرون على تحريك الكرة سريعا، ولديهم لاعبين متميزين في البريميرليج ولاعبين موهوبين مثل جونارسون وسيجوردسون، يكفي أنهم استحقوا الفوز على انجلترا".

وأثني المدرب الفائز بكأس العالم 1998 مع المنتخب الفرنسي كلاعب على المجهودات المبذولة لتحسين أرضية ملعب "دو فرانس": "لقد اطلعت على أرض الملعب، أنها أفضل كثيرا ما كانت عليه في بداية البطولة".

عبر المدير الفني للمنتخب الفرنسي «ديديه ديشان» عن احترامه وتقديره للعمل الذي قدمه المنتخب الآيسلندي في منافسات أمم أوروبا 2016 وتمكنه من تحقيق مفاجآت حقيقية باحتلال المركز الثاني على حساب البرتغال في دور المجموعات قبل الإطاحة بإنجلترا من الدور ثمن النهائي بهدفين لهدف في الوقت الأصلي.

وردًا على سؤال عما إذا كانت هناك أي فرصة لتهاون لاعبيه مع آيسلندا في ختام الدور ربع النهائي يوم غد الأحد قال ديشان للصحفيين في المؤتمر الذي عُقد في سانت دينيس «اللاعبون شاهدوا جميع مباريات التي لعبتها آيسلندا، إنهم يدركون جيدًا القوة التي تتمتع بها آيسلندا، يعرفون بأن تأهلهم لهذه المرحلة لم يأت عن طريق الصدفة».

وأضاف «آيسلندا مؤهلة للعب الدور ربع النهائي بعد تمكنها من هزيمة إنجلترا، آيسلندا لم تسرق أي شيء من أي شخص، يستحقون ذلك تمامًا».

واعترف «منذ فترة طويلة يلعبون على التسديد القوي واللعب بصلابة والتمرير وشن هجمات خطيرة على المرمى، لقد اتخذت بعض التدابير لمحاولة مواجهة هذا النوع من اللعب، آيسلندا ليست رميات تماس فقط، إنهم قادرون على تحريك الكرة بسرعة على الأرض، لديهم عناصر متميزة، معظمهم في الدوري الإنجليزي الممتازة، وهم ليسوا بلاعبين صغار، لقد استحقوا هزيمة إنجلترا».

وأبدى ديشان اعجابه ببعض عناصر آيسلندا قائلاً في نهاية حديثه «أنا معجب بلاعبين مثل آرون جونارسون وبجارناسون وجيلفي سيجوردسون، من الناحية الفنية يتمتعون بمواهب كبيرة، كذلك لدى آيسلندا بعض اللاعبين صغار السن الجيدين جدًا، والفريق لا أجده يعتمد بشكل كلي على القوة البدنية المفرطة».