للحيوانات دائما وعلى مدار التاريخ دور في حياة الإنسان.. إما للحماية وللمجد الشخصي أو للتنقل أو كمصدر غذائي أو للتربية المنزلية، وعلى الوجه الآخر من العملة فإن الحيوانات تعتبر خزان العدوى ووسيلة الانتقال لأكثر من 200 مرض معدٍ


تعرف بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان التي يمكن تعريفها على أنها مجموعة من الأمراض التي تصيب الحيوان ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق انتقال مختلفة ويمكن أيضا أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان.
قد تحدث هذه الأمراض في الإنسان على شكل حالات فردية مثل الإصابة بداء السالمونيلا أو على شكل جماعي مثل وباء البروسيلا، كما أن هذه الأمراض قد تكون ذات آثار صحية محدودة ولكنها سريعة الانتشار بين الأفراد مثل التسممات الغذائية والنزلات المعوية بينما في بعض الأمراض الأخرى قد تكون خطيرة جدا وقاتلة إذا لم تعالج في الوقت المناسب مثل داء الكلب أو السعار.
تكمن خطورة هذه الأمراض في أنها تؤثر على الحالة الصحية للأفراد وتؤثر على الثروة الحيوانية وعلى مصادر الغذاء للإنسان ولقد زادت حدة وخطورة هذه الأمراض خلال السنوات الماضية بسبب زيادة الطلب على الغذاء (وخاصة الحيواني المصدر) نظرا للزيادة الكبيرة في معدلات النمو السكاني بدون زيادة مقابلة في الثروة الحيوانية وما ترتب عليه من زيادة لحركة نقل الحيوانات بين الدول بل وبين القارات أيضا وترتب على ذلك أيضا تغير في أساليب الرعي وأساليب تربية الحيوانات وتغيرت بيئة الحيوان وازداد قربا من المجتمعات الإنسانية.
للأمراض المشتركة تصنيفات عدة أهمها التصنيف الخاص بالأثوياء الخازنة والآخر وفق دورة حياة العامل المسبب للمرض والثالث بحسب الأهمية الاقتصادية والوبائية وطبيعة علاقة الإنسان بالحيوان والرابع والخاص بنوع العامل المسبب للمرض .
أ‌- التصنيف المتعلق بنوع الأثوياء الخازنة للمرض :
1- أمراض مشتركة حيوانية بشرية :
وهي الأخماج التي تنتقل إلى الإنسان من أنواع كثيرة من الحيوانات الفقارية الداجنة والبرية، ويمكن لهذه الأمراض أن تبقى في الطبيعة بصرف النظر عن وجود الإنسان، و تحصل إصابة الإنسان غالباً بهذه الأمراض من خلال التعرض المهني غير العادي , ومن هذه الأمراض البريميات وداء التولاريمية و حمى الوادي المتصدع و السل البقري .
2- أمراض مشتركة بشرية حيوانية : وهي من أصغر مجموعات الأمراض المشتركة وهي أمراض تنتقل طبيعياً من إنسان إلى آخر ولكنها في بعض الأحيان قد تصيب الحيوانات الفقارية مثل السل البشري وداء الدفتيريا وداء الأميبات .
3- أمراض مشتركة ذات الوجهتين :
وهي الأمراض المشتركة التي تكون موجودة في كل من الإنسان والحيوان ويحافظ على بقائها كل من الإنسان والحيوانات مثل الإصابة بالعنقوديات الذهبية والعقديات التي تنتقل في كلا الاتجاهين .
ب- التصنيف الذي يعتمد على نوع دورة حياة العامل المسبب للمرض :
1- الأمراض المشتركة المباشرة (المستقيمة):
وهي الأمراض التي تنتقل من الفقاري المصاب الى الفقاري المستعد للإصابة عن طريق الملامسة المباشرة أو بواسطة ناقلات العدوى أي التي تنقل الخمج كالألبسة والأدوات، أو بواسطة ناقل آلي (كالذباب) .
وفي هذه الحالة لا يحصل أي تطور جوهري في كيان العامل المسبب
للمرض أي أنه لا يتكاثر ولا يتطور خلال فترة الانتقال ومثال على هذه الأمراض: الجمرة الخبيثة، وداء البروسيلا (الحمى المالطية) وداء الكلب و البريمات وداء السالمونيلات وداء التولاريميا .
2- الأمراض المشتركة الدورية :
وهي الأمراض المشتركة التي تحتاج إلى أكثر من حيوان فقاري كأثوياء لإتمام دورة حياتها، ولكنها لا تحتاج لأي ثوي لا فقاري ومثالاً على ذلك إصابة الإنسان بالديدان الشريطية العزلاء والمسلحة وداء الكيسات العدارية في الحيوانات والإنسان، وفي الإصابة بالديدان الشريطية العزلاء والمسلحة يكون وجود الإنسان ضرورياً لإتمام دورة حياة العامل المسبب للمرض، أما في حالة الكيسات العدارية (المائية) فإن الإنسان لا يدخل بشكل رئيس في دورة حياة العامل المسبب للمرض لاتمام دورة حياته ويمكن للعامل المسبب للمرض إتمام دورة حياته دون وجود الإنسان بل إنه يعد في هذه الحالة حالة مسدودة لأن الكيسات العدارية الموجودة في الإنسان المصاب لا تكون عرضة لالتهامها من قبل الكلاب.
