يـا غـريباً يـطرق الأبـواب

والـهـوى أبواب

نحـن من بـاب الـشجى

ذي الـزخـرف الـرمزي والألـغاز والـمغـزى

وما غـنى عـلى أزمانه زرياب

كـلنا قـد تـاب يـوماً

ثم ألـفى نـفـسه

قـد تاب عـما تاب

كـل ما في الـكون أصـحاب وأيام لـه إلا الـهـوى

مـا يـومه يـوم....

ولا أصحـابه أصـحاب

نخـلة في الـزاب

كـان يأتي العـمـر يقـضي صـبـوة فـيها

ويـصغي للأقـاصيص الـتي مـن آخـر الـدنيا

هـنا يفـضي بـها الأعـراب

هـب عـصف الـريح واه يـومه يوما

وانتهى كـل الـذي قـد تـاه مـن دنـيا

ومـن عـمـر ومـن أحـباب

هـاهـنا يـنهـال في صـمت رمـاد الـمـوت

يـخـفي ملـعـب الأتـراب

كم طـرقـنا بابك الـسـري في وجـد وخـوف

لم تجـبـنا

وابـتعـدنا فـرسـخاً هجراً

فألـفـيـناك سـكـراناً جـوابات

فـلم نغـفـر ولـم تـغـفـر كلانا مـدع كـذاب

كـل غـي تـاب

إنـما غـيي وغـي فـيك قـد غابا

وراء الـنرجـس الـمكـتوب لـلغـياب

قـد شـغلـنا لـيلة بالـكـأس

والأخـرى بأخـت الـكـأس

و الـكـاسـات إن صـح الـذي يسـقـيك إياها

لـها أنـسـاب

يـا غريـباً بابه غـرب الحـمى

مـفـتـوحة لـلـربـح والأشـباح والأعـشـاب

قـم بـنا نـفـح الـخـزامى طاب

نـنـتمي لـلـسر

لا تسـل لـماذا ألـف مفـتاح ومفـتاح لهـذي الـباب

لا تسـل

مـن عـادة أن تكـثر الأقـوال

فـيمن ذاق خـمر الـخـمر في الـمحـراب

لـم يـقـع في الـشـك

إلا أنه مـن لـسـعة الأوسـاخ

تـنمـو خـمرة الأعـناب

لم يقـل فـيها جـناسـاً أو طباقـاً إنـما إطـلاق

نـبه الـعـشاق

مـدنـف أودى بلا هـجر ولا وصل بـباب الـطاق

مرهـق من خـرقـة الـدنيا عـلى أكـتافـه

لـم تـسـتر الأشـجـان والأشـواق والإشـراق

لـم يـكـن أغـفى

وحـبات الـندى سـالـت عـلى إغـفائه شـوطاً

ودب الـفجـر في أوصالـه رقـراق

آه مـما فـز من إغـفاءة لم تلـمس الأحـداق

أي طيـر لا يرى إلا بما يـنجـاب عن ترديـده الـبـني

سـعـف الـنخـل والأعـذاق

موغـل في الـسـر مـندس بـنار الـماء في الأعـماق

يا طائـراً يحـكي لـماء أزرق بالـوجد في الأعـماق

ما أبعـد الأعـماق

ما أبعـد الأعـماق

لم يفـق يـوما ولـم يأبه بمـن قـد فـاق

مشـفـق مشـتاق

كـله إطـراق

أثملـت الـخـمر صحـواً

فانـبـرى يـبكي

وأطفال الـزمان الـغـر ضجـوا

حـوله سخـرية في عـالـم الأسـواق

قـل لأهـل الـحي

هـل في الـدور من عـشـق لـهـذا الـمبـتلى تـرياق

نـغـمة في الـعـشـق تـكـفي

نـقـطة تكـفي

فلا تكـثر عـليك الـحـبـر والأوراق

كـل ما في الـكـون تـنقـيط لـه إلا الهـوى

فـاحـذر

فبالـتـنقـيط نهـوي

واسـأل العـشـاق

هـاك كأسـاً لـم يـذقـها شـارب في هـذه الـدنيا

مـوشـاة بحـبات الـنـدى سـلطانها سـلطان

إنـها جـسـر الـدجى في الـمعـبـر الـسـري فـلـتعـبر

ولا تـنصت لـمن أعـياهم الإدراك والإدمان

لـم يكـن إيـوان كـسـرى مثـلما إيـوانها إيـوان

إن كـأس اللّه هـذي مـسكـها ربان

هـذه درب وقـد تفـضي إلى بـوابة الـبـسـتان

إنـما انفـض الـندامى والـمغني

فـاتـئـد في وحـشـتي

يـا آخر الـخلان


مظفر النواب