ورجل قلبه معلق بالمساجد


أخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض .. فإذا شيخ كبير ..
علىسرير أبيض وجهه يتلألأ نورا .. قال صاحبي : أخذت أقلب ملفه فإذا هو قد أجريت لهعملية في القلب .. أصابه نزيف خلالها ..
مما أدى إلى توقف الدم عن بعضمناطق الدماغ .. فأصيب بغيبوبة تامة وإذا الأجهزة موصلة به .. وقد وضع على فمه جهازللتنفس الصناعي يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة,كان بجانبه أحد أولاده .. سألته عنه..
فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين
أخذتأنظر أليه ... حركت يده .. حركت عينيه .. كلمته .. لا يدري عن شئ أبدا .. كانتحالته خطيرة,اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه .. وهو لا يعقل شيئا
فبدأ الولديقول .. يا أبي... أمي بخير .. وأخواني بخير .... وخالي رجع من السفر.. واستمرالولد يتكلم .. والأمر على ما هو عليه ... الشيخ لا يتحرك .. والجهاز يدفع تسعةأنفاس في الدقيقة !!
وفجأة قال الولد ... والمسجد مشتاق إليك .. ولا أحد يؤذنفيه إلا فلان ويخطئ في الأذان ومكانك في المسجد فارغ.. فلما ذكر المسجد والأذان .. اضطرب صدر الشيخ ..وبدأ يتنفس فنظرت الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا فيالدقيقة ....
الولد لا يدري.. ثم قال الولد : وابن عمي تزوج .. وأخي تخرج ..... فهدأ الشيخ مرة أخرى وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي ..
فلما رأيت ذلكأقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه.. حركت يده .... عينيه .. هززته .. لاشيء كل شيء ساكن ..لا يتجاوب معي أبدا .. تعجبت !!
قربت فمي من أذنه ثم قلت :الله أكبر.... حيعلى الصلاة ... حي على الفلاح وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس .. فإذا به يشيرإلى ثمان عشرة نفس في الدقيقة !!!
لله دُرّهم من مرضى بل والله نحن المرضى .. رجال قلبهم معلق بالمساجد .....
نعم : {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37

وعن النبي ‏سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُمُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِوَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ ‏ ‏طَلَبَتْهُ ‏ ‏امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍوَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَاتَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا ‏‏فَفَاضَتْ ‏ ‏عَيْنَاه)ُ ‏
فأنت يا سليماً من المرض والأسقام .. يا معافى منالأدواء والأورام يامن تتقلب في النعم ... ولا تخشى النقم!!!ماذا فعل الله بكفقابلته بالعصيان !! بأي شيء آذاك ؟!
أليست نعمه عليك تترى .. وأفضاله عليك لاتحصى ؟أما تخاف أن توقف بين يدي الله غدافيقول لك: عبدي ألم أصح لك بدنك ... وأوسع عليك في رزقك ..
وأسلم لك سمعك وبصرك ؟فتقول بلى .. فيسألك الجبار : فلم عصيتني بنعمي ..وتعرضت لغضبي ونقمي؟!!فعندها تنشر في الملأ عيوبك .. وتعرض عليك ذنوبك
فتباًّ للذنوب .. ما أشد شؤمها .. وأعظم خطرها,,,وهل أخرجأبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب!!وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب !! وهلأهلك عادا وثمود إلا الذنوب !!
وهل قلب على لوط ديارهم .. وعجل لقوم شعيبعذابهم وأمطر على أبرهة حجارة من سجيل .. وأنزل بفرعون العذاب الوبيل إلا المعاصيوالذنوب؟!!!!!!!!!