3- الأمراض المشتـركة المتـوالية :
وهي الأمراض التي تنتقل حيوياً (بيولوجياً) بواسطة حامل لا فقاري (الحشرات مثلاً) وفي هذا الثوي اللافقاري يتكاثر العامل المسبب للمرض أو يتطور أو يتكاثر ويتطور ومن المحتمل أن يكون هناك فترة حضانة خارجية قبل الإنتقال إلى ذوي فقاري آخر ومثال على ذلك الطاعون البشري الدبلي والإصابة بالمثقبيات (مرض النوم الإفريقي) و داء المنشقات.
4- الأمراض المشتـركة الرميـة :
وهي الأمراض التي لها ثوي فقاري ولها أيضاً مكان أو مخزن غير حيواني مثل المواد العضوية ( بما فيها الغذاء)، والتربة والنباتات ومثال على هذه الأمراض داء هجرة اليرقات ومعظم الأمراض الفقرية .
ج-التصنيف بحسب الأهمية الاقتصادية و الوبائية :
طبيعة علاقة الإنسان بالحيوان :
1- أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوانات الأليفة المنتجة كالأبقار والأغنام والماعز والدواجن وغيرها، وهذه الأمراض تؤدي إلى حدوث خسائر كبيرة في الحيوانات و إنتاجها من لحم وحليب وبيض وغيره .
2- أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوانات الأليفة غير المنتجة كالقطط والكلاب وطيور الزينة والنسانيس وغيرها، ويكون الأثر الاقتصادي لهذه الأمراض أقل من تلك الأمراض التي تصيب الحيوانات الأهلية المنتجة .
3- أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوانات غير الأهلية التي تعيش في البيئة التي يعيش فيها الإنسان كالفئران والجرذان، وتكون هذه الأمراض أحياناً ذات آثار وبائية واقتصادية كبيرة تصعب مكافحتها وتؤدي إلى خسائر اقتصادية وصحية جسيمة .
4- الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات غير الأليفة التي تعيش في المناطق غير المأهولة كالصحاري والغابات وتختلف آثار هذه الأمراض وأهميتها تبعاً للموقع الجغرافي وعدد الذين يصابون بها سنوياً
د- تصنيف الأمراض المشتركة وفق نوع العامل المسبب للمرض :
1- الأمراض الجرثومية: مثل داء البروسيلات، والسل البقري, والسالمونيلة.
2- الأمراض الفطرية: مثل السعف , وداء المستخفيات، وداء النوسجات.
3- أمراض الريكسيات : مثل حمى كيو .
4- الأمراض الفيروسية : مثل داء الكلب وحمى الوادي المتصدع وحمى غرب النيل .
5- الأمراض الطفيلية: وتشمل على الأوالي مثل المقوسات وداء الليشمانية، والمثقوبات مثل الإصابة بالمتورقة الكبدية والإصابة بالخيفانة الخيفاء, والحبليات أو الممسودات مثل داء الشعرنيات وداء هجرة اليرقات والشريطيات أو القليديات مثل الإصابة بالشريطية العزلاء والمسلحة وداء الكيسات العدارية، ومفصليات الأرجل مثل مرض الجرب .
6- أمراض البريونات: مثل مرض الدماغ الأسفنجي / تحورات مرض جاكوب - كروتسفيلد .
أهم طرق انتقال الأمراض المشتركة إلى الإنسان :
1- الملامسة المباشرة أو غير المباشرة مع الحيوانات المريضة أو منتجاتها أو إفرازاتها .
2- استنشاق الهواء الملوث أو الغبار الملوث بمسببات الأمراض المشتركة .
3- ابتلاع الأغذية الملوثة ببراز الحيوانات المريضة أو استهلاك لحوم الحيوانات المصابة أو منتجاتها الأخرى كالحليب ومنتجاته والبيض الملوث .
4- عن طريق تلوث الجروح سواء من خلال خربشة أو عض الحيوانات المصابة أوتلوث الجروح بالعوامل المسببة للأمراض المشتركة .
أهم المجموعات البشرية التي تتعرض لخطر الأمراض المشتركة :
الذين يتعاملون مع الحيوانات ويتداولون مع الحيوانات المنتجات الحيوانية .
1- المواليد الحديثة والأطفال المسنين .
2- العاملون بالزراعة وصناعة الأغذية.
3- الأشخاص ذوي المناعة المكبوتة أو الذين يتناولون الأدوية الكابتة للمناعة .
4- النساء الحوامل .
العوامل التي تؤثر على انتشار الأمراض المشتركة :
1- التغيير في حجم وكثافة المجموعات البشرية والحيوانية .
2- الزيادة في حركة المجموعات البشرية والحيوانية.
3- المتاجرة في المنتجات الحيوانية .
4- التغييرات البيئية التي أوجدها النشاط البشري .
5- طريقة مداولة إخراجات وافرازات الحيوانات.
6- التقاليد البشرية والتغيرات التي طرأت عليها في مداولة واستعمال الحيوانات والمواد الحيوانية المصدر .
طرق مكافحة الأمراض المشتركة :
أ‌- الإجراءات الوقائية وتشتمل على :
1- الحجر الصحي البيطري على الحيوانات ومنتجاتها ومخلفاتها .
2- تلقيح الحيوانات وقائياً ضد الأمراض المشتركة .
3- الاهتمام بصحة البيئة .
4- إضافة المواد الكيميائية الوقائية مثل الفيتامينات والمواد السلفاميدية واستعمال مضادات الحشرات للوقاية .
5- الكشف المبكر عن الأمراض المشتركة في الحيوانات .
ب-التحكم بالأمراض
المشتركة :
1- إجراء الاختبارات للكشف عن الحيوانات المصابة وعلاجها أو ذبحها إن أمكن .
2- مكافحة ناقلات الأمراض المشتركة والخازنة لها